حماية التنوع البيولوجي وبناء منزل و وطن جميل على الأرض. بالنسبة للعالم، ما مدى صعوبة الوضع الذي يواجه الحفاظ على التنوع البيولوجي؟ وما هي أهمية حماية التنوع البيولوجي للبشرية؟
“ينقرض نوع واحد كل ساعة في المتوسط ” في العالم وهي سرعة مروعة. إذا لم يتدخل البشر ويحمي التنوع البيولوجي في الوقت المناسب، فما هي الأنواع التي ستنقرض؟
وفقا لتقرير “الحياة على الأرض 2020” الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، انخفضت أعداد الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك التي يراقبها الصندوق بمعدل 68% من 1970 إلى 2016 . وقد أصدر “تقرير التقييم العالمي للتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية” للامم المتحدة في باريس في عام 2019 تحذيرا: “من بين ما يقرب من 8 ملايين نوع نباتي وحيواني على كوكب الأرض، هناك ما يصل إلى مليون نوع مهدد بالانقراض. وسينقرض العديد من الأنواع في العقود القليلة القادمة”.
تخلق عوامل مثل تغير المناخ وحرائق الغابات وإزالة الغابات تحديات ضخمة في وجه التنوع البيولوجي. وعلى العكس من ذلك، اذا ليس هناك وجود تجمعات من الحيوانات البرية كشبكة لنشر بذور النباتات وغياب الغطاء النباتي الوفير والمتنوع لامتصاص انبعاثات الكربون ، فيزيد بدوره من تفاقم الاحترار المناخي وتشكيل طقس متطرف. في السنوات الأخيرة، جاءت حرائق الغابات في أستراليا وأوبئة الجراد على نطاق واسع في شرق إفريقيا كتذكير للناس بضرورة التفكير في العلاقة بين الطبيعة والبشر.
منذ وقت ليس ببعيد، كشفت الحالة الأخيرة التي أعلنت عنها الصين أنها أحرزت تقدما كبيرا في استعادة خدمات النظام البيئي الهامة وضمانها وزيادة مرونة النظام البيئي وتخزين الكربون وتنفيذ استراتيجيات وخطط عمل الحفاظ على التنوع البيولوجي. لذا فإن العالم يتطلع إلى المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في مدينة كونمينغ بمقاطعة يونان الصينية، لوضع خطط لإدارة التنوع البيولوجي العالمي في السنوات العشر القادمة وما بعدها.
لا يمكن للبشر حماية التنوع البيولوجي بشكل جيد إلا بمعرفة كيفية التقدم والتراجع. من خلال هذه الجهود المتراوحة بين التقدم والتراجع، حققت الصين إنجازات واضحة وملموسة ومبدأها الأساسي هو التنمية، فهي دائما مستعدة وقادرة على الإنفاق على الحضارة البيئية، بما في ذلك الانفاق على ما لا ترى نتائجه على المدى القصير. ترتبط حماية التنوع البيولوجي ببقاء وطن البشرية، ولا يوجد اختلاف في أهداف البلدان حول العالم؛ مع ذلك، فإن كيفية تحمل المسؤولية وكيفية توجيه رأس المال والتكنولوجيا إلى البلدان النامية وكيفية دعم تلك الأماكن التي تضحي بالمزايا الاقتصادية من أجل البيئة العالمية، قد تختلف وتتباين طرقها، وهناك حاجة إلى التواصل والتعاون بشكل صادق.يعلم الجميع أن النجاح رهين السير على هذا الطريق، وايضا رهين السير بلا توقف على هذا الطريق. ومما لاشك فيه أننا سنشكل في النهاية مجموعة من خطط العمل الحكيمة على أساس هذا الاتفاق العالمي.
*سي جي تي إن العربية.