CGTN العربية/
تحت شعار “تعميق الصداقة التقليدية وبناء المستقبل المشترك” احتضنت العاصمة الصينية بكين، ندوة افتراضية للتعاون بين الصين والشرق الأوسط في ظل مرض فيروس كورونا الجديد(كوفيد-19) وتدعيم أسس التعاون الثنائي يوم السبت، وذلك برعاية كل من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والمعهد الصيني-الإفريقي وجامعة الشارقة بالإمارات.
وحضر الندوة تشاي جيون المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط، والأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالسعودية، ورئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف، علاوة على أكثر من 40 من كبار الدبلوماسيين والعلماء من الصين وثماني دول شرق أوسطية.
وتركز موضوع الندوة على التعاون بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط في مكافحة وباء كوفيد-19 وآفاق هذا التعاون في مرحلة ما بعد الوباء، حيث تبادل الحضور الآراء حول خبرات التضامن بين الصين ودول المنطقة في مكافحة الوباء، والتي جسدت الصداقة التقليدية والمستقبل المشترك بين الجانبين بشكل حي، كما قاموا بمناقشة سبل التعاون في مواجهة التحديات العالمية المختلفة الناجمة عن الوباء إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار وتحفيز التنمية، وذلك من أجل تأمين حياة الشعوب وصحتها في ظل الوباء بشكل أفضل.
وقال تشاي جيون في خطابه الرئيسي في الندوة، إن وباء كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 500 ألف نسمة حتى الآن، لا يزال يجتاح العالم ويؤثر على أكثر من 210 من الدول والمناطق، بينما تواجه كل دولة مهام شاقة لمكافحة الوباء وتثبيت دعائم الاقتصاد وضمان معيشة الشعب تزامنا مع ظهور تأثيرات الوباء العميقة تدريجيا.
وأوضح تشاي أن “الوباء ينطوي على تحديات وفرص في آن واحد”، مؤكدا أنه على الصين ودول الشرق الأوسط مواصلة التعاون ودعم بعضها البعض والتمسك بطريق العدل والتعددية وتعزيز بناء “الحزام والطريق” لمواجهة تحديات الوباء وتشكيل نموذج الصين-الشرق الأوسط في إطار بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
من جانبه دعا الأمير تركي الفيصل إلى تعزيز التعاون الصيني-العربي في مكافحة الوباء ومواصلة الدعم السياسي المتبادل بين الصين والدول العربية، مؤكدا أن التعاون الصيني السعودي الفعلي والحي في مكافحة الوباء يجسد اتجاها أوسع للتعاون بين الصين والدول العربية في المعركة ضد الوباء. وأشار إلى ضرورة العمل المشترك بين الجانبين للتمسك بالتعددية والحوكمة العالمية وتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق في ظل التحديات الناجمة عن الوباء، فضلا عن دفع الحوار السياسي من أجل أمن أقوى بمنطقة الشرق الأوسط.
بدوره قال عصام شرف إن حضارتنا تواجه تهديدات صحية وعالمية أخرى، مشيرا إلى أن فكرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قائمة أيضا في الحضارة العربية العريقة. وأكد على أهمية وجود آلية تعاونية قادرة على مكافحة الجائحة الجارية فضلا عن مواجهة التهديدات العالمية الأخرى، مضيفا أن مبادرة “الحزام والطريق” قادرة على توفير هذه المنصة الدولية.
وذكر لي تشنغ ون سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي، أن هناك لحظات مؤثرة عديدة في التعاون الصيني العربي لمكافحة الوباء، جسدت العلاقات الودية والصداقة الشعبية بين الجانبين، مشيرا إلى أن خطوات التعاون العملي بين الصين والدول العربية لم تقف أمام تحديات الوباء، بل شهدت نموا وتوسعا في المجالات التقليدية والقطاعات الجديدة الناشئة في ظل الوباء، ما يمثل نموذجا للتعاون العالمي في ظل مكافحة الوباء.
كما أشار شيه فو تشان رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن الخبرات الجديدة المكتسبة في التعاون الصيني العربي لمكافحة الوباء، ستعزز أساس التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية وتساهم في تعزيز التعاون الثنائي في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية.