نشر موقع “بلومبرج نيوز” تقريرا بعنوان “الصين تفوز بسباق الانتعاش الاقتصادي بعد وباء فيروس كورونا الجديد” يوم الجمعة الماضي، وذكر التقرير أن بعض أفضل الدول في السيطرة على وباء “كوفيد-19” قد لا تتمكن من الحصول على عوائد اقتصادية. لكن أحد العمالقة الاقتصاديين فعل ذلك حقا، وقد يستمر نجاحه لسنوات عديدة. هذه الدولة هي الصين. في الوقت الحالي، تعد الصين دولة وحيدة من بين الدول المشاركة في مجموعة العشرين التي زادت من الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي هذا العام.
من بين دول أعضاء النادي الاقتصادي العالمي الكبير — “مجموعة العشرين”، لم تنتعش أي دولة أخرى في العالم من الركود الاقتصادي الناجم عن وباء “كوفيد-19” في الربع الثاني من هذا العام سوى الصين، كما لا يظهر نموها أي بوادر للتحسن وبالمقارنة مع الصين، تتعافى الولايات المتحدة وأوروبا اللتان وصل فيروس كورونا الجديد إليهما في وقت متأخر، بشكل بطيء نسبيا، كما تواجهان تحديات قوية في الوقت الراهن.
منذ تفشي فيروس كورونا الجديد لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، خلص العلماء والاقتصاديون والعديد من خبراء التجارة إلى أن إنقاذ الأرواح في الصين يرتبط ارتباطا وثيقا بأدائها الاقتصادي.
جاء في التقرير الصادر عن شركة “ماكنزي وشركاؤه” الأمريكية للاستشارات في 23 سبتمبر الماضي، أن البلدان التي نجحت في تقليص عدد حالات مؤكدة جديدة مصابة بفيروس كورونا الجديد، تكون عادة أكثر نجاحا في إعادة فتح اقتصاداتها. وبالنسبة لها، فإن السيطرة على الفيروس تتلخص في النهاية في أمرين: تعرف ما يجب القيام به وتنفيذه جيدا “.
لا يبدو أن هذا الرأي معترف به في كل مكان. لكن البيانات التي جمعها كل من موقع “بلومبرج نيوز” وكلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة تظهر أن هذا حدث في الصين بالفعل. يعد معدل النمو لحالات مصابة بـ”كوفيد-19″ التي حسبتها الصين وفقا لسكانها، وعدد الوفيات هو المستوى الأدنى بين الاقتصادات الرئيسية، كما أن معدل البطالة في الأشهر الستة الماضية هو في المرتبة ثانية بأدنى مستوى بعد اليابان.
البلدان الأخرى في العالم سجلت نموا اقتصاديا ضئيلا في عام 2020، أما بالنسبة إلى الصين، فإن الناتج المحلي الإجمالي ينمو للعام الـ33 على التوالي. ووفقا لمسح أجراه موقع “بلومبرج نيوز” بمشاركة 80 خبيرا اقتصاديا، فإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللتين تمثلان معا 42% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستتقلصان بنسبة 8% و4.4% على التوالي.
وبغض النظر عن الحجم، لا توجد دولة قريبة من الانتعاش الاقتصادي صحيا مثل الصين. أما بالنسبة للدول الاعضاء في مجموعة العشرين، تأتي كوريا الجنوبية وإيطاليا وألمانيا في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث معدل النمو المنخفض لحالات مصابة بـ”كوفيد-19″ التي حسبتها وفقا للسكان وعدد الوفيات، لكن معدلات الإصابة بها لا تزال أكثر من الضعفين مما هو عليه في الصين.
تمثل حصيلة الوفيات في الصين نحو 0.5% فقط من الإحصائيات الرسمية العالمية لعدد الوفيات (حاليا أكثر من مليون شخص). في البداية لم يشجع ترامب الشعب على ارتداء الكمامات وزعم أن الفيروس سيختفي تلقائيا، لكن الآن توفي أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة. في الإحصائيات العالمية عن عدد الوفيات بسبب “كوفيد-19″، تمثل الولايات المتحدة 21% وهي أعلى نسبة في العالم. هناك 621 حالة وفاة لكل مليون نسمة في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل 182 ضعف معدل الوفيات في الصين. قال ترامب يوم الجمعة الماضي إنه ثبتت إصابته وزوجته ومساعده بفيروس كورونا الجديد.
أظهر استطلاع أجراه موقع “بلومبرج نيوز” الذي شمل 16 اقتصاديا أن البيانات حول العمالة والإنتاج الصناعي والنمو تظهر أن الصين وكوريا الجنوبية هما الدولتان الوحيدتان من بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، بمعدل بطالة في الربع الثاني منخفض جدا بالفعل (3.8% و4.2% على التوالي)، والاستمرار في الانخفاض خلال غضون عامين في المستقبل. وفقا لمتوسط توقعات من قبل 74 خبيرا اقتصاديا، فإن أداء الصين في قيمة الناتج الصناعي والناتج المحلي الإجمالي رائع أيضا. بينما سينخفض هذان المؤشران للدول الأعضاء الأخرى في مجموعة العشرين، ستزيد قيمة الناتج الصناعي الصيني هذا العام بنسبة 2.4% وسيزداد الناتج المحلي الإجمالي لها. وبالإضافة إلى ذلك، ستحتل الصين المرتبة الأولى بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين بمعدلات نمو تبلغ 7.5% و8% في عام 2021.