— كلمة تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية:
“نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني السيد شاو هونغ المحترم،
سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي السيد تشن رونأر المحترم،
رئيسة حكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي السيدة شيان هوي المحترمة،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة والأصدقاء،
تحية للجميع! يسعدني جدا أن أجتمع معكم عبر منصة الاتصال المرئي لحضور الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية. إن المعرض الصيني العربي لعب دورا فاعلا في تعزيز تعاون الجانبين في بناء “الحزام والطريق” منذ تأسيسه في عام 2013، وقد أصبح منصة مهمة لتواصل الاحتياجات التنموية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية. وبهذه المناسبة، يطيب لي أن أتقدم بالتهاني الحارة بنجاح هذه الدورة للمعرض، وبالشكر الخالص على الجهود الجبارة المبذولة من قبل الجهة المستضيفة لهذا المعرض!
في الوقت الراهن، تتشابك وتتداخل التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة مع جائحة القرن، مما جلب تداعيات غير مسبوقة على البشرية. في الوقت نفسه، ما زالت السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك تمثل تيارا سائدا في العصر، وما زال تقدم العولمة الاقتصادية في ظل التعرجات يمثل زخما عاما في العصر. إن العلاقات الصينية العربية التي تشبه بشجرة صامدة أمام العواصف، تتصدّى لكافة عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين بما يميزها من الاستقرار والابتكار، مما قدم نموذجا للعلاقات بين دول العالم وقدوة للتعاون بين الجنوب والجنوب.
نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتقدم يدا بيد والتقاسم في السراء والضراء. وتزداد الصداقة التقليدية الصينية العربية متانةً على مر الزمان، حيث يتبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر، ويعملان بقوة على صيانة السيادة والاستقلال والمساواة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية. وفي يوليو من العام الماضي، عُقدت الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بنجاح، حيث اتفق الجانبان على عقد القمة الصينية العربية الأولى، وأعلنا بشكل مشترك عن العمل سويا على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مما فتح أفقا أرحب لتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية.
نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتعاون في مكافحة الجائحة وتجاوز الصعوبات العابرة. تآزرت وتضامنت الصين والدول العربية في وجه الجائحة، وقام الجانبان بتبادل الدعم والتشجيع وتبادل المساعدة للمستلزمات الوقائية وتبادل الخبرات عبر الإنترنت وإرسال فرق طبية بصورة عاجلة والتعاون في التجربة السريرية للقاح والإنتاج المشترك لتعبئة اللقاح، مما جسد للمشاعر الأخوية المتمثلة في التضامن بروح الفريق الواحد بخطوات ملموسة. لغاية اليوم، قد قدم الجانب الصيني ما يقرب من 100 مليون جرعة من اللقاح الصيني إلى الدول العربية كمنح وصادرات، وأجرى التعاون مع كل من الإمارات ومصر في الإنتاج المشترك للقاح، الأمر الذي قدم مساعدة قوية للدول العربية في المعركة ضد الجائحة.
نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتعاون في تحقيق التنمية والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. نركز على التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ونعمل على تطوير التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين على نحو شامل ومعمق، بما يعود بالخير على الشعب الصيني والشعوب العربية بشكل ملموس. في النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.7% على أساس سنوي، وتبقى الصين كأكبر شريك تجاري للدول العربية؛ واستوردت الصين 130 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وتبقى الدول العربية كأكبر مورد للنفط الخام للصين. شهد التعاون بين الجانبين في مجالات اتصالات الجيل الخامس والبيانات الضخمة والطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة تطورا مزدهرا وأحرز نتائج شاملة في هذا الصدد. هناك إمكانيات كامنة ضخمة لتطور الاقتصاد الأخضر في الصين والدول العربية، وشهد التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرها من الطاقة النظيفة تطورا معمقا، بما يساهم في بناء “طريق الحرير الأخضر” بشكل مشترك.
نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتعاون في تعزيز السلام. ظلت الصين تهتم بالشرق الأوسط، وتحترم سيادة دول المنطقة واستقلالها وسلامة أراضيها، وتدعم جهود شعوب المنطقة في استكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، وتساهم بحكمتها في صيانة الاستقرار وتعزيز السلام في المنطقة، وتبذل جهود الوساطة لتسوية النزاعات. في النصف الأول من العام الجاري، قام مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي بالجولتين إلى الشرق الأوسط، حيث طرح نيابة عن الجانب الصيني مبادرات ودعوات مثل المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والرؤية الصينية ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ “حل الدولتين”. أقام الجانب الصيني ندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، ودعم جهود دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، ودعا إلى إنشاء منصة الحوار المتعددة الأطراف في منطقة الخليج. ولاقت المبادرات والدعوات تقديرا إيجابيا واستجابة واسعة النطاق من دول المنطقة، وخاصة الدول العربية، اذ أنها تركز على جذور الاضطرابات الطويلة الأمد في الشرق الأوسط وتوفر سبلا قابلة التنفيذ لحل القضايا الساخنة.
الضيوف الكرام والأصدقاء:
احتفلت الصين بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني احتفالا مهيبا قبل فترة وجيزة. وأكد الأمين العام الرئيس شي جينبينغ في كلمته المهمة في مؤتمر تذكاري للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب على أن الحزب الشيوعي الصيني يهتم بمستقبل البشرية ومصيرها، ويحرص على التقدم يدًا بيد مع جميع القوى المتقدمة في العالم، مضيفا أن الصين ستبقى من يبني السلام العالمي ويساهم في التنمية في العالم ويدافع عن النظام الدولي. وذلك يوفر مرجعية أساسية ويحدد اتجاه التقدم لتطوير العلاقات الودية بين الصين ودول العالم ودفع قضية التقدم البشري في المستقبل. وفي هذا السياق، إننا على استعداد لمواصلة بذل جهود مشتركة مع الدول العربية لبناء علاقات الشراكة على مستوى أعلى وإقامة مجتمع المستقبل المشترك الأوثق وفتح آقاق أكثر إشراقا للعلاقات بيننا.
وفي المرحلة المقبلة، من الأهمية للجانبين الصيني والعربي مواصلة تكثيف التبادلات الرفيعة المستوى وتعميق التواصل الاستراتيجي، ومواصلة تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر. ومن الأهمية لرفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عاليا وتعزيز الوحدة وتقوية الذات والتضامن والتعاون والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين، وتوسيع معسكرات القوى المتقدمة والدفاع عن مصلحة الدول النامية. ومن الأهمية مواصلة تكريس روح التضامن لمكافحة الجائحة، سيبذل الجانب الصيني جهودا لتلبية احتياجات الدول العربية للقاحات الصينية، وتعميق التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات والإنتاج المحلي، والرفض القاطع لتسييس ملف تتبع منشأ الفيروس. ومن الأهمية مواءمة الاستراتيجيات التنموية على نحو معمق والتشارك في بناء ”الحزام والطريق“ بجودة عالية، وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة، بما يساعد في تحقيق حلم النهضة لكلا الأمتين.
ختاما، أتمنى لهذا المعرض نجاحا تاما. شكرا لكم!”
*المصدر: سي جي تي إن العربية.