شبكة طريق الحرير الاخبارية/
الأنباط/
النَّصر الأذري راسخٌ وأبعاده أُمَميَّة
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
الاحتفالات الحاشدة والأُممية باتساعها وشموليتها عشرات البلدان، احتفاءًا بالذكرى الأولى للنصر المؤزر الذي أحرزته أذربيجان في حرب الـ44 يومًا التحريرية لعشرين بالمئة من أراضيها المُغتصبة أرمينيًا لنحو ثلاثة عقود، قد أذهل البشرية والمُتابع والمُتخصص في شؤون وشجون وسائل الإعلام في القفقاس وآسيا، إذ أكَّد العهدَ والعقدَ على أن رئاسة الدولة الأذرية بقيادة الرئيس إلهام علييف لم تتراجع قيد أُنملة عن نهجها في الشروع الواثق لتمكين سيادتها الكاملة على ترابها المُقدّس، وترجمة تفعيلاتها الواقعية على الأرض بحماية شعبها وحدودها، ما يقود منطقيًا في مسيرة السياسة وتطلعات الأمن الأذربيجاني وتعامله الشفَّاف مع جيرانه، إلى بدء الحكومة الأذربيجانية بالعمل الأوسع لضمان الاستقرار السياسي في المنطقة الآسيوية الإستراتيجية والواسعة جغرافيًا من حوله، ولفتح المجال على مصاريعه أمام شتى الاستثمارات القارية والعالمية، ضمن المبدأ المشروع بالكسب المشترك، والاحترام المتبادل، ومع تلك الجهات التي سبق ونأت بنفسها عن الفضاء القفقاسي، خشيةً على أموالها وحَيوات متخصصيها من ديمومة نَهَم التوسّع الجيوسياسي الأرميني.
في اليوميات الخالدة للنصر الأذربيجاني في حرب التحرير الوطنية العظمى، واستعادة الأرض السليبة، وفي استكمال السيادة الأذرية عليها، تأكّد للعَالم القُدرات العظيمة للرئيس إلهام علييف المَسنود شعبيًا، على استنبات السلام الدائم والشامل في أرض ارتوت حتى الثُمَالة خلال عشرات السنين بالدماء الزكية لشهداء أذربيجان، إذ ترجم كلماته إلى وقائع، ضمنها إثباته حماية حدود الدولة، وصون مؤسساتها وركائزها، واستنهاض مختلف القوى الإنتاجية الخلاقة لأذربيجان ماديًا ومعنويًا وروحيًا لتجترح الجديد في كل ميادين العمل، واحترام تعهدات باكو أُمَمِيَّا، وضمان وتأمين حدود الدول الجارة من خلال إستتباب الأمان في ربوع أذربيجان.
إلى ذلك، يرى كثيرون من قادة الدول والحكومات والشخصيات والأحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية الآسيوية وغيرها، أن إخماد أذربيجان بؤرة التوتر الدامية التي تسبَّبت بها يرفان للقفقاس بخاصةٍ ولآسيا بعامةٍ، إنَّما يؤكد نجاعة مساعي فخامة الرئيس إلهام علييف لترسيخ الوقائع التي شكَّلتها بلاده بعد تحرير أراضيها، ومنها استقدام مقترحات وفرص السلام الدائم والشامل والثابت لتلك المنطقة القفقاسية المنكوبة بتطلعات التوسع الأرميني منذ حقبة “البلاشفة الأرمينيين”، في أعقاب اندلاع “ثورة” / “انقلاب” أكتوبر 1917، إذ استمرت باكو دون انقطاع وعلى الرغم من التحديات الأرمينية والأُخرى المضادة للاستقرار في القفقاس، بنشر قواعد الأمان، وتعميم أجواء الاستقرار لتشمل شعوب المنطقة القفقاسية ومَن يَحدّها من مختلف الجهات، لتتأكد بالتالي الفرص الواعدة بجهود سياسة التطبيع الإيجابي التي تسلكها باكو في مختلف الحقول، بما فيها الفرص الجيواقتصادية التي تتطلع اليوم إلى توظيفات فلكية في تلك المنطقة، ونأمل أن تساهم فيها الدول العربية، وأولها الأردن.
يُعدُ يوم استعادة الاستقلال والوِحْدَةِ الكاملتين للأراضي الأذرية والسيادة الشاملة لأذربيجان عليها تفعيلًا حقيقيًا للقانونين الدولي والإنساني، وهو يتماهى ويتّفق تمامًا مع مقررات وتطلعات ومبادرات “مجموعة منسك”، و “حركة عدم الانحياز”، وقرارات “منظمة الأمم المتحدة” بما يختص بالاحتلال الأرميني المُضاد للشرعية الدولية التي جَمَّدتها وانتهكتها يرفان بعملياتها الحربية التوسعية المتواصلة الشبيهة بهتلرية الحرب العَالميَّة الثانية، ومن خلال قنصها أفراد الجيش والمدنيين الأذربيجانيين بمختلف الأسلحة ومنها الصاروخية والألغام الأرضية، وتشريد وسَحل أعدادٍ ضخمة من الأذريين الذين سقطوا شهداء مِمَّن لم يحملوا السلاح في حياتهم.
نتمنى لأذربيجان وكل الشعوب المَظلومة النصر والسيادة الكاملة على ترابها، وثباتها على حقوقها بحماية نفسها وتعبيد المستقبل السلمي المناسب لها، وكل عام والإنسانية بخير وسلام.
*رئيس اللوبي “العربأذري” للأُخُوَّةِ والصَداقة.