شبكة طريق الحرير الإخبارية/
القائد الشقيق إلهام علييف إذ يَكشف عن موجبات فتح السفارة
ـ الأكاديمي مروان سوداح
ـ يلينا نيدوغينا
المتطرفون كُثر، وكذلك هم الناعقون بالخراب، وأولئك أصحاب التفكير المتعجرف والأُحادي الجانب واللامسؤول، وإلى جانبهم مَن يدَّعون النضال والنضالية وترويج ذواتهم على حساب الأخرين وخراب الدول والبشر. هؤلاء وأشياعهم، يروجون الكثير من اللغط والأكاذيب ضد أذربيجان في زمن واحد سوياً مع جهات مشبوهة تريد حَبسنا عنوة في خرائب الدهور، ويستهدفون إبعاد أقلامنا عن الكتابة، لتلمع أسماء هؤلاء على حساب غيرهم وفي تضاد لمصالح أوطاننا. وفي الحقيقة، فإن هذه القوى السوداء إنَّمَا تعتاش على التزييف والافتراءات لطمس حقوق فلسطين، ولتحييد باكو عن فلسطين والعالمين العربي والإسلامي ووحدتهما وتفاهمهما التي نسعى نحن أصحاب القلم الشريف لتعزيزها، وكسب العالم لقضايانا المشروعة.
لقد سررنا أيمَّا سرور، واغتبطنا أيَّما اغتباط نحن أعضاء ونشطاء اللوبي الإعلامي (العربأذري) الدولي، لتصريحات أخيرة تتسم بأهمية كبرى، أعلنها الرئيس الشقيق الكبير إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الشقيقة، في كلمة ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر دولي بعنوان: “على طول الممر الأوسط: الجيوسياسة والأمن والاقتصاد”، أكد فيها أن قرار افتتاح ممثلية دبلوماسية لأذربيجان في فلسطين: “يستجيب لمصالحنا الوطنية”، مؤكداً في الوقت ذاته التالي: “أنا على يقين من أن هذا القرار سيخدم عمل تعزيز السلام، وهذا يعني إقامة تعاوننا الطويل والمُثمِر جداً”.
وكان الرئيس الحليف إلهام علييف قد وقّعَ مرسوماً بشأن تأسيس مكتب تمثيلي لأذربيجان في دولة فلسطين (مدينة رام الله)، إذ جاء في نبأ لوكالة أنباء “أذرتاج” الرسمية الأذربيجانية، أن الرئيس كلّف مجلس الوزراء بحل مسائل التموين الفني المادي لنشاط المكتب التمثيلي في دولة فلسطين (مدينة رام الله) وتمويله، والمسائل الأخرى المترتب عليها من هذا المرسوم. كذلك، كلّف الرئيس وزارة الخارجية بالتصديق على الهيكل التنظيمي للمكتب التمثيلي وهيكله الوظيفي.
بالإضافة إلى كل ذلك، أعرب القائد إلهام علييف عن جزيل شكره لأعضاء جامعة الدول العربية على دعمها الدائم لأذربيجان في إطار حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، وذلك في كلمة ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر الدولي في موضوع “على طول الممر الأوسط: الجيوسياسة والأمن والاقتصاد”، في جامعة “ادا” في 25 نوفمبر، إذ نوَّه الرئيس علييف إلى أنه “صدرت في فترة الاحتلال وبعد تحرير الأراضي (الأذربيجانية) عدة قرارات أيدتنا واستنكرت سياسة العدوان الأرمينية. كذلك، نعمل بشكل نشط على تعزيز التضامن بين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، ونظَّمنا في (هذا السياق) عدة فعاليات دولية، وأرسلنا مساعدات مالية وإنسانية إلى أكثر من 80 بلداً، من بينها أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، في فترة الجائحة”. وبيّن علييف أن في باكو ثمة إمكانيات كبيرة: “لكن علينا أن نحدد القطاعات الرئيسية للتعاون الاقتصادي. كل شيء واضح من الوجهة السياسية، وتربطنا علاقات الصداقة. ما يظهره هو مشاركتي في القمة (العربية). لكن المؤشرات التجارية والاقتصادية، غير كافية لنا، بالطبع”.
وفي أعلان شجاع يُعدُ تعبيراً جلياً عن موقف أذربيجان حِيال قضية القدس، قضية العرب والمسلمين والمسيحيين والإنسانية عامةً، والداعم بثبات للقضية الفلسطينية، أذكر، كيف دعا الرئيس إلهام علييف لعقد جلسة لمنظمة التعاون الإسلامي لمعالجة مسألة القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بها عاصمة موحدة لِإسرائيل، وألقى في اللقاء كلمة قوية، “بينما غاب زعماء الدول العربية عن الجلسة”!
ضمن هذا السياق، استعيد تصريحات سابقة في غاية الأهيمة لمفتي أذربيجان حفظه الله وشَدَّدَ عزائمه، “شيخ الإسلام الله شُكر باشا زادا”، جاء فيها، “أن أذربيجان تدعم القضية الفلسطينية بكل السُّبل المتاحة”، وجزم شيخ الإسلام على هامش انعقاد الاجتماع الوزاري الثامن عشر لوزراء خارجية دول الأعضاء في حركة عدم الانحياز: “بخصوصية مكانة فلسطين عامة، والقدس خاصة لدى أذربيجان دولةً وشعباً، لاسيّما أن أهميتها لا تقتصر على مسلمي أذربيجان، بل تمتد إلى جميع مسلمي القوقاز”.
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب صمد سيـّدوف، قال رداً على سؤال المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني الشهير الأستاذ عبدالحميد صيام، ونشرته “القدس العربي”، بتاريخ الثامن من سبتمبر – 2022: “كم سفارة عربية موجودة في تل أبيب؟”: نحن لم نفتح سفارة لغاية الآن رغم الضغوط التي تمارس، لأن موقفنا مستقل حقيقةً. نعم، لنا علاقات مع إسرائيل، لكن لنا علاقات مع فلسطين. نقدِّم لهم المساعدات ونعترف بدولة فلسطين ونصوت لصالح القرارات التي تدعم الموقف الفلسطيني، وننسق مواقفنا مع حركة عدم الانحياز التي ترأسها أذربيجان حالياً ومنظمة التعاون الإسلامي”. لقد بدأ التأييد الشعبي يتَّسع في أذربيجان، وأقيمت بعض المظاهرات في باكو احتجاجاً على الهجمات الإسرائيلية على غزة.. للأسف، لا توجد جالية فلسطينية (في أذربيجان) تقوم بمهمة التوعية ونشر الأخبار والفيديوهات حول الجرائم الإسرائيلية، لكن كما قال لي السفير، الإنسان العادي مع شعبنا، فقد جرَّبوا التشرد واللجوء والاقتلاع، ولا يمكن إلا أن يتعاطفوا مع مَن يعيش تجربة مُمَاثلِة مثل شعبنا.