بكين 15 مايو 2021 (شينخوا)/- أكدت الهيئة الوطنية الصينية للفضاء اليوم السبت أن مركبة الهبوط، التي تحمل أول مركبة تجوال صينية للمريخ، قد هبطت على الكوكب الأحمر.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يهبط فيها مسبار صيني على كوكب آخر خارج الأرض.
وأعلن تشانغ كه جيان ، رئيس الهيئة المذكورة، في مركز بكين للتحكم في الفضاء الجوي أن “مهمة استكشاف المريخ حققت نجاحًا تامًا”.
وبعد تأكيد النجاح، فاض مركز التحكم في بكين بالهتافات والتصفيق.
وقال تشانغ “إنها علامة فارقة أخرى لاستكشاف الصين للفضاء”.
وهبط المسبار تيانون-1 في منطقة الهبوط المحددة مسبقًا في الجزء الجنوبي من يوتوفيا بلانيتيا، وهو سهل شاسع في نصف الكرة الشمالي من المريخ ، في الساعة 7:18 صباحًا (بتوقيت بكين) ، حسبما أعلنت الهيئة.
واستغرق الأمر من وحدات التحكم الأرضية أكثر من ساعة لإنجاح الهبوط المبرمج. كان عليهم أن ينتظروا مركبة تجوال لتنشر بشكل مستقل الألواح الشمسية والهوائي لإرسال الإشارات بعد الهبوط ، وكان هناك تأخير زمني لأكثر من 17 دقيقة بسبب المسافة البالغة 320 مليون كيلومتر بين الأرض والمريخ.
هذا وتم إطلاق المسبار تيانون-1 المكون من مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة تجوال من مركز ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين يوم 23 يوليو 2020. ويمثل هذا المسبار خطوة الصين الأولى لاكتشاف الكواكب في النظام الشمسي، ويهدف إلى إكمال الدوران والهبوط والتجوال على الكوكب الأحمر في مهمة واحدة.
وتمت تسمية أول مهمة لسبر المريخ في الصين باسم تيانون-1، التي تعني أسئلة إلى السماء، وتأتي من قصيدة ألفها الشاعر تشيوي يوان (حوالي 340-278 قبل الميلاد)، أحد أعظم الشعراء في الصين القديمة. بينما تمت تسمية أول مركبة تجوال صينية باسم “تشو رونغ” وهو إله النار في الأساطير الصينية القديمة، ما يتطابق مع الاسم الصيني للكوكب الأحمر–هوهشينغ (يعني كوكب النار في اللغة الصينية).
ودخل المسبار إلى مدار المريخ في شهر فبراير الماضي بعد رحلة استغرقت قرابة 7 أشهر في الفضاء، وأمضى أكثر من شهرين للبحث عن مواقع الهبوط المحتملة على المريخ.
وفي الساعات الأولى من اليوم السبت، بدأت المركبة الفضائية في الهبوط من مدار وقوفها، وانفصلت كبسولة الدخول التي تحيط بمركبة الهبوط ومركبة التجوال عن المركبة المدارية في حوالي الساعة 4 صباحًا.
وبعد التحليق لمدة ثلاث ساعات تقريبًا، اندفعت كبسولة الدخول نحو الكوكب الأحمر ودخلت الغلاف الجوي للمريخ على ارتفاع 125 كم، لتبدأ المرحلة الأكثر خطورة في المهمة بأكملها.
وأولاً، تباطأ الشكل الديناميكي الهوائي المصمم خصيصًا لكبسولة الدخول مع الاحتكاك بالغلاف الجوي للمريخ. ومع تناقص سرعة المركبة الفضائية من 4.8 كم في الثانية إلى حوالي 460 مترًا في الثانية، تم نشر مظلة ضخمة تغطي مساحة حوالي 200 متر مربع لمواصلة تقليل السرعة إلى أقل من 100 متر في الثانية.
وبعد ذلك تم التخلص من المظلة والدرع الخارجي للمركبة الفضائية، ما أدى إلى انكشاف المسبار والمركبة الجوالة، ومن ثم تم إطلاق المقذوف الخلفي الكابح من مركبة الهبوط لإبطاء سرعة المركبة إلى الصفر تقريبًا.
وعلى ارتفاع حوالي 100 متر فوق سطح المريخ، حلقت المركبة لتحديد العوائق وقياس منحدرات السطح. ولتجنب العوائق، اختارت المركبة منطقة مسطحة نسبيًا لتهبط ببطء، وتلامس بأمان سطح الكوكب الأحمر بأرجلها العازلة الأربعة.
وقال قنغ يان المسؤول بمركز استكشاف القمر وبرنامج الفضاء التابع لهيئة الفضاء الوطنية الصينية، إن هبوط المركبة عبر الغلاف الجوي للمريخ، والذي استمر حوالي تسع دقائق، كان معقدًا للغاية بدون تحكم أرضي، وتوجب على المركبة الفضائية بشكل مستقل.
وأضاف قنغ: ” كان لكل خطوة فرصة واحدة فقط، وكانت الإجراءات مرتبطة بشكل وثيق. ولو حدث أي خلل لكان الهبوط قد فشل”.
وبعد الانفصال عن كبسولة الدخول ، تم رفع المركبة المدارية ذات العمر الافتراضي المصمم لسنة مريخية واحدة (حوالي 687 يومًا على الأرض) ، للعودة إلى مدار وقوفها وساعدت في نقل الاتصالات بين مركبة الهبوط والأرض.
في الوقت نفسه، ستستغرق مركبة التجوال تشورونغ من سبعة إلى ثمانية أيام أخرى لاكتشاف البيئة المحيطة وإجراء فحوصات ذاتية قبل الانتقال من المسبار إلى سطح المريخ ، وفقًا لما ذكره قنغ.
إن مركبة التجوال المجهزة بـ6 عجلات، والتي تعمل بالطاقة الشمسية وتشبه فراشة زرقاء، وتبلغ كتلتها 240 كجم ، لها عمر متوقع لا يقل عن 90 يومًا مريخيا (حوالي ثلاثة أشهر على الأرض).
كما قامت الصين ببناء أكبر تلسكوب لاسلكي قابل للتوجيه في آسيا بهوائي قطره 70 مترًا في حي ووتشينغ في بلدية تيانجين شمالي الصين، لأجل تلقي البيانات من مهمة استكشاف المريخ.
قال تشاو شو، كبير المهندسين في المراصد الفلكية الوطنية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، “وفقًا للصور التي تم إرسالها من المسبار في وقت سابق ، وجدنا حفرة كبيرة يبلغ قطرها حوالي 620 مترًا بالقرب من منطقة هبوط المسبار”.
قال وانغ تشوانغ، أحد مصممي المسبار من الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، إن الكاميرا الموجودة على المركبة المدارية التقطت صوراً مفصلة بدقة تبلغ حوالي 0.7 متر ، وكشفت أن منطقة الهبوط المحددة مسبقًا بها تضاريس معقدة بها العديد من الصخور والحفر أكثر مما كان متوقعا.
وأضاف وانغ: “لكننا نعتقد أن تصميم المسبار قادر على الهبوط واستكشاف المنطقة”.