شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم منصور أبو العزم*
باستثناء عدد قليل، فإن المثقفين والنخبة لم يكن لهم إسهام ذو قيمة فى الكشف عن أسرار تقدم الدول الغربية والآسيوية وبالتالى فى تقدم مصر الاقتصادى والصناعى.
ومنذ رفاعة الطهطاوى وانطباعات بيرم التونسى عن الغرب، لم يقدم لنا كاتب أو سفير أو وزير مصرى إنتاجًا مهما يمكن أن يشير الى أنه أسهم فى تطور مصر الاقتصادى والصناعى. ويظل رؤوف عباس أحد المفكرين المصريين القلائل الذين كان تقدم مصر الاقتصادى والصناعى شاغلهم الأول وكذلك محمود عبد الفضيل، إلى جانب بعض الاجتهادات المتناثرة لآخرين. حتى العلامة الأشهر طه حسين لم يقدم لنا كتابا عن أسرار تقدم المجتمع الفرنسى الذى عاش وسطه سنوات طويلة من عمره، وإن قدم «روائع» فى الأدب العربى ونظرات جديدة فى الدين وغيرها!
وعندما تبحث عن كتاب بالعربية يتحدث مثلا عن أسرار تقدم أوروبا أو أمريكا الاقتصادى والصناعى لاتجد. ونحن فى ذلك على عكس الأمريكيين واليابانيين، فاليابانى مثلا سواء كان كاتبا أو مواطنا عاديا أو سفيرا أو وزيرا يحمل بلده داخله أينما ذهب ويبحث عن كل ماهو مفيد ويصلح لتقدمها والمصرى أيضا يحمل بلده داخله أينما ذهب ولكنه ولأسباب كثيرة وعندما يلفت انتباهه أمر يقول «ياسلام لو نعمل زى دا فى مصر!» ولكنه سرعان ما ينسى لأنه يشعر بالضآلة أمام سطوة السلطة وأن صوته لن يلتفت إليه أحد، بل ربما يخشى أن يجلب له مثل ذلك مشكلات هو فى غنى عنها!
بعض سفراء مصر الذين عملوا فى الخارج لسنوات طويلة وتراكمت لديهم خبرات فريدة لم يقدم غالبيتهم مساهمات مكتوبة يتعلم منها الناس بعضا من أسرار التقدم فى الشرق أو فى الغرب. ربما قدموا تقارير مهمة وسرية للدولة، ولكن ذلك لم يكن ليمنع أن ينشروا ما يمكن وصفه بالمعلومات العامة المفيدة للناس.
هناك استثناءات طبعا خاصة لمن عملوا فى دول آسيوية وإن انصب أغلبها على تقديم بعضا من تلك الثقافات الغريبة وطاف باستحياء شديد على ما يمكن وصفه بأسرار تقدم الدول الآسيوية. وكان غالبية طائفة «الكتاب والمثقفين» الذين يسافرون إلى الخارج يشغلهم جمال النساء والفتيات والمطاعم وربما الشوارع الواسعة، وقد صدمت المرشدة اليابانية عندما زار بلدها «كاتب كبير» من مصر وكان أول شىء سأل عنه هى «بنات الجيشا» ، وقالت لى ألستم بلدا مسلما؟!
*تعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).