مجلة الصين اليوم
انطلاق منتدى الحوكمة ورؤية مصر2030.. وخبراء: التعاون المصري الصيني يعزز التنمية وينقل الخبرات الناجحة
محمود سعد دياب
انطلق مساء اليوم الأربعاء، منتدي الحوكمة ورؤية مصر ٢٠٣٠، والذي نظمه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء والسفارة الصينية بالقاهرة، بحضور السفير الصيني لياو لي شانج والسيد محمود الشريف وكيل مجلس النواب وأسامة الجوهري مساعد رئيس مجلس الوزراء والسفير هاني سليم نائب وزير الخارجية للشئون الآسيوية وجونج سين نائب رئيس المركز الصيني للمعرفة الدولية للتنمية.
وخلال كلمته، أكد أسامة الجوهري نائب رئيس مجلس الوزراء ومدير المركز، أن الحوكمة الرشيدة تحدث تغييرات في حياة المواطنين وفارقا كبيرا لانها تعكس ممارسة السلطات السياسية ووضع مسار طويل الأجل للتنمية المستدامة، مضيفًا أن المنتدي يستضيف خبراء من البلدين مصر والصين وسوف يتم تبادل الخبرات على مدار يومين للخروج بأفكار طموحة تقدم إلى القيادة السياسية، في إطار منظومة عمل وطنية لتنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، خصوصًا في نقاط التلاقي بينها وبين مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وأكد محمود الشريف وكيل مجلس النواب، أن العلاقات بين البلدين شهدت زخما حتى باتت في طليعة اهتمام الحكومة والبرلمان المصري، خصوصا في ظل العلاقات الإستراتيجية ودعوة مصر الصادقة من واقع رئاستها للاتحاد الإفريقي، لأن تكون معبرا للصناعات والاستثمارات الصينية إلى الأسواق الإفريقية.
وأضاف الشريف أنه بحلول عام ٢٠٣٠، سيكون هناك جهاز إداري يحسن إدارة موارد الدولة ويتمتع بمرونة ويسر ويستجيب لاحتياجات المواطن ويخضع لمتابعة الأجهزة الرقابية والبرلمان والمجالس المحلية، موضحًا أن الرئيس السيسي أكد عدة مرات أن غياب الحوكمة يؤدي إلى ضياع حقوق الدولة، مضيفًا أن مصر لها تجربة في حوكمة وميكنة النظام المالي وقواعد الإفصاح حازت على تقدير المؤسسات الدولية ورفعت مصر من النقطة ١٥ في الشفافية عام ٢٠١٥ إلى النقطة ٦٠ عام ٢٠١٩، وأن مجلس النواب عمل على تعزيز الحوكمة في الاقتصاد وأن المناقشات تدور الآن حول قانون الإدارة المحلية الجديد.
وأوضح وكيل مجلس النواب أن تلك الإجراءات منحت دفعة للتنمية الشاملة إلى الأمام، ورفعت معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى ٥.٥٪ وحققت احتياطيا نقديا أجنبيا تجاوز ٤٥ مليار دولار، وأن برنامج الإصلاح الاقتصادي جاء متوازيًا مع تنفيذ مشروعات قومية كبري في مختلف المجالات.
فيما قال السفير هاني سليم مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، إن عقد مثل هذا المنتدي بين أكبر المراكز البحثية في البلدين، يؤكد وجود تطور نوعي في مستوى الشراكة بين البلدين، وأن هذا ما اتفق عليه وزيرا الخارجية سامح شكري ووانج يي صباح اليوم، مضيفًا أن الشراكة بين العقول هي البوابة الأرحب لتعزيز الشراكة وأن هناك توافقا بين زعيمي البلدين لصياغة وبناء هيكل الدولة وفقا لأسس الحوكمة الرشيدة خصوصا ما يتعلق بمحاربة الفقر والتخفيف من الآثار الاجتماعية لسياسة الإصلاح الاقتصادي، اللتان تعتبران من أولويات رؤية مصر ٢٠٣٠، مضيفًا أن المنتدي يوفر مساحة ديناميكية لتبادل الخبرات من البلدين، وأن مصر ترغب في الاستفادة من التجربة الصينية .
وأكد جونج سين نائب رئيس المركز الصيني للمعرفة الدولية للتنمية، أن عام ٢٠٢٠ هو عام حاسم بالنسبة لبلاده حيث ستعلن بكين القضاء على الفقر بصورة نهائية، وذلك بعد إخراج ٧٥٠ مليون صيني من تحت خط الفقر العام الماضي، فضلا عن مواصلة السعي نحو التنمية والوصول إلى مجتمع رغيد بنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى ١٥ تريليون دولار، وأن يصبح اقتصادها أسرع الاقتصاديات نموًا في العالم، فضلا عن الاحتفال بالذكرى ٧٥ لتأسيس الأمم المتحدة.
وأضاف الباحث الصيني، أن كلا من مصر والصين يعيشان حالة من التطور وأن المصريين يعملون بجد لإحداث تنمية اقتصادية، مضيفا أن التعاون بين مراكز الفكر يصب في صالح نقل تجربة الصين في الحوكمة، موضحا أن المركز الذي يمثله أعلن الرئيس شي جين بينج عن تأسيسه من مقر الأمم المتحدة عام ٢٠١٥ ودخل حيز التنفيذ عام ٢٠١٧ ونفذ مشروعات مشتركة مع المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش أرسل رسالة تهنئة وقت إنشائه.
سفير الصين: تجمعنا مع مصر “نقاط مشتركة” في السياسة الخارجية وتوجهات التنمية
محمود سعد دياب
قال لياو لي تشانج سفير الصين بالقاهرة، إن زيارة وزير خارجية بلاده وانج يي إلى مصر كمحطة أولى ضمن أول جولة يقوم بها خارج البلاد تضم خمس دول إفريقية، أمر يؤكد عمق علاقة الشراكة بين البلدين، مضيفًا أن ذلك نابع من كون مصر دولة مهمة على المستوى العربي والإفريقي والإسلامي وتمتعها بموقع إستراتيجي يقع في ملتقي قارات العالم القديم الثلاث.
وأكد السفير في كلمته بافتتاح منتدى الحوكمة ورؤية مصر ٢٠٣٠، أن الوزير وانج يي، التقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، مشيرًا إلى أن حديثه مع رئيس مجلس الوزراء تطرق إلى موضوع المنتدي الذي يستهدف مصلحة الشعبين الصين ي والمصري، وأن ذلك يتوافق مع توجه الصين الذي عبر عنه الرئيس شي جين بينج في حديثه بمناسبة العام الجديد بمواصلة تعزيز تحديث الحوكمة بما يعزز نهضة الأمة ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف السفير أن مصر و الصين حضارتان عريقتان تبادلتا الدعم المشترك على المستوى الدولي والأممي، منذ إنشاء الجمهورية الجديدة عام ١٩٤٩، وإنه شخصيًا لمس بعدًا جديدًا للحضارة في مصر عندما زار متحف الفن الاسلامي بالقاهرة، والذي قال مديره إنه أقدم متحف من نوعه في العالم ويحوي بين مقتنياته إحدى أقدم نسخ المصحف الشريف التي يصل عمرها لأكثر من ١٤٠٠ سنةً، مشيرًا إلى أن سياسة البلدين الخارجية تتلاقي في نقاط مشتركة عديدة خصوصًا في تفضيل السلام عن الحرب والاستقرار عن الفوضى والتنمية عن التدخل في شئون الدول أو الدخول طرفًا في النزاعات الدولية.
وأشار سفير الصين بالقاهرة إلى أن بلاده شجعت الشركات الصينية على ضخ استثماراتها في مصر، وأن المنطقة الصناعية في السويس عنوان هذا التعاون، حيث وصل حجم الاستثمارات الصين ية هناك إلى ٨ مليارات دولار، مضيفا أن هناك شركات أخرى تشارك في مشروعات البنية التحتية في مصر أبرزها الشركة التي تطور حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما تم تدشين التعامل بالعملات المحلية في العلاقات التجارية والاستثمارية، لتسهيل جذب الاستثمارات و التبادل التجاري .