الأهداف الاستراتيجية لروسيا يتمثل في تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسيبيريا والشرق الأقصى الروسي. وتقع هذه الأراضي في الجوار المباشر مع الصين. كما أننا عازمون على تطوير التعاون دون المستوى الوطني بنشاط. لذلك، بدأ تحديث خط السكك الحديدية بايكال-أمور وخط السكة الحديد العابر لسيبيريا. وبحلول عام 2024، ستزداد سعتهما مرة ونصف من خلال زيادة حجم البضائع العابرة وتقليل وقت النقل. كما أن البنية التحتية للموانئ في الشرق الأقصى الروسي آخذة في النمو. وكل هذا من شأنه أن يعزز التكامل بين الاقتصادين الروسي والصيني.
وبالطبع، يظل الحفاظ على الطبيعة والنظم البيئية المشتركة مجالا مهما للتعاون المحلي وعبر الحدود. وتحظى هذه القضايا دائما باهتمام الجمهور في بلدينا، وسنناقشها بالتأكيد بالتفصيل خلال الاجتماع إلى جانب مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالتبادلات الشعبية والثقافية.
إن روسيا والصين دولتان لديهما تقاليد فريدة وتراث ثقافي شهير يعود لآلاف السنين. وتحظى الثقافتان الروسية والصينية باهتمام عال في كلا البلدين وفي البلدان الأخرى. صحيح أن عدد السياح والأحداث المشتركة واسعة النطاق والاتصالات المباشرة بين مواطنينا انخفض بسبب الوباء في العامين الماضيين، إلا أنني ليس لدي أدني شك في أننا سنعوض ذلك، وبمجرد أن يسمح الوضع، سوف نطلق برامج توعوية وتعليمية جديدة لتعريف مواطنينا بالتاريخ والحياة الحالية للبلدين. وقد اتفقت أنا والرئيس شي جين بينغ على عقد عام التبادل الرياضي في 2022 و2023.
وبالتأكيد، ستحتل مناقشة القضايا الدولية ذات الصلة جزءا مهما من الزيارة، فتنسيق السياسة الخارجية بين روسيا والصين يعتمد على مقاربات وثيقة ومتزامنة لحل القضايا العالمية والإقليمية. ويقوم البلدان بدور مهم في تحقيق الاستقرار في البيئة الدولية المتخمة بالتحديات اليوم وتعزيز الديمقراطية في نظام العلاقات الدولية لجعله أكثر إنصافا وشمولية. ونعمل سويا على تعزيز الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية ومنع تآكل النظام القانوني الدولي الذي يوجد ميثاق الأمم المتحدة في جوهره.
إن روسيا والصين تتعاونان بنشاط على أوسع جدول أعمال ضمن مجموعة البريكس وإطار العمل الروسي-الهندي-الصيني ومنظمة شنغهاي للتعاون فضلا عن الأطر الأخرى المتعددة الأطراف. وفي إطار مجموعة العشرين، التزمنا بمراعاة التفاصيل الوطنية عند صياغة توصياتنا، سواء كانت في مكافحة الجوائح أو تنفيذ جدول الأعمال المناخي. وبفضل التضامن المشترك بين بلدينا، في أعقاب قمة مجموعة العشرين 2021 في روما، تم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التعاون الدولي لاستعادة النمو الاقتصادي والاعتراف باللقاحات وبشهادات اللقاحات، وتحسين انتقال الطاقة وتقليل مخاطر الرقمنة.
ونملك أيضا مواقف متقاربة بشأن قضايا التجارة الدولية، إذ ندعو إلى الحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف مفتوح وشفاف وغير تمييزي يقوم على قواعد منظمة التجارة العالمية، وندعم استعادة سلاسل التوريد العالمية. وفي مارس عام 2020، اقترحت روسيا مبادرة بشأن “ممرات التجارة الخضراء” التي تستبعد فرض أية عقوبات أو حواجز سياسية أو إدارية. ومن شأن تنفيذ هذه المبادرة أن يقدم مساعدة مفيدة للتغلب على العواقب الاقتصادية للجائحة.
إن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرون في بكين ستكون حدثا رئيسا ذا أهمية عالمية. وتعتبر روسيا والصين دولتين رياضيتين رائدتين تشتهران بتقاليدهما الرياضية وقد استضافتا أكثر من مرة ألعابا رياضية دولية كبيرة. وأتذكر باعتزاز زيارتي إلى بكين في أغسطس عام 2008 لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008. وسيتذكر الضيوف والرياضيون الروس الأداء النابض بالحياة لفترة طويلة، فقد تم تنظيم الألعاب نفسها مع كرم ضيافة استثنائي متأصل في أصدقائنا الصينيين. ومن جانبنا، سعدنا باستضافة الرئيس شي جين بينغ في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2014 في سوتشي.
وللأسف، زادت في الآونة الأخيرة محاولات عدد من الدول تسييس الرياضة لخدمة مصالحها الأنانية. وهذا خطأ أساسي يتعارض مع روح ومبادئ الميثاق الأولمبي، إذ تكمن قوة وعظمة الرياضة في توحيد الناس ومنحها لحظات الانتصار والاعتزاز الوطني، فضلا عن الاستمتاع بالمنافسات العادلة والنزيهة والقوية. وتتفق في هذه الرؤية معظم الدول المشاركة في الحركة الأولمبية الدولية.
لقد قام أصدقاؤنا الصينيون بعمل هائل بهدف التحضير الجيد لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية. وإنني على يقين من أن خبرة الصين الواسعة في التنظيم الممتاز للمسابقات الدولية التمثيلية ستجعل من الممكن إقامة هذا المهرجان العالمي للرياضة على أعلى مستوى. وأتمنى للفريقين الروسي والصيني تحقيق نتائج مبهرة وأرقام قياسية جديدة!
وفي الختام، أبعث بأحر التهاني إلى الشعب الصيني الصديق بمناسبة عيد الربيع الذي يوافق بداية عام النمر. وأتمنى لكم دوام الصحة والازدهار والنجاح.
بكين 3 فبراير 2022 (شينخوا).