CGTN العربية/

لا يزال تنفيذ جولة جديدة من خطط الإنقاذ في الولايات المتحدة مليئا بالصعوبات، حيث تركت الخلافات بين الحزبين حول بنود الإنقاذ ومصير العديد من العاطلين عن العمل في حيرة.

باول يحذر من انخفاض معدل التوظيف

وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، خلال الأسبوع المنتهي في 6 فبراير، بلغ عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لأول مرة في الولايات المتحدة 793 ألف شخص، بانخفاض قدره 19 ألف شخص مقارنة بالأسبوع الماضي، ولكن أكثر من توقع السوق بالقدر 760 ألف شخص. وخلال الأسبوع المنتهي في 30 يناير، بلغ عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لوقت طويل في الولايات المتحدة 4.545 مليون شخص، بانخفاض قدره 145 ألف شخص عن الأسبوع الماضي، ولكن أكثر من 4.49 مليون شخص التي توقعها السوق.

يرى التحليل أن عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لأول مرة لا يزال عند مستوى مرتفع نسبيا، أكثر من ثلاثة أضعاف المستوى قبل تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، مما يشير إلى أن انتعاش سوق القوة العاملة بطيء، وكما يظهر تقرير التوظيف لشهر يناير ذلك أكثر من 10 ملايين أمريكي ما زالوا عاطلين عن العمل.

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إن تحقيق الحد الأقصى من فرص العمل والحفاظ عليه لا يتطلب سياسة نقدية داعمة فحسب، بل يحتاج إلى المساهمات من المجتمع بأسره أيضا، وكذلك كل من الحكومة والقطاعات الخاصة.

تدابير الإغاثة على نطاق واسع أمر حتمي

أكدت البيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية في الـ11 أيضا صحيح تقرير التوظيف أصدر في 5 فبراير. يوضح التقرير أن القطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة أضاف 49 ألف وظيفة جديدة فقط في يناير، وقللت وظائف لصناعات التصنيع والبناء التي كانت تدعم الاقتصاد الأمريكي، وزاد عدد العاطلة عن العمل في المطاعم، وكما يقوم تجار التجزئة وصناعة النقل بتسريح العمال، مما كل هذا يدل على أن زخم الانتعاش في سوق العمل لا يزال بطيئا.

رأى العديد من المحللين أن الحالة الضعيفة لانتعاش التوظيف توفر مبررا معقولا للولايات المتحدة لتقديم إجراءات إغاثة واسعة النطاق.

في وقت سابق، حققت خطة الإنقاذ لإدارة بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار أمريكي تقدما كبيرا، حيث أقر مجلس النواب قرارا بشأن الميزانية بأغلبية 219 صوتا مقابل 209 أصوات، مما سيمكن الديمقراطيين من تمرير خطة الإنقاذ في مجلس الشيوخ في حالة دون دعم الجمهوريين. في الوقت الراهن، سيقرر الديمقراطيون تفاصيل الخطة في غضون أسابيع قليلة، بما في ذلك تحديد من هو المؤهل للحصول على شيك مصرفي تحفيزي بقيمة 1400 دولار أمريكي وما إذا كان سيتم رفع الحد الأدنى للأجر في الساعة إلى 15 دولارا أمريكيا.

استمرار التباعد بين الديمقراطيين والجمهوريين

لا يزال ملايين الأمريكيين يعانون من البطالة لوقت طويل وحتى سيواجهون البطالة إلى الأبد، بينما تخلى بعض منهم عن البحث عن عمل. في ظل هذه الظروف، يشعر المشرعون الجمهوريون بالقلق من أن يؤدي تطبيق جولة جديدة من خطط الإنقاذ إلى تضخم الدين العام المستمر للولايات المتحدة.

صرح كلا من وزير الخزانة الأمريكي السابق سمرز وكبير الاقتصاديين السابق بلانشارد من صندوق النقد الدولي أن تصرفات إدارة بايدن قد تتسبب في زيادة سخونة الاقتصاد إلى حد أكبر ويؤدي إلى ارتفاع التضخم النقدي بشكل كبير، مما يؤدي إلى “رفع أسعار الفائدة بشكل كبير”. بالطبع، لا يزال قطاع الاقتصاديات لديه اختلافات في وجهات النظر المذكورة أعلاه.

بالنسبة لإدارة بايدن والديمقراطيين في الكونغرس، سيكون اختبارا كبيرا بما إذا كان التوصل إلى التنازلات مع الجمهوريين أو التخلص من الجمهوريين والاستمرار في اشتداد المعارضة بين الحزبين.

ومع ذلك، نظرا لأن مجلس النواب مرر قرارا بشأن الميزانية ومهد الطريق لخطة الإنقاذ الخاصة بإدارة بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار أمريكي، فقد لا يرى أبناء الشعب الأمريكي تعاونا بين الحزبين. توقعت رئيسة مجلس النواب بيلوسي سوف تمرير مشروع قانون الإنقاذ النهائي قبل 15 مارس. في ذلك الوقت، بينما يتلقى الاقتصاد الأمريكي جولة جديدة من الاستثمار الرأسمالي، ستبدأ جولة جديدة من المعارضة السياسية مرة أخرى، وسيكون رأب الانقسامات بين الحزبين “بعيد المنال”.