ودعا الفلسطينيون المشاركون في الندوة الحاملة لشعار “النكبة جريمة مستمرة والعودة حق”, بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”, إلى تحقيق المصالحة الوطنية تنفيذا ل”اعلان الجزائر” الذي رعاه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ووقعت عليه الفصائل الفلسطينية في الجزائر شهر أكتوبر الماضي.
وفي هذا الإطار, أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, روحي فتوح, استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله عبر كل الطرق المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني, وعزمه على إقامة دولته المستقلة وتحقيق الوحدة الوطنية عبر تنفيذ “إعلان الجزائر”, داعيا إلى “وحدة شاملة على اعتبارها قانون الانتصار”.
كما طالب بتعريف المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية و ب “الظلم التاريخي الذي تكبده الشعب الفلسطيني في ظل الصمت الدولي الرهيب, مع العمل على عزل الكيان الصهيوني على الساحة الدولية وفضح ممارساته العنصرية باعتباره “نظام ابرتهايد”.
إقرأ أيضا: انطلاق أشغال الندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية
وجدد فتوح التأكيد أن أرض فلسطين عربية, داحضا الرواية الصهيونية الكاذبة, بالتطرق إلى تاريخ وجود الفلسطيني على أرضه و إقامة الكيان الصهيوني لفصل الشرق العربي عن غربه, لافتا إلى أن “النكبة لا تتعلق بالشعب الفلسطيني لوحده, وإنما هي نكبة أمة بكاملها”.
من جهته, شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة, أحمد حسن أبو هولي, على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الصمود والتصدي والثبات ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءاته وممارساته التعسفية.
و أشاد أبو هولي بثبات مواقف الجزائر قيادة وشعبا مع القضية الفلسطينية, وكذا برفضها المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني, مذكرا بتشديد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بكون الجزائر لن تكون أبدا طرفا في أي اتفاقات تطبيع و “لن تشارك فيها ولا تباركها”.
ومن هذا المنطلق, تطرق إلى الدور الذي تلعبه الجزائر في دعم القضية الفلسطينية عبر التاريخ, وبكونها أول من اعترف بدولة فلسطين.
كما لفت أحمد حسن أبو هولي إلى أن أكبر عمليات للتطهير العرقي هي تلك التي مست الشعب الفلسطيني, والتي لا تزال تداعياتها مستمرة بسبب رفض الكيان الصهيوني الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة عدوانه, وعجز المجتمع الدولي عن إرغامه على تطبيق القرارات الدولية والاممية, ما عمق مأساة الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى 6 ملايين و 600 ألف لاجئ في الشتات.
الشعب الفلسطيني “سيواصل صون القدس العربية”
من جانبه, نقل السفير الفلسطيني لدى الجزائر, فائز أبو عيطة, تحيات رئيس دولة فلسطين, السيد محمود عباس, لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, شاكرا الجزائر قيادة وشعبا على “المواقف العظيمة المقدمة من أجل فلسطين”.
وقال الدبلوماسي إن النكبة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين والجرائم البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني لاجتثاث الشعب الفلسطيني, تظل وصمة عار على جبين كل من ساهم في اقترافها.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن احياء الذكرى في الجزائر مناسبة يؤكد من خلالها الشعب الفلسطيني أمام الجزائر وكل الأمة العربية والاسلامية والعالم اجمع تمسكه بحقه المقدس في العودة إلى دياره, على اعتباره حقا مقدسا لا يزول بالتقادم ولا يضيع.
وشدد أبو عيطة على أن “الوقت قد حان لتقدم بريطانيا اعتذارها عن الجريمة التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني”, لافتا إلى أن احياء الذكرى في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة, هذا العام, هو “اعتراف من قبل المجتمع الدولي على أن الاحتلال الصهيوني الغاشم وجب أن ينتهي, ودحض للرواية الصهيونية الكاذبة”.
وفي وقت أكد فيه تمسك الفلسطينيين بحق العودة الى ديارهم, جدد الدبلوماسي الفلسطيني, العهد, باسم الشعب الفلسطيني, أن هذا الأخير سيواصل صون القدس العربية, و أنه سيمنع تهويد المدينة المقدسة بكل شكل من الأشكال, إلى غاية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي السياق, قال مفتي القدس والديار الفلسطينية, الشيخ محمد أحمد حسين, إن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة و بحريته, و أن المرابطين حول المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف يدافعون عن أرضهم ومقدساتها إلى آخر رمق.
وأبرز المتحدث أن المسجد الاقصى المبارك “جزء من عقيدة كل مسلم”, و أن القدس “التي تعتبر زهرة المدائن, تستنهض ابناءها أينما كانوا للذود عنها”, مضيفا أن “النكبة مستمرة من جهة, والشعب الفلسطيني كله إصرار وصمود في الجانب الآخر, من أجل قضيته وقضية العرب والمسلمين, وسيبقى في الخندق المتقدم للدفاع عن حضارة الأمة”.
يشار إلى أن أشغال الندوة الدولية تتواصل من خلال جلسات علمية ينشطها ثلة من الدكاترة, تتمحور حول النكبة الفلسطينية, من خلال ثلاث مداخلات تتمثل في “الصلات الروحية بين الجزائر وفلسطين”, “قضية اللاجئين الفلسطينيين في ميزان العدالة الدولية” و “الجزائر والقضية الفلسطينية, المسار التاريخي وتحديات الحاضر”.
جدير بالتذكير أن أشغال الندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية تجري بحضور العديد من أعضاء الحكومة.