شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الفاشيون الأرمينيون دمروا 65 مسجداً أذربيجانياً.. لماذا؟
بقلم: الصحفي أفغان غفارلي
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح.
جمهورية أذربيجان هي من البلدان التي تواجه أكبر قدر من الظُلم في العَالم. وهكذا، نُعيد القراء للذاكرة الأليمة عندما اجتاحت القوات الأرمينية أرضي أذربيجان، واحتلت 20 في المائة من ترابنا الطهور، الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا، واستمر الاحتلال الفاشي الأرميني مدة 30 عامًا. أخيراً، ونتيجة للحرب الوطنية العظمى التحررية التي استمرت 44 يوماً، في خريف عام 2020، حررت أذربيجان أراضيها من الاحتلال الغاشم.
بعد تحرير أراضينا من السيطرة الوحشية الأرمينية، أصبح معروفاً للرأي العام العربي والإسلامي والدولي، أن الغزاة الأرمن دمروا جميع المَعَالِم الدينية، بما في ذلك المساجد، وعاثوا خراباً في المقابر في تلك المناطق. ومن بين أكثر الأمثلة التي تشهد على تلكم التدمير للتراث الثقافي لأذربيجان، هي المساجد، وأماكن العقيدة الأخرى، وهي الأغلبية المطلقة التي جرى محوها من على وجه الأرض بمختلف أنواع الأسلحة الأرمينية، وهذا المظهر إنما هو نتاج لا يتسم بأي خصال إنسانية ولا تحضر، وبعدم التحلي بأي سماحة، فهو قد عَرَضَ لمديات وحشية الغزاة الأرمن تجاه الدين الإسلامي، وعدائهم للمسالمين عموماً والبشر في كل بلدانهم وقاراتهم.
ووفقاً للمعلومات التي قدمتها اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية في جمهورية أذربيجان، قامت أرمينيا بتخريب 65 مسجداً من بين 67 مسجداً في الأراضي المحتلة. لم يكن الغزاة مكتفين بهذه المجازر! لذلك، انتقلوا إلى ممارسة مشجوبة آلهياً وإنسانياً، هي احتفاظهم بالخنازير والأبقار وغيرها من الحيوانات داخل المَعالِم الدينية لفترة طويلة لإهانتها كلها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، بينما كانت مناطق أغدام وزانجيلان وقوبادلي تحت الاحتلال، أُضرم الأرمن النيران في المساجد هناك، وكُتبت عبارات ومفردات مهينة مختلفة على جدرانها الداخلية والخارجية. ولفترة طويلة، حَوَّلَ الغزاة هذه المساجد إلى إسطبلات للحيوانات! واحتفظوا بالماشية والخنازير هناك! مُظهِرين أنهم يسخرون من المسلمين.
هذا الموقف همجي “بامتياز”، موجه ضد أمكنة العبادة الدينية، ويؤكد مرة أخرى أن جمهورية أرمينيا لا تحترم القيم الإنسانية ورسائل السماء. لقد شاهد عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم ضيوف أجانب، وسياسيون دوليون، ونواب، وصحفيون، وخبراء، كل هذه الحقائق بأم أعينهم عندما توجهوا إلى المناطق المحررة.
في هذا الصدد، تم إبلاغ (منظمة التعاون الإسلامي) والدول الإسلامية بشكل منتظم بما حدث من صورٍ وحشية. باختصار، ارتكبت أرمينيا عملاً من أعمال الإبادة الجماعية ضد التراث الديني الأذربيجاني.
صرَّح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مراراً وتكراراً خلال التآم الفعاليات الدولية، بحضور رؤساء البلدان المختلفة، وكذلك في الاجتماعات مع الصحفيين، أن أرمينيا، التي تدمر المساجد، لا يمكن أن تكون صديقة للدول الإسلامية. وناشد الرئيس الأذربيجاني المنظمات الدولية ودعاها إلى الاطلاع على المساجد في الأراضي المحررة من الاحتلال وإعداد تقارير عن كل ذلك.
لسوء الحظ، يُلاحَظ أن المنظمات الدولية التي تتعامل و/أو تنهج السياسة الإنسانية كما تدَّعي، لم تُعرب بعد عن موقفها الصحيح والواضح تجاه حقائق تدمير الغزاة الأرمن للتراث الديني لأذربيجان.
الآن، يتم ترميم هذه المساجد بجهود (مؤسسة حيدر علييف)، برئاسة السيدة الأولى لجمهورية أذربيجان مهريبان علييفا. وتجدر الإشارة إلى أن المعابد من جميع الأديان تتمتع بالحماية على مستوى عالٍ في أذربيجان. فالكنائس المسيحية، والمعابد، والمساجد يتم التعامل معها بذات الطريقة والمنهج وبسواسية، لأن جميع المعتقدات الدينية في أذربيجان متساوية أمام القانون، والحفاظ على بيئة متسامحة شرط مهم، وحتى الكنيسة الأرمنية في وسط باكو، عاصمة البلاد، محمية من قِبل الدولة الأذربيجانية.