CGTN العربية/
تعتبر الجمعية العامة للأمم المتحدة منتدى رسميا، لكن الزعيم الأمريكي ألقى يوم الثلاثاء في المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة باللوم على الصين دون سبب بشأن تعاملها مع وباء فيروس كورونا الجديد، ونشر “الفيروس السياسي” بشكل تعسفي. إن ممارسة استغلال كل فرصة لتشويه سمعة الصين قد دنّست منصة الأمم المتحدة.
إن انتشار “الفيروس السياسي” المعادي للصين بمناسبة المكافحة العالمية للوباء طريقة قديمة يستخدمها عدد قليل من السياسيين الأمريكيين. ومنذ تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، تحدث بعض السياسيين الأمريكيين عن “الفيروس الصيني” مرارا وتكرارا، وقاموا بتسييس الوباء عدة مرات. إن التصريحات مثل “الصين هي مصدر الفيروس” و”يتعين على الصين تحمل المسؤولية” تعرضت للإدانة على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي، فقد أعربت العديد من المجلات الأكاديمية الدولية المرموقة مثل “ذا لانست” و”نيتشر” مرارا وتكرارا عن معارضتها الشديدة لتسييس الوباء.
يعد انتشار “الفيروس السياسي” المعادي للصين من خلال الوباء إحدى الطرق التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها إخفاء أدائها السيء في مكافحة الوباء. وفي اليوم الذي قام فيه الرئيس الأمريكي “إلقاء اللوم على الصين” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاوز عدد الوفيات من فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 200 ألف شخص. وفي هذا المنعطف، وبدلا من مراجعة هزيمتها في مكافحة الوباء، حاولت واشنطن صرف انتباه الجمهور وذلك عن طريق تشويه سمعة الصين. تعتقد الولايات المتحدة أنها “ذكية” في هذا الأمر، لكنها لا تستطيع خداع شعوب العالم.
حتى الحلفاء الغربيون للولايات المتحدة يدركون أن السياسيين الأمريكيين يتحدثون كثيرا عن الصين ويثيرون شائعات فقط للتغطية على أخطائهم — “نقل غضب الأمريكيين إلى الصين”. أشارت العديد من وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن السياسيين الأمريكيين لم يدخروا أي جهد لتشويه صورة الصين مرارا وتكرارا، وذكرتها بـ”مليئة بالحسابات السياسية”. وقالت وكالة فرانس برس إن خطاب الرئيس الأمريكي في الجمعية العام للأمم المتحدة كان محاولة لإخفاء الانتقادات الواسعة الموجهة له في مكافحة الوباء من خلال اتهام الصين.
فإن الادعاءات مثل “يتعين على الصين تحمل المسؤولية” التي نشرها الزعيم الأمريكي أمرا غير مقبول. والحقائق هي أفضل “نفي للشائعات”. بعد تفشي الوباء، أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية عن الوباء بأسرع وقت ممكن، وشاركت التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد مع دول أخرى، وقامت بالتعاون مع المجتمع الدولي في الوقاية من الأوبئة ومكافحتها. بموقف منفتح وشفاف ومسؤول، أوفت الصين بجدية بمسؤولياتها والتزاماتها بموجب اللوائح الصحية الدولية، واعتمدت تدابير الوقاية والسيطرة الأكثر شمولا وصرامة، وبذلت كل جهد للحد من انتشار الوباء. وفي الوقت نفسه، أرسلت فريقا من الخبراء الطبيين إلى عشرات البلدان. كل هذه الأمور أكدها المجتمع الدولي بشدة.
الشر لا يقمع الصواب، وتسييس الوباء لا يحظى بشعبية، وانتشار “الفيروس السياسي” لن يبطئ انتشار فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة. مع تعميق فهم الناس للوباء، توصل المجتمع الدولي إلى توافق في الآراء: الفيروس هو عدو مشترك للبشرية، والتضامن والتعاون هما السلاحان القويان لهزيمته. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرا إنه يجب على الناس من جميع البلدان تعزيز التعاون الدولي لمكافحة وباء فيروس كورنا الجديد. لذلك، فإن محاولات قلة من السياسيين لاستخدام الوباء للتحريض على المواجهة وكسب مكاسب سياسية لن تنجح أبدا.