المصدر: صحيفة “الحياة الجديدة” الفلسطينية
بقلم: السفير قوه وي، مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين
يعتبر شهر رمضان شهرا مباركا، يقوم المسلمون فيه بتطهير الروح وتفعيل أعمال الخير والبر والإحسان. واستفسرني بعض الأصدقاء الفلسطينيين عن كيفية احتفال المسلمين الصينيين بشهر رمضان المبارك، فيسعدني أن أفيدكم إنه في هذا الوقت، يحتفل أكثر من 20 مليون مسلم في الصين مع المسلمين في أنحاء العالم بشهر رمضان الفضيل، حيث يقومون بالصيام والصلاة وممارسة الإحسان في جو يسوده الهدوء والسلام، ما يظهر التقاليد الرمضانية المتمثلة في الوحدة والتعاون والصداقة والمساعدة المتبادلة.
يعتبر احترام العادات والتقاليد للمؤمنين الدينيين واستيعابها سمة مميزة للحضارة الصينية المتنوعة. في بكين حيث أعيش، يوجد حي شهير يسمى بشارع نيو جيه، وهو أكبر مجمع سكني متعدد القوميات في بكين، ويؤمن حوالي خُمس سكانه البالغ عددهم 50 ألف نسمة بالإسلام. في كل رمضان، قوبل الصيام بكل الفهم والاحترام، وتكون مطاعم الحلال ممتلئة بعد الإفطار، حيث يتمتع كافة المواطنين فيها بحياة ذات نوعية جيدة معًا.
إن منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم تجمع رئيسي للمسلمين الصينيين، يعمل دائما على ضمان حق أبناء الشعب من مختلف القوميات في الاعتقادات الدينية وفقا للقانون. قال السفير الفلسطيني لدى الصين الأخ فريز مهداوي بعد زيارته لشينجيانغ إن “هناك عدة مساجد في شارع واحد”. في كل رمضان، يجتمع المسلمون في أنحاء الصين بما فيها شينجيانغ في المساجد لأداء الصلاة، وتوفر المساجد لهم الشاي والخبز والفواكه وغيرها من الأطعمة بعد الإفطار. في شهر رمضان العام الماضي، ومن أجل الوقاية والسيطرة على جائحة كورونا، قامت الحكومة المحلية بإرسال الفرقة الطبية إلى المساجد لتقديم الرعاية الطبية والمواد المضادة للجائحة، ضمانا لأداء الصلاة بشكل طبيعي.
شاهدت في وسائل الإعلام الفلسطينية أخبارا كثيرة عن تقديم أبناء الشعب الفلسطيني مساهمات تصب في خدمة المجتمع خلال أيام شهر رمضان. ويعتبر القيام بأعمال الخير والبر والإحسان تقاليد رمضانية للمسلمين الصينيين أيضا. في كل رمضان، يقوم المسلمون في الصين بالأعمال التطوعية المختلفة في مجالات الصحة وحماية البيئة والخدمة العامة لمساعدة المحتاجين من كافة الأوساط القومية والدينية، الأمر الذي يعكس حيوية قوية لمجتمع الأمة الصينية، ويحيي روح الإسلام المتمثلة في “الحب بلا حدود والعمل الخيري للجميع”.
ليس الخبر كالعيان. نرحب بالمزيد من الأصدقاء الفلسطينيين لزيارة الصين، كي يشاهدوا التطورات الصينية والأعمال والحياة الحقيقيتين للإخوة والأخوات المسلمين الصينيين، ويتباحثون معهم حول سبل تعزيز الصداقة.
أتمنى لجميع الإخوة المسلمين والأخوات المسلمات في الصين وفلسطين كل البهجة والسلام والسعادة في رمضان الكريم!