المنتدى المنظم من قبل وزارة الشؤون الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح و التنمية, عرف حضور أكثر من 50 خبيرا و إعلاميا ومسؤولا في الحكومة الصينية وعدد من الشخصيات العربية.
وفي كلمة له بالمناسبة, أثنى مبعوث الحكومة الصينية الخاص لشؤون الشرق الأوسط, تشاي جون, على جودة العلاقات الصينية العربية في شتى المجالات, مستدلا بأرقام المبادلات التجارية التي بلغت 430 مليار دولار في 2022, أي ضعف ما كان عليه الحال في 2012, و استيراد الصين لما يصل إلى 270 مليار طن من النفط الخام من الدول العربية في 2022.
ولدى تطرقه إلى ثمار التعاون الصيني العربي, لفت السيد تشاي إلى مجموعة من المشاريع التي أنجزتها بلاده في الدول العربية, من أهمها الطريق السيار شرق-غرب بالجزائر, مؤكدا أن بكين مستعدة للعمل مع كل البلدان العربية لتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى التي انعقدت سنة 2022 بعاصمة العربية السعودية, الرياض.
كما أشار المتحدث إلى أهمية المفهوم الذي اقترحه الرئيس الصيني شي جينبينغ حول بناء “مجتمع ذي مستقبل مشترك” بين الصين والدول العربية, مشددا على أنه “من الصعب على أي دولة تحقيق التعافي بمفردها في حالة الانغلاق”, مؤكدا على استعداد الصين العمل مع كل الدول لمواجهة التحديات التي يعرفها العالم, من بينها التعافي من جائحة فيروس كورونا والتغير المناخي والإرهاب.
بدوره, قال الأمين العام المساعد للأمانة العامة لجامعة الدول العربية, خالد محمد المنزلاوي, أن العلاقات الصينية العربية, “القائمة على الدعم والتضامن”, ما انفكت تتعزز, حيث تمكن الجانبان من الارتقاء بها الى مستويات جديدة بعد القمة العربية الصينية الأولى, “والتي كانت ناجحة و أسفرت عن نتائج هامة”, من بينها الاتفاق على العمل بكل الجهود نحو بناء “مجتمع مستقبل مشترك للبشرية”.
كما أكد على جاهزية الجامعة العربية على العمل مع الجانب الصيني على تنفيذ مخرجات قمة الرياض, وهذا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها.
من جهة أخرى, ولدى تطرقه الى القضية الفلسطينية, أشاد السيد المنزلاوي بموقف الصين الداعم لحل الدولتين, مضيفا أن الجامعة العربية تواصل العمل من أجل استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة المهضومة, منها قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ودعم مطلب فلسطين في الحصول على العضوية الدائمة في الأمم المتحدة.
وعرف اللقاء تنظيم منتدى رئيسي تحت عنوان “تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى والعمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد”, تلاه ورشتان حول “تنفيذ مبادرة التنمية العالمية و استكشاف طريق التحديث المستقل” وكذا “التعاون في بناء +الحزام والطريق+ بجودة عالية والدفع بالتعاون الصيني العربي”.
وفي ختام الأعمال, ألقى سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية, لي تشن, كلمة نوه من خلالها بالإنجازات المحققة بفضل مبادرة “الحزام والطريق” في شتى المجالات, خاصة البنية التحتية وفي القطاعات الثقافية والصحية والطاقة الخضراء وغيرها, كما تطرق للأفكار و المبادرات التي طرحت خلال الورشتين من قبل الخبراء والإعلاميين “للدفع بالعلاقات الصينية العربية نحو آفاق جديدة والقضاء على الفقر وتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى و إقامة مجتمع صيني عربي مشترك”.
للإشارة, يعد المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية منصة هامة للتقارب بين الحضارتين الصينية والعربية, بحضور مسؤولين حكوميين وخبراء و إعلاميين من الجانبين الصيني والعربي للمشاركة في التبادل والنقاش حول التعاون الصيني العربي وسبل الإصلاح والتنمية, مما يقدم -حسب المنظمين- “مساهمات ايجابية في بناء مبادرة +الحزام والطريق+ بجودة عالية وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد”.
يذكر أن الدورتين الأولى والثانية للمنتدى انعقدتا في 2018 و 2019 ببكين و شنغهاي على التوالي, فيما جرت النسخة الثالثة سنة 2022 بتقنية التحاضر المرئي عن بعد, بعد سنوات من التأجيل بسبب جائحة كوفيد-19.