إذاعة الصين الدولية أونلاين/
بددت طبيبة في الأمراض التنفسية في مدينة ووهان، والتي تعتبر أول طبيبة تنبه السلطات الطبية على ظهور فيروس كورونا الجديد، يوم السبت الشكوك في سرعة الاستجابة في المراحل المبكرة من تفشي المرضى من خلال تذكر الاكتشافات الأولية وتقاسم تقارير التشخيص حول الدفعة الأولى من المرضى المشتبه بهم في مدينة وسط الصين.
وكانت تشانغ جي شيان، الطبيبة المخضرمة للأمراض التنفسية في مستشفى مقاطعة هوبي المتكامل للطب الصيني التقليدي والطب الغربي، من بين أول الذين عالجوا المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض الجديد المجهول في أواخر ديسمبر الماضي.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة تلفزيون الصين الدولية يوم السبت، عرضت تشانغ بعض الوثائق الرئيسية بما في ذلك تقارير التشخيص للمرضى السبعة الأوائل المشتبه فيهم، والتي تسجل بتفصيل أعراضهم والإجراءات التي اتخذها الأطباء.
ووفقا للملاحظات المكتوبة بخط اليد في التقارير، كشفت تشانغ عن الأعراض الأولوية للمريض الأول، والذي عانى من حمى متزايدة على مدى 10 أيام، وضيق الصدر لمدة ثلاثة أيام قبل دخوله المستشفى، حيث وجد أطباء تنفسا ثقيلا وأصوات طقطقة في الرئتين، على الرغم من عدم تورم الساقين. وأشارت تشانغ إلى أن هناك سبعة مرضى في المجموع تظهر عليهم مثل هذه الأعراض، مع تلقى العلاج المضاد الفيروسات والمضاد للبكتيريا، وقالت إن الأطباء اجتمعوا لمناقشة أوجه التشابه بين هذه الحالات المبكرة.
وأضافت أن العاملين الطبيين بشكل عاجل أبلغوا عن الحالات إلى مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وقالت إن المركز أرسل على الفور فريقا لإجراء تحقيق وبائي.
وذكرت: “أعطى المركز استجابة عاجلة بعد أن أبلغنا عن الحالات ظهرا في 27 ديسمبر. وجاء موظفو المركز على الفوز في فترة ما بعد الظهر لإجراء تحقيق وبائي، وجمعوا عينات الدم من المرضى وأجروا إختبارات مسحة الحلق، كما قاموا بفحص المسببات المعنية لمعرفة ما يمكن أن يكون الأصل. وفي وقت لاحق، أبلغنا عنها في 29 ديسمبر، وأنهم جاؤوا مرة أخرى لأخذ عينة من دم المريض وتجميع العينات من خلال تساؤل تاريخهم الطبي. وأعتقد أن الاستجابة كانت عاجلة وفي الوقت المناسب”.
وحافظت تشانغ، التي كانت لديها الخبرة في العمل عند تفشي السارس عام 2003، على موقف حساس لعلامات الوباء، وأمرت جميع الأطباء والممرضات في الجهاز التنفسي بارتداء الكمامات كإجراء وقائي بمجرد مشاركة مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وعلى الرغم من أنها اشتبهت في البداية في أن الحالة الجديدة قد تكون مرضا معديا، إلا أنها لم تتوقع أبدا أن ينتشر الفيروس على نطاق واسع كما هو الآن.
وقالت: “في البداية، اعتقدت أنه قد يكون مرضا معديا، ولكنني لم أتوقع أن يكون معديا شديدا كما هو الآن، وينتشر على نطاق واسع. والآن الوباء شديد جدا، وأدى إلى وفيات ضخمة. ولم نتوقع أن يصبح الوضع سيئا الآن. واعتقدنا فقط أنه قد يكون معديا في البداية”.
وبالنظر إلى أن الخبراء قد شعروا بوجود خطر إنتقال العدوى من شخص لآخر، فقد تساءل الكثير من الناس عن سبب عدم معرفة الجمهور بخطر الفيروس في مرحلة مبكرة.
ومع ذلك، ردا على ذلك، ذكرت تشانغ أنه من الجدير بالذكرى أن هذا كان فيروسا جديدا تماما وغير مبرر يجب التحقيق فيه بشكل كامل. وأشارت إلى أن هذا يعني أنه لم يكن من المناسب توفير معلومات غير مثبتة للجمهور عندما كانت التحقيقات المبكرة لا تزال جارية والطبيعة الحقيقية للفيروس لا يزال غير مفهومة بالكامل.
وتابعت: “بدأنا نفهم الفيروس فقط. لذا، لم يكن من المناسب نشر الكثير من المعلومات للجمهور عندما لا تزال الأمور غير مفهومة بالكامل. وإذا كنت أقوم بالبحث، فكيف يمكنني إخبار الجمهور قبل أن أبحث عن نتيجة واضحة؟ يجب أن نتخذ دائما موقفا حذرا وعلميا تجاه نشر مثل هذه المعلومات للجمهور”.