CGTN العربية/
لم يتوصل الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يوم الأحد إلى بيان مشترك، ومنعت الولايات المتحدة تمرير البيان للمرة الثالثة. يزيد عدد سكان قطاع غزة عن 3 ملايين نسمة، ولم يقتل القصف الإسرائيلي بشكل مباشر 197 فلسطينيا ويتسبب في وقوع مئات الجرحى فقط، من بينهم عدد كبير من المدنيين المحليين، بل نزح عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية، بينما يفتقر العديد من السكان إلى الطعام ومياه الشرب، وغرقت هذه المنطقة في كارثة إنسانية جديدة.
إن تجاهل إدارة بايدن لحقوق الإنسان الفلسطيني ينتهك مبادئ الشرعية الدولية. وتتخذ “حماية حقوق الإنسان” راية الدبلوماسية الجديدة للحكومة الحالية. بناء على المعلومات الكاذبة والافتراءات المقصودة، أعلنت إدارة بايدن أن المسلمين في شينجيانغ الصينية تعرضوا لـ”الإبادة الجماعية”، ولكنها تتعامى عن انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني وطرد الشعب الفلسطيني من أراضيه. هذه المعايير المزدوجة إضافة إلى مظاهر النفاق أمور غير مقنعة في هذه الأزمة.
إن الولايات المتحدة قوة عظمى أنانية للغاية، فعند الاختيار بين الأخلاق الدولية والمصلحة الذاتية السياسية الأمريكية، فإنها تختار الأخيرة بشكل صارخ، وتجبر المجتمع الدولي على التعود على وقاحتها. غالبا ما صوتت الولايات المتحدة بشكل منفصل لصالح إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية ضد الدول الأعضاء الأخرى.
وقد أصدر مجلس الأمن قرارات أكثر من مرة على مر السنين لدعم “حل الدولتين” لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ولم تقم الولايات المتحدة فعليا بالترويج لتنفيذ هذه الخطة، لكن إدارة ترامب نقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس تحت ضغط المجتمع الدولي، بما يتعارض مع روح “حل الدولتين”. ثم أذعنت إدارة بايدن لكل ما فعلته الإدارة السابقة. لم تقدم الولايات المتحدة أي قوة إيجابية من أجل السلام في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
الآن حولت الولايات المتحدة تفكيرها بالكامل إلى المنافسة بين القوى الكبرى، ومن الواضح أن واشنطن لا تحب المسلمين والصين، لكنها “تحب” المسلمين في شينجيانغ فقط. القيم الأمريكية مشوهة بالفعل، وتهيمن العدوانية في اتجاه المنافسة بين القوى الكبرى على اهتمامها وتحديد جدول أعمالها.