في أواخر سبتمبر الماضي، وبحجة الاستجابة لأزمة الرقائق العالمية، طلبت وزارة التجارة الأمريكية بإلحاح من أكثر من 20 شركة متعلقة بصناعة الرقائق، بما في ذلك شركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” (TSMC) وشركة سامسونغ تقديم بيانات تجارية سرية، وحددت الموعد النهائي يوم الاثنين.
وزارة التجارة الأمريكية تقوم “بابتزاز” البيانات السرية من العديد من الشركات المتعلقة بصناعة الرقائق
مع اقتراب الموعد النهائي، صرحت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية في 3 نوفمبر أنها ستقدم البيانات التجارية إلى الولايات المتحدة لمراجعتها في الوقت المحدد. وفي الواقع، كانت شركة سامسونغ في معضلة لأكثر من شهر قبل اتخاذ هذا القرار.
وفقا لمتطلبات وزارة التجارة الأمريكية الصادرة في 23 سبتمبر، هناك أكثر من 20 شركة تحتاج إلى تقديم البيانات، بما في ذلك الشركات المصنعة للرقائق مثل شركة سامسونغ وشركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” وشركة إنتل، وشركات التكنولوجيا مثل شركة أبل وشركة مايكروسوفت، وشركان صناعة السيارات مثل شركة دايملر وشركة “بي إم دبليو ” وشركة جنرال موتورز وشركة فورد.
وقد طلبت الولايات المتحدة من الشركات تقديم البيانات طواعية، لكن وزارة التجارة الأمريكية أصدرت تحذيرا أيضا بأن هذه الشركات إذا لم تستجب للطلبات فإن الحكومة الأمريكية ستلتجأ إلى قانون إنتاج الدفاع الوطني أو قوانين أخرى لاتخاذ تدابير قسرية.
وقد صرح وو تشانغ هاي، أستاذ في جامعة الصين للعلوم السياسية والقانون أن نطاق “قانون إنتاج الدفاع الوطني” مخصص للشركات التي تنتج في الولايات المتحدة. وإذا لم تكن الشركة في الولايات المتحدة، فهذا العمل يعد ابتزازا للبيانات.
صناعة الرقائق الأمريكية تتحول تدريجيا إلى صناعة “جوفاء”
ما الذي يدفع الولايات المتحدة إلى “ابتزاز البيانات” على حساب انتهاك قواعد العمل الخاصة بالمنافسة العادلة؟
خفضت صناعة السيارات الأمريكية إنتاجها مؤخرا كما تراجع الانتعاش الاقتصادي. وقد صرحت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو ذات مرة أنه في مجال إنتاجات أشباه الموصلات المتقدمة في العالم، فإن نسبة التصنيع الأمريكي تعادل الصفر. وهي ملاحظة ليست متشائمة كثيرا، فقد أشارت الإحصاءات إلى أنه في سوق المسابك، تمتلك شركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” (TSMC)، أكبر شركة في العالم لمسابك الرقائق، حصة في السوق تبلغ 54%، في حين أن حصة سامسونغ في السوق تصل إلى 18%. في المقابل، انخفضت حصة الرقائق المصنعة في الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة تعيد فحص سلسلة صناعة الرقائق المحلية
أدى استمرار “موجة النقص في الرقائق” إلى قيام البلدان بإعادة فحص سلسلة صناعة الرقائق المحلية. وتعد مسألة إصلاح سلسلة التوريد واستعادة الهيمنة على صناعة الرقائق من أكثر القضايا التي تهتم بها الولايات المتحدة.
في السنوات الأخيرة، قامت الحكومة الأمريكية بشكل متكرر ببسط نفوذها في مجال أشباه الموصلات العالمية. بدءا بمنع جميع الشركات التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية من تقديم الرقائق إلى شركة هواوي، إلى طلب بيانات سرية تجارية من أكثر من 20 شركة مرتبطة بصناعة الرقائق حول العالم. والحصول على هذه البيانات الآن يعادل عملية كشف الأوراق الأخيرة.
وقال تشانغ جيان بينغ، نائب مدير اللجنة الأكاديمية لمعهد البحوث التابع لوزارة التجارة الصينية “إن الولايات المتحدة حريصة على تمرير عودة واستعادة صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة لجعلها أكبر لتعكس سيطرة الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا الفائقة”.