شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة كتابية خاصة من تشن هاي تشونغ المدير والمحرر العام لمجموعة الصين للإعلام عشية حضوره لمراسم افتتاح أولمبياد بكين الشتوي.

فيما يلي نص المقابلة:

 تشن هاي تشونغ:

سيدي الرئيس المحترم، يسعدنى اجراء مقابلة خاصة مع فخامتكم مرة أخرى، أولا مرحبا بكم في  الصين لحضور مراسم افتتاح أولمبياد بكين الشتوي عام 2022.

في فبراير عام 2014 ، شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الـ22 في سوتشي الروسية تلبية دعوتكم الكريمة،  وكانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها الزعيم الصيني في مسابقة رياضية دولية ضخمة خارج الصين، وقال الرئيس شي حينذاك، حينما يحتفل الجيران بحدث مفرح،  يجب عليّ أن أقدم تمنياتى وتحياتى لهم وجها لوجه. وفي هذا العام ،  تتزامن الأولمبياد الشتوي مع احتفال عيد الربيع لأول مرة في الصين  هو حدث مبهج كبير 。،  قد طرحت الصين خلال طلب استضافة الأولمبياد الشتوي رؤية لتشجيع 300 مليون شخص للمشاركة في الرياضة الجليدية والثلجية، والآن وحتى في مسقط رأسي-مقاطعة تشجيانغ جنوبي الصين،  تم بناء ملعب للتزلج أيضا.

باعتباركم أول زعيم عالمي يؤكد حضوره لمراسم افتتاح الأ,لمبياد الشتوي. ما  رأيكم في دور الصين وروسيا في تطوير الرياضة بصفتهما جارتين،

 كيف يعزز البلدان التبادل والتعاون في مجالات الرياضة الجليدية والثلجية وقطاع الجليد والثلج؟

 ما النتائج التي تتطلع اليها روسيا خلال هذه الدورة من الأولمبياد الشتوي؟

هل يمكنكم توقع كم عدد الميداليات الذهبية التي ستحصل عليها روسيا ؟

بوتين:

 تعرفت على الرئيس شي جين بينغ منذ وقت مبكر ،  وبصفتنا صديقين  وسياسيين لدينا  آراء مشتركة كثيرة بشأن حل القضايا العالمية،  ونحن على تواصل مكثف، لذلك تلقيت فورا دعوة منه لزيارة الصين ، سأحتفل بسرور مع الأصدقاء الصينيين بمناسبة إقامة  هذا المهرجان الرياضي  الضخم . جدير بالذكر، إنها المرة الأولي لانعقاد الاولمبياد الشتوية في  بكين  خلال فترة عيد الربيع التقليدي الصيني ، كما انها  أول مدينة تحظى بحق استضافة الأولمبياد الصيفي والشتوي في التاريخ.

 أعرف أن الصين  مستعدة تماما ، فهي قد استثمرت بقدر كبير في بناء البنية التحتية والمرافق الرياضية ووسائل النقل وبناء الملاعب الحديثة وهيأت ظروفا آمنة لضمان بقاء اللاعبين والمدربين والصحفيين  الأجانب في الصين.

 أثق أن الاستعدادات الرفيعة المستوى ستساعد على اظهار مستوىات ومهارات اللاعبين خلال المسباقات وتحقيق طموحاتهم. وفي الوقت نفسه، سنشجع اللاعبين ونحن مسرورون بما يحرزونه من نتائج، وربما تكون الظروف الحالية بسبب الوباء قد تؤثر  على اللاعبين والنتائج النهائية.

 تعتبر الرياضة ظاهرة فريدة للحضارة البشرية، فإقامة مهرجان رياضي كبير يساعد على تقارب المسافات بين الناس وتعميق التعارف وتطبيق مبدأ السباق العادل.وإقامة أولمبياد سوتشي الشتوي لعام 2014 وكأس العالم لاتحاد كرة القدم العالمي عام 2018 بنجاح في بلادنا دليل قوي في هذا المجال.

ظلت  روسيا تعمل  من أجل  القيم الأولمبية التقليدية،  ونعارض تسييس الرياضة واستخدامها كأداة لفرض الضغوط والتنافس غير العادل والتمييز. ونرى أن سلوك فرض العقوبات الجماعية لاسباب فردية غير مقبول ولكن أصبح هذا السلوك عاديا وطبيعيا مؤخرا، بالطبع نستنكر بشدة استخدم اللاعبين الأدوية المحظورة وندعو إلى إجراء تعاون دولي للقضاء على استخدام الأدوية المثيرة في الحركة الرياضية.

 تمتلك بلادنا بنية تحتية متقدمة ومدارس رياضية  تشتهر بالأبطال والمسابقات التقليدية والخبرات لإقامة المسابقات الدولية المهمة، و حقق لاعبونا الكثير من التسجيلات القياسية العالمية، ما يخدم مواطنينا خاصة الشباب ممارسة الرياضة ودفع صحة الجماهير وإرساء أساس متين للنتائج الرياضية المستقبلية. نخطط أنه بحلول عام 2024 سيصل معدل المشاركين في الرياضة البدنية بشكل دائم إلى 55 بالمئة وإلى 70 بالمئة بحلول عام 2030.

 إن الاتصال بين روسيا والصين في مجال الرياضة يتمتع بصفة واسعة وشاملة ويحتل مكانا مهما في تعاون الأفراد الثنائي. الكثير من المسابقات بما فيها الرياضة الشتوية أصبحت سباقا رمزيا حقيقيا ، حيث تشمل مهرجان ألعاب الشباب الشتوي الروسي الصيني ومسابقة الصداقة لهوكي الجليد والتي يقيمها الجانبان على نهر آمور كل سنة،

 وشهد التبادل بين اتحاد الرياضة الروسي الصيني والنوادي المهنية تطورا إيجابيا، مثلا منذ سنوات عديدة، شارك نادي كونلونغ هونغشينغ لهوكي الجليد الصيني في دوري هوكي الجليد للبر الروسي الرئيسي، هو اتفاق تم التوصل إليه خلال زيارتي للصين عام 2016. إلى جانب ذلك أقمنا تبادلا في مجال تدريب الشباب لممارسة رياضة هوكي الجليد، وشاهدت مع الرئيس شي في يونيو عام 2018 مسابقة الصداقة لهوكي الجليد بين أطفال روسيا والصين.

 أعلنت مع الرئيس شي جين بينغ في ديسمبر  عام 2021 عن أن الفترة بين عامي 2022 إلى 2023 هي عام التبادل الرياضي بين روسيا والصين،  سيصبح حدثا مهما وجذابا في حياة شعبي البلدين، يشمل المشروع إجراء حوالي 500 نشاط مختلف في مجالات الرياضة والتعليم والعلوم الرياضية وتدريب الأكفاء بين الجماهير والشباب وسيقام أنجح الأنشطة بشكل دوري.

 أثق أن بكين ستقيم الأولمبياد الشتوي بأعلى مستوى وأتمنى سلاسة السباق لجميع اللاعبين وتحقيق نتائج جيدة وأتمنى لجميع الضيوف لهم استمتاعا ومشاهدة طيبة

تشن هاي تشونغ:

بعد مرور مراحل دولة ودية، وشراكة بناءة ،وشراكة استراتيجية ،وشراكة استراتيجية شاملة، ارتقت علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية الروسية في العصر الجديد في يونيو عام 2019، في 28 من يونيو عام 2021،  أعلنتم مع الرئيس شي عبر رابط الفيديو تمديد معاهدة التعاون الودي لحسن الجوار بين الصين وروسيا، هل يمكنكم أن تحدثنا  عن المغزى المهم للعلاقات بين البلدين؟

بوتين:

معاهدة التعاون الودي لحسن الجوار بين الصين وروسيا التي تم توقيعها قبل أكثر من 20 عاما ، ملف منهجي أساسي لإرساء أساس قانوني لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين بشكل مستقر و طويل المدى، وفي 28 من يونيو العام الماضي،  قررت مع الرئيس الصيني شي بشكل مشترك تمديد هذه المعاهدة لمدة خمس سنوات.

إنه ملف ذو فكرة عميقة تواصل الكثير من البنوك فيه أداء دور مهم في ظل الأوضاع الدولية المعقدة الحالية

شهدت العلاقات بين روسيا والصين تطورا على أساس المساواة وعدم الأيديولوجيا، إن الشراكة بيننا متينة وتتمتع بقيمة مستقلة ولا تتأثر بالسياسة وليست موجهة ضد أي جهة ، هذه العلاقات قائمة على أساس الاحترام والتفكير في المصالح الجذرية الثنائية واحترام القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، الثقة السياسية المتبادلة على أساس هذه المعاهدة جعلت  الهيكل التعاوني متعدد الطبقات بين البلدين فعالا  ، كما أدت اللقاءات بين قيادتي البلدين دورا مهما.

تحتل الصين االمرتبة الأولي بين الشركاء التجارية لروسيا، رغم التأثر من قيود الوباء،  أظهرت الأرقام الأولوية أن حجم التجارة الثنائية في العام الماضي بلغ 140 مليار دولار أمريكي.

إن الصين شريكنا الاستراتيجي في الساحة الدولية، كما أن مواقفنا متقاربة جدا في معظم القضايا العالمية ،  حافظنا على تنسيق مكثف في الأمم المتحدة ودول البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة العشرين ومنظمة آبيك وقمة شرقي آسيا وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف والآليات، الأمر الذي أدى دورا  لاستقرار الأوضاع العالمية المعقدة.

على كل حال ، أؤكد مجددا أن رؤيتنا  في معاهدة التعاون الودي لحسن الجوار بين الصين وروسيا  أوصلت علاقات الشراكة بين البلدين إلى مستوى  لا مثيل له في الماضي وطرأت تغيرات على طبيعتها وحجمها وهيأت ظروفا للتضامن المتزايد والابتكار المشترك.

تشن هاي تشونغ:

إذا سمحتم، أريد أن أوجه سؤالا، نيابة عن مستخدمي الإنترنت الصينيين ومحبي رياضة الجليد والثلج。。،  عندما قابلتكم قبل أكثر من 3 سنوات، قلتم إنكم حاولتم أحيانا لعب هوكي الجليد، في الحقيقة،كان قولكم متواضعا جدا، حيث  خلال متابعتنا لسباق اتحاد هوكي الجليد الليلي الروسي المقام في مايو العام الماضي ،كنتم أدخلتم خلال 30 ثانية  8 أهداف ،هذا المستوى قريب من مستوى اللاعبين المتخصصين، ما  سر تمتعكم ومحبتكم  لرياضة الجليد والثلج؟

هل يمكنكم أن تتوقع من سيدخل الهدف الأول للفريق الروسي في سباق هوكي الجليد خلال هذه الدورة من الأولمبياد الشتوي؟

 إلى جانب هوكي الجليد ، أية رياضة جليد وثلج تريد إتقانها؟

بوتين:

أعتقد أنني لست مؤهلا لتقديم أي اقتراحات لمتابعي هوكي الجليد، دع اللاعبين والمدربين المتخصصين أن يتولوا  هذا الأمر، وفي رأيي أن أهم شي هو ممارسة الناس الرياضة التي يحبونها، والمثابرة والتقدم نحو الهدف المحدد ،ثم اتقان القدرة تدريجيا.

ممارسة هوكي الجليد هي تقليد عريق في روسيا، وتشهد إقبالا كبيرا لدي الجماهير، ويحتل اتحاد هوكي الجليد الليلي الذي تأسس عام 2011 مكانة خاصة ، ويمتلك الاتحاد الآن ألف ومائة فريق تقريبا وجمع أكثر من 20 ألف لاعب هوكي الجليد من أنحاء بلادنا، وشارك الكثير من أبطال الأولمبياد والعالم في تطوير هذا السباق ونشكرهم شكرا جزيلا.

إن الانجازات التي حصلنا عليها في هذا المجال ملحوظة في العام الماضي ، حيث تجاوز عدد الهواة لهوكي الجليد 620 ألف شخص ولا يزال يزداد هذا الرقم.

يسرني أن أشارك في أنشطة الاتحاد حسب ما يسمح به جدول أعمالي، ولكن رغبتي الرياضية لم تقتصر على هذا فقط، أتزلج على الثلج إذا وجدت الفرصة ، وأحب السباقين في الفصل الشتوي والتزلج على الجليد، ويتمتع لاعبو بلادنا بتفوق  في هاتين الرياضتين، كما أحب القفز من قمة الجليد وأحيانا أشاهد هذه المسابقة على شاشة التلفزيون حسبما يتاح لي من وقت.

طبعا ،نتطلع إلى تحقيق لاعبي هوكي الجليد على نتائج ممتازة خلال الأولمبياد الشتوي ، وتمتلك روسيا فريق هوكي الجليد مدرب ويمتاز بروح التضامن وعزيمة لتحقيق الفوز ولكل فرد بينهم قدرة على أن يصبح أول من يدخل الكرة إلى بوابة الجانب الآخر.

بلا شك، أن مسابقة هوكي الجليد ستكون رائعة مثل الماضي ، وسنشجع المسابقة الرائعة وتحدونا الثقة بان لاعبي هوكي الجليد سيحرزون نتائج ممتازة مع أمنياتنا لهم بالفوز.

*مجموعة الصين للإعلام/CGTN