عن جريدة الدستور الأردنية/

الأكاديمي مروان سوداح*

 تميزت أعمال الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي – الصيني، التي عُقدت في عمّان الاثنين الماضي، بنجاح منقطع النظير، إذ أنها أكدت مكانة الأردن الرائدة وعُمق العلاقات الأردنية – الصينية وأهميتها القصوى عربياً ودولياً، لا سيما في مواجهة مختلف الجوائح التي تضرب عالمنا العربي وتعصف بالشعوب، ولأجل اتفاق البشرية على بناء مجتمع المصير الواحد، المترابط والمتآخي والمتضامن والإنساني.
 القضية الفلسطينية ومنع الكيان الصهيوني من ضم البقية الباقية من فلسطين، وتعزيز وتصليب العلاقات النافعة والهادفة ما بين الصين والعرب، كانت في مقدمة أجندة النقاش والبحث الذي جرى في أجواء أخوية واتفاق تام على مختلف القضايا والمسائل التي تم التطرق إليها، مايعكس نقلة نوعية نوعية جديدة في العلاقات العميقة بين العالمين العربي والصيني.
 تميزت في الإجتماع كلمات ومداخلات وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ونظيره الصيني «وانغ يى»، وتركزت على ضرورة مضاعفة الأعمال والتعاون بين البلدين الصديقين وبين الصين والعرب، واستمرار التشاور حول سُبل تجاوز الأزمات الإقليمية وحلها بما يُعزز الأمن والاستقرار في «المنطقة» والعالم.
 التصريحات الهادفة والحاذقة للوزير البارع الصفدي لفتت الأنظار إلى «مبادرة الحزام والطريق» الرئاسية الصينية التي تُعتبر نقلة عظيمة لتأصيل التعاون الهادف بين العالم العربي ككل و»الصين الواحدة»، وبناء مستقبل التعاون والإنجاز، وهو ما يعني عُمق التوافقات الأردنية – الصينية في أجندات رئيسية ماثلة أمام مجموع العالم والأُمم، وفي الوقت نفسه تدفع بعلاقاتنا مع الصين إلى مزيد من التألق، بناءً على التفاهم الثنائي الشامل مع دولة كالصين تندفع من تلقاء نفسها لمساعدة أصدقائها بكل إمكاناتها المادية والمعنوية الهائلة.
 وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) ركزت في نشراتها على كلمة الوزير الصفدي، ورأت أن انعقاد الدورة التاسعة في ظل تفشي كورونا مؤشر واضح على التزام الجانبين بالمضي في تصليب تعاونهما المَبني على الاحترام المتبادل، إذ تقوم فكرة تأسيس المنتدى على أربعة قواعد أساسية هي التعاون في المجال السياسي؛ والمجال الاقتصادي؛ والمجال الثقافي والشؤون الدولية.
 تربط الأردن بالصين علاقات وثيقة منذ الاعتراف الدبلوماسي المتبادل الذي بادر الأردن إليه في نيسان1977، وتطورت هذه العلاقات بقفزات واسعة رسمية وشعبية في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وتشعبت وغدت استراتيجية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وجاءت كلمة الوزير الصفدي مُعبّرةً عن ذلك بصورة وافية. أشاد الوزير الصفدي بمواقف جمهورية الصين الشعبية وعلى رأسها فخامة الرئيس الصديق شي جينبينغ، الداعم لحل الدولتين والقضية الفلسطينية، في ظرف دقيق تعمل خلاله القيادة السياسية الأردنية بتواصل وإصرار على حشد التأييد الدولي لمعالجتها في إطار العدالة.
 لمس المتابعون في تصريحات الوزير الأردني مشاعر صداقة أردنية طيبة للغاية وعميقة مع الصين، تعكس تراكمات تاريخية إيجابية تتشعب وتتعاظم مع مرور السنين بين الدولتين، لا سيما في التشاركية التاريخية والسياسية والتفاهم الاستراتيجي، ذلك أن الأردنيين والعرب والعالم ينظرون للدولة الصينية بمحبة وتقدير لكونها دولة كُبرى ذات سياسة عادلة وفاعلة في دورها ونهجها، بخاصة دعوتها لتطبيق العدالة وإحقاق حقوق الشعوب، مما يُفضي إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية بعيداً عن مختلف الجوائح الإرهابية والعدوانية التي لا مكان لها في هكذا مجتمع عالمي يجمع الشعوب والقوميات الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة في بوتقة مصالح واحدة مشتركة ومتساوية.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

• تعريف بالكاتب: الاكاديمي مروان سوداح, كاتب وصحفي أردني, رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء(وحلفاء) الصين.