‍”لنعمل يدا بيد على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة بحزم لا يتزعزع، وإقامة مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع، وخلق مستقبل أفضل وأكثر صحة للبشرية.”

في مساء يوم الجمعة، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة الصحة العالمية في بكين بالفيديو وألقى كلمة طرح فيها خمسة آراء حول تعزيز التعاون العالمي لمكافحة الوباء وأعلن دعمه للتدابير الخمسة الرئيسية لمكافحة الوباء وتحقيق الانتعاش الاقتصادي في أقرب وقت ممكن.

في 16 مارس 2021، في مونتيفيديو عاصمة أوروغواي، قام العمال بتفريغ لقاح فيروس كورونا الجديد الصيني من الطائرة.

 

مشاركة تجربة الصين ونقل الثقة والأمل

“يجب الالتزام بمفهوم الشعب والحياة أولا”، “يجب اتباع السياسات القائمة على العلم وضمان الاستجابة المنسقة والمنهجية”، “يجب الالتزام بروح الفريق الواحد والدعوة إلى التضامن والتعاون”، “يجب الالتزام بالعدالة والإنصاف وسد “فجوة المناعة”، “يجب الالتزام بحل المشكلة بظواهرها وبواطنها في آن واحد واستكمال منظومة الحوكمة”… في خطابه، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خمسة آراء حول تعزيز التعاون العالمي لمكافحة الوباء.

منذ العام الماضي، ظهر الوباء بشكل متكرر وتحور الفيروس بشكل مكثف، ولا يزال أخطر جائحة الأمراض المعدية منذ قرن ينتشر انتشارا كبيرا. وفي الآونة الأخيرة مع تسارع عملية التطعيم، قامت بعض البلدان “بإلغاء الحظر” واحدة تلو الأخرى. ومع ذلك، فإن الظهور المستمر لفيروس كورونا الجديدة المتحور قد ألقى بظلاله على احتمالية إلغاء الحظر الكامل.

في الوقت نفسه، حققت الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الصين نتائج إستراتيجية كبيرة، كما تعافى اقتصاد الصين بشكل مطرد. في أبريل من هذا العام، أصدر صندوق النقد الدولي تقريرا توقع أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 8.4% و5.6% في عامي 2021 و2022 على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، أصدر صندوق النقد الدولي أيضا “تقرير الاستقرار المالي العالمي” الذي أفاد بأن الإجراءات التي اتخذتها الصين كانت سريعة وفعالة، وكانت قادرة على الخروج من أزمة الوباء بشكل أسرع من أي دولة أخرى.

في 3 فبراير 2021، في بيشاور بباكستان، يعرض عامل طبي لقاح فيروس كورونا الجديد الذي تبرعت به الصين.

 

“في ظل هذه الخلفية، تأمل جميع الأطراف في معرفة المزيد عن تجربة الصين في تنسيق الوقاية من الوباء والسيطرة عليه والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتطلع إلى مزيد من التعاون.” قال سو شياو هوي، نائب مدير المعهد الأمريكي للمعهد الصيني للدراسات الدولية، إن “تبادل الخبرات” للرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة سيوفر للدول تجربة قيمة.

الإعلان عن الإجراءات العملية وتوفير القوة الصينية

وفرت الصين 300 مليون جرعة من اللقاح إلى العالم مع قدرة الإنتاج المحدودة والطلب الهائل، حيث أوفت الصين بتعهداتها لتقديم لقاحات مجانية إلى أكثر من 80 دولة نامية ذات احتياجات ملحة، وتصدير اللقاحات إلى 43 دولة.

لا يقتصر الأمر على اللقاحات فحسب، بل يتم تنفيذ عدد من الإجراءات التي أعلنتها الصين قبل عام لدعم التعاون العالمي لمكافحة الوباء بسرعة:

في 21 أغسطس 2020، تواصل أعضاء فريق الخبراء الطبي الصيني لمكافحة الوباء مع الطاقم الطبي في الخطوط الأمامية في جنوب السودان في منشأة جديدة لاختبار فيروس كورونا الجديد في جوبا عاصمة جنوب السودان.

 

ومن ضمنها تقديم المساعدة للبلدان النامية المتضررة من الوباء لمكافحة الوباء واستعادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛

وإرسال مستلزمات مادية إلى أكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، وتقديم للعالم أكثر من 280 مليار كمامة و3.4 مليار لباس واق و4 مليارات علبة اختبار؛

وتم إنشاء آلية التعاون لتوأمة المستشفيات الصينية مع 41 مستشفى أفريقي، وبدأت في نهاية العام الماضي أعمال تشييد المركز الأفريقي لمكافحة الأوبئة بمساعدة الصين؛

وتحقيق تقدم هام للمشروع المشترك بين الصين والأمم المتحدة لإنشاء مستودع ومركز متخصصين للاستجابة الإنسانية في الصين؛

في 19 يناير 2021، قام الطاقم الطبي بتطعيم سكان تاباتينجا بولاية أمازوناس البرازيل بللقاح الصيني.

 

وتنفيذ الصين “مبادرة مجموعة الـ20 لتعليق مدفوعات خدمة الديون للدول الأشد فقرا”، وهي أكبر مبلغ من بين جميع أعضاء مجموعة الـ20.

وتركز هذه الإجراءات على الوضع العام وتسليط الضوء على النقاط الرئيسية، مع التركيز على العديد من القضايا العملية مثل إنتاج اللقاح الحالي وتوزيعه، ومواجهة “ألم” في مكافحة الوباء في العالم، مما سيساعد على بناء حاجز مناعي عالمي في أسرع وقت ممكن.

التركيز على معالجة أوجه القصور وتعزيز بناء الإمكانية والقدرة

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة الصحة العالمية: “على أعضاء مجموعة الـ20 تحمل مسؤولياتهم في التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وتلخيص الخبرات والدروس مع عدم تضييع الوقت في معالجة أوجه القصور وسد الثغرات وتقوية الحلقات الضعيفة، والعمل على تعزيز الإمكانية والقدرة على التعامل مع الطوارئ الخطيرة للصحة العامة.”

وتظهر الحقائق أن هذا الوباء قد كشف عن العديد من المشاكل. على سبيل المثال، في بداية انتشار الوباء، لم تحظ معلومات الإنذار المبكر الصادرة عن المنظمات المهنية مثل منظمة الصحة العالمية بالاهتمام الكافي؛ بعد التطوير الناجح للقاح فيروس كورونا الجديد، قامت بعض الدول بتخزين عدة أضعاف من لقاح لعدد سكانها، مما أدى إلى عدم توفر لقاح في البلدان النامية؛ لم تلتزم بعض الدول بالمبادئ العلمية في عملية مكافحة الوباء، فبعد انتشار الوباء، وللتغطية على مسؤولياتها، قامت بتشويه سمعة الدول الأخرى ونشرت “الفيروسات السياسية”، بل هددت منظمة الصحة العالمية مما تسبب في آثار سيئة.

في 26 مايو 2020، التقط فريق الخبراء الطبي الصيني لمكافحة الوباء صورة جماعية مع الطاقم الطبي المحلي في الخطوط الأمامية أثناء توجيه بناء جناح فيروس كورونا الجديد في برازافيل عاصمة جمهورية الكونغو.

 

لن تكون حالة الطوارئ الصحية العامة المشابهة لوباء فيروس كورونا الجديد هي الأخيرة. كيف يمكن تحسين النظام العالمي للوقاية من الوباء ومكافحتها؟ اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ تحسين القدرات الخمس المتمثلة في “تعزيز قدرة الرصد والإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ”، و”تعزيز قدرة العلاج في الجائحات الخطيرة”، و”تعزيز قدرة ضمان احتياطي الطوارئ والإمداد اللوجستي” و”تعزيز قدرة مكافحة المعلومات المزيفة” و”تعزيز قدرة تقديم الدعم للدول النامية”.

و قالت سو شياو هوي إن مجموعة الـ20 منصة مهمة للاستجابة للأزمات العالمية ولعبت دورا لا غنى عنه في هذه المعركة العالمية ضد فيروس كورونا الجديد. إن إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اقتراح الصين وخطتها حول التضامن في مكافحة الوباء سيساعد في بناء توافق بين معظم الأطراف وتعزيز التعاون العالمي في مكافحة الوباء.