و تم تقديم عبر أجنحة العارضين القادمين من مختلف مناطق الوطن, نماذج متنوعة وثرية من الحلي الفضية والذهبية القديمة التي أبدع في صناعتها يدويا الحرفيين الأجداد وتلك المجموعات المنجزة حديثا بأنامل حرفيين وحرفيات من الجيل الجديد للحفاظ على هذا التراث العريق من الصناعات التقليدية الجزائرية المشبع بقيم جمالية وتقنية تعكس مدى عراقة الموروث والهوية الوطنية عبر التاريخ على غرار حلي فضية تمثل تراث منطقة اولاد نايل بالجلفة و الأغواط وقسنطينة و تلمسان ومنطقة آث يني بتيزي وزو ومنطقة الأهقار وغيرها .
و استقطب جناح “جمعية الناصية لترقية المواهب والحفاظ على التراث النايلي” التي تترأسها السيدة بن مشيه نادية, اهتمام جمهور المعرض بفضل ما تحتويه مجموعة “بلخضر شولي” المعتبرة من الحلي الفضية والذهبية لمنطقة اولاد نايل (الجلفة) حيث تعرض قطع فضية وذهبية تقليدية نادرة التي كانت تلبسها المرأة النايلية ذات الخصائص الفريدة من نوعها .
و أكد صاحب المجموعة النادرة الحرفي في مجال الحلي التقليدية, بلخضر شولي في تصريح ل/وأج أنه ينتمي ل “عائلة من حرفيي صناعة الحلي التقليدية تمتد لأجيال وقد ورثت عن الأجداد هذا الشغف لأواصل بدوري مهام الحفاظ على هذا الموروث الجزائري الأصيل الفريد من نوعه على المستوى الوطني بخصائصه التقنية والجمالية كونه جزء من الهوية الوطنية”.
و أشار المتحدث أن مجموعة الحلي التي ورثها عن أجداده ” قديمة جدا وتتجاوز 200 سنة وتروي تفاصيل مختلف القطع التي كانت ترتديها المرأة النايلية من أخمص قدمها حتى قمة رأسها في مختلف الحفلات والمناسبات على غرار الخلخال الداودي, بطن الأفعى, الدح والمشرف والمدرق, العصابة الفضية ذات الزخارف الخفيفة والمعقدة, الونايس أو الأقراط, الرعيشة, العلالق والخلخال و المبروم”.
و أبرز السيد شولي أن “من بين أهم القطع الفضية التي تعكس عمق الإرث الثقافي للمنطقة ما يصطلح عليه ب “سوار الأنياب المعروف بمنطقة أولاد نايل وهو ذو دلالة اجتماعية ورمزية حيث إلى جانب دورها كزينة ورمز لجاذبية المرأة أن ارتفاع عدد الأنياب على السوار يعكس مكانة المرأة إجتماعيا فلدينا أساور من ثلاث أنياب إلى 25 نابا وهو أفخم الأنواع”.
و أضاف أن المجموعة تتضمن أيضا قطع من الحلي الفضية المحلية كالدح والمشارف وهي حلقات تزين بها الجوانب فوق العصابة والقلادة كبيرة الحجم ذات الفكرون وهو وعاء فضي مستطيل الشكل و سلسلة الخمسة والخلالات المربوطة بالسلسلة والتي تعرف بإسم ”الجازرون” وكذا البزيمة إلى جانب التحف الذهبية المشبوك وهو سوار ذهبي خاص بالمنطقة يصنع بنقوش بديعة والقطع النقدية القديمة”.
من جهتها, أشارت الحرفية في صناعة الحلي القبائلية, سلال فروجة, التي تعرض منتوجاتها بأناقة , أنها تعمل في المجال منذ 40 عاما حيث ورثت الحرفة من أجدادها كونها تنحدر من منطقة بني يني الرائدة في صناعة الحلي القبائلية مبرزة أن “حلي الفضة تتطلب الكثير من الدقة و المهارة و هي معايير اساسية لصناعة جواهر دقيقة التصميم بخطوط فضة متشابكة مزينة بأحجار المرجان”.