شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
المسؤولية الانسانية والرسمية في حديث وزير الخارجية الصيني
باسم محمد حسين
*التعريف بالكاتب: كاتب وإعلامي معتمد للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية في الجزائر؛ وعضو ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ ورئيس فرع البصرة للنقابة الوطنية للصحفيين #العراقيين، ومدير التحرير المسؤول لمجلة “#الغد”، وعضو ناشط في الحزب #الشيوعي العراقي.
لا يخفى على الجميع وخصوصاً المتابع لهذا الشأن بمتانة العلاقات الصينية الفلسطينية وأن أول من قدم المساعدة للثورة الفلسطينية هي جمهورية الصين الشعبية عندما زارها الأمين العام لحركة التحرير الوطني ياسر عرفات عام 1964.
ويشيد المحبون بالعلاقات الفلسطينية الصينية التي توصف بالتاريخية ويعكس الاعلام في البلدين جوانبها المختلفة، تلك العلاقة التي ساندت نضال الشعب الفلسطيني المشروع لاسترداد حقه في العيش في وطنه أسوة بجميع شعوب الأرض في جميع المراحل بدءا من انطلاق شعلة العمل الثوري وصولا الى تأييد دولة فلسطين في المحافل الدولية واهمها الجمعية العامة للأمم المتحدة، للدفع باتجاه الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. وهذا الاعتراف يؤصل ويؤطر للدعم المستمر الذي تقدمه الصين لفلسطين ويعكس اداركها للظلم الذي يعانيه الفلسطينيون، ويدفع الى الواجهة التزامها التاريخي الجاد تجاه القضية الفلسطينية العادلة.
ومن المفيد ذكره، بأن جمهورية الصين الشعبية أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، اذ ابتدأت العلاقات الفلسطينية الصينية بالزيارة غير الرسمية التي قام بها القائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني آنذاك (ياسر عرفات) التقى خلالها الزعيم الصيني (شو ان لاي) رئيس مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية الصيني، الذي أبلغه اعتراف الصين بحركة التحرير الفلسطيني ونضالها الثوري.
وتقف الصين اليوم بقوة مع الشعب العربي الفلسطيني دبلوماسياً من خلال تواجدها في جميع المحافل الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ودوائرها الفرعية حيث عقد مجلس الأمن جلسته صباح يوم 15/5/2021 وكانت كلمة وزير الخارجية الصيني حول فلسطين والأحداث الجارية هذه الأيام. ووضح فيها أن الصين حاولت منذ توليها لرئاسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر حلحلة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ووعد بتكثيف الجهود لإجراء محادثات سلام كي تتم واجبها الرئاسي. بعد أن أدان السيد وانغ يي العنف المفرط ضد المدنيين الفلسطينيين حث اسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بالقانون الدولي كدولة تعترف بذلك القانون وتدعي العمل بسلام مع السكان. كما طالب الوزير الصيني برفع الحصار الجائر فوراً عن غزة والمدن الصغيرة المحيطة بها بشكل كامل لما تسبب في معاناة ومشاكل صحية واجتماعية عديدة، حيث تعد غزة أكثف منطقة سكانية في العالم وتحتاج الى الأغذية والأدوية والمستلزمات السلعية الحياتية الأخرى والتي أغلبها لا يتوفر في تلك المنطقة. كما حث اسرائيل والمجتمع الدولي على ضمان أمن المدنيين في بقية المناطق المحتلة وأكدَ أن الموضوع واجب انساني ورسمي بذات الوقت. وشدد المسؤول الصيني على أن مجلس الأمن الدولي يتحمل المسؤولية الرسمية عن إقرار وإحلال السلم والأمن الدوليين وأمن الشرق الأوسط جزء مهم من هذه المهمة ولا يمكن تحقيق ذلك إلاّ على أساس حل الدولتين الذي تنادي به أغلبية دول العالم وجميع المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية. وفي إشارة صريحة الى الولايات المتحدة الأميركية نوه الوزير الى أنه بسبب عرقلة دولة واحدة لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوتٍ واحد.
وختم حديثه بعبارة قوية تنم عن إدراك واسع للمسؤولية الرسمية والانسانية حين قال “العدالة تتأخر بالفعل ولا يجب ان تغيب للأبد” .
وهذا الموقف غيض من فيض المساهمات الصينية في حل مشاكل الدول الاخرى ومنها فلسطين والدول الصديقة الأخرى في شتى بقاع المعمورة.
البصرة 17/5/2021