شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باكو الشرق: صديقة الروح وعاصمة التحضّر العريقة والمتعدّدة الأديان والثقافات
إعداد: الأكاديمي مروان سوداح و يلينا نيدوغينا – مؤسسا لوبي التضامن الدولي (العربأذري) للصحفيين والإعلاميين والقلميين والمثقفين العرب والناطقين بالعربية.
يُعتبر عيد الميلاد المسيحي أحد أحداث العام التي يطول انتظارها في معظم البلدان، تماماً كما هو الحال في جمهورية أذربيجان القوقازية الشقيقة. ومع ذلك، هنالك بعض الاختلافات بين العطلات الأجنبية والعطلة الأذربيجانية، لكن في الواقع، ومع حلول شهر كانون الأول (ديسمبر)، تبدأ باكو وأذربيجان بأكملها في الاستعداد لاستقبال عيد الميلاد.
وعلى مستوى القيادة السياسية الأذربيجانية الفذة والحكيمة، يُهنئ فخامة الرئيس إلهام علييف، والحكومة الأذربيجانية، كل عام الجالية المسيحية الأرثوذكسية والكنائس المختلفة في أذربيجان بعيد الميلاد. تقول رسالة التهنئة الرئاسية: “في أذربيجان، حيث تسود تاريخياً أجواء الصداقة والأخوَّة، عاش ممثلو مختلف الشعوب والطوائف الدينية في سلام وطمأنينة لقرون، حيث تسود تاريخياً ثقافة عالية وراقية من التعايش.
اليوم في بلدنا ، المعترف به كأحد مراكز التعددية الثقافية في العالم والذي قدَّم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات بين الحضارات، بغض النظر عن اللغة والدين والجنسية، يتمتع الجميع بحقوق وحريات متساوية، والحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيزه، والمبادئ الإنسانية العالية، وتقاليد التسامح الغنية، التي تشكّلت في مجتمعنا على مدى مئات السنين، هي مِن بين أولويات سياسة دولتنا. أود أن أشير بشعور من الارتياح إلى أن مواطنينا المسيحيين، مثل الجماعات القومية والدينية الأخرى في أذربيجان، مع الحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم وثقافتهم، يُشاركون بنشاط في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية، ويلبون متطلبات حياتهم المدنية بشكل كافٍ، وهو واجب في سياق عملية التنمية والخلق الكُبرى الجارية في جمهوريتنا”.
في أجواء العيد المستمرة إلى الآن، يَعمل سوقان لعيد الميلاد في وسط العاصمة الأذربيجانية، يتمتعان بمفاهيم مختلفة. يقع أحدهم في البلدة القديمة من Icherisheher. في الواقع، يوجد دائماً سوق صغيرة في البلدة القديمة، ولكن في ديسمبر يتغير تصميمه ويتحول إلى سوق لعيد الميلاد. هناك يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من هدايا عيد الميلاد، مثل الهدايا التذكارية، والأوشحة، وغيرها من المنتجات الوطنية، بالإضافة إلى بعض الأطباق الشعبية والوطنية اللذيذة التي تشتهر بها أذربيجان.
على الرغم من أن غالبية السكان في أذربيجان ليسوا مسيحيين، إلا أنه لا يزال بإمكان أي شخص وفي حرية كاملة، زيارة الكنيسة عشية عيد الميلاد في باكو. فمثلاً، تقع “كنيسة الحبل بلا دنس” للسيدة مريم العذراء في حي خاتاي في باكو، بالقرب من محطة مترو “خاتاي”، في شارع أورودشيف، 2أ. تُقَدَّم الخدمات هناك بثلاث لغات: الأذربيجانية، والإنجليزية، والروسية. زد على ذلك، يمكن للمرء الاستمتاع بعشاء عيد الميلاد في العديد في الفنادق والمطاعم، إلى جانب مجموعات كبيرة من المحتفين المحليين والأجانب. علاوة على ذلك، يمكن للمرء في باكو وفي غيرها من المدن الأذربيجانية الاستمتاع بروح عيد الميلاد المجيد، والشعور بها على الطريقة الشرقية بالذات كما في مختلف أقطار الشرق الجغرافي.
قبل بدء قدَّاس عيد الميلاد الاحتفالي في كاتدرائية النساء اللواتي يحملن نبات المُر، قال سكرتير أبرشية باكو، الأرشمندريت أليكسي (نيكونوروف)، في مقابلة مع المراسلين الصحفيين: “في هذه الليلة، جميع المسيحيين الأرثوذكس، مسيحيو التقليد الشرقي يحتفون بعيد الميلاد. هذا هو واحد من أكثر الأعياد التي طال انتظارها والمرح والسعادة بالنسبة للمسيحيين. نقرأ عَمَّا يعنيه هذا اليوم في الإنجيل، ولكن لكي نفهم جوهر هذا العيد، علينا أن ننتقل إلى الكلمات التي نسمعها من الملائكة.
وفي عُجالة هذه المقالة الصغيرة التي لا تفي، في الحقيقة، بإعطاء القيادة الأذربيجانية الصديقة وأذربيجان وشعبها حقوقهم الكاملة في مسألة شريفة هي متابعة وثبات حماية الحقوق الدينية للمسيحيين من مختلف الكنائس والمَشارب، وتوفير الأجواء الدينية الكامل للاحتفاء بهذه الأعياد ضمن مناخات الحريات المختلفة التي تشتهر أذربيجان بها منذ تأسيسها، لا بد لنا أن نؤكد بأن وقائع أذربيجان في مجال الأديان وعلاقاتها الشفافة والمستقرة والتنسيق المتبادل مع إدارات وقيادات الكنائس المسيحية ذات الصبغة الدولية، هي مِثال يُحتذى حقاً للدول الأخرى لأجل الارتقاء بحقوق مختلف القوميات والأجناس، وما ترنو إليه من قضايا لتفعيلها، والتجربة الأذربيجانية دينياً لا بد لها – اليوم بالذات قبل يوم الغد – أن ترتقي إلى مستوى تقديمها للدراسة في مؤسسات التعليم العالي والثقافة الأكاديمية الأممية، وإطلاع كنائس المعمورة عليها، وتبادل الوفود الدينية المسيحية والإسلامية بين تلك الكنائس وكنائس ومساجد أذربيجان، وانعقاد المؤتمرات واللقاءات الدولية بين هذه الجهات لتعزيز اللُحمَة الإنسانية وتفعيل رسائل السماء بين أبناء الله المُتَّحِدِيِن مِمَّن يرنون إلى مزيدٍ من السلام والآمان والطمأنينة في مساراتهم الحياتية، وبهدف الانفتاح على ناس الكون، ليتعرف “الجميع على الجميع”، للجم التخرصات والأكاذيب التي يتم اختراعتها في مختبرات معادية للإنسان، كما الأمر في مختبرات الحرب الجرثومية التي “تستضيفها..!” أرمينيا من خلال برامج و “عُلماء” دول الموت الغربيين، الذين على شاكلة “مجموعة مينسك” الخَرِفَة، يُعزِزون عَسكرة يرفان، المدينة الأذربيجانية الأصل الفصل، بوجه كُتب السماء المقدسة.
إضافة إلى ذلك، من المهم بمكان استحداث مؤسسات ثقافية حقيقية يمكنها الاتفاق مع الدول الأخرى، بخاصة في الأردن والعربية والإسلامية، لفتح مراكز ثقافية أذربيجانية – على وجه السرعة – تنشر حقائق أذربيجان ويومياتها، في وجه مَن يُمَارِسون بخبث التخرصات لتسويد الوجه البهي لأذربيجان تجاه المتدينين والأديان، وهي خطوة ستغدو مفصلية بلا شك، وستبرز في غاية الأهمية في الوضع القوقازي والآسيوي والدولي والعربي – الإسلامي والمسيحي الحالي.
شخصياً، نحن نعمل لزيارة باكو في أقرب وقت، في سبيل قراءة محاضرات وتنسيق لقاءات في مؤسساتها، لتعزيز اللُّحمَة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين بهمةِ واهتمام قيادتينا الشقيقتين: جلالة مليكنا المحبوب عبدالله الثاني المُعظَم حفظه الله ورعاه وسَدَّد خُطاه دوماً، وفخامة السيد الرئيس الحكيم والأخ إلهام علييف صاحب المكانة القارية والعالمية المحورية والرائدة.
هلموا إلى باكو العَرَاقَةِ ومهد الحضارة والتاريخ والكَرم والحَداثةِ، لنحتفي جميعاً بروابطنا الأخوية – المنغرسة والمستقِرَّة في دمنا الأحمر القاني – بكل الأعياد السماوية والإنسانية على مدار كل فصل سنوي وكل عام.