خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

العلوم والتكنولوجيا وهواوي: تعاون يتّسع أفقيًا وعموديًا

الأكاديمي مروان سوداح*

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين, متخصص بشؤون الصين وآسيا.

 وقعّت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وشركة هواوي الأردن مؤخرًا، اتفاقية تعاون لإنشاء أكاديمية متخصّصة داخل الجامعة، في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس.

 في الأخبار، أن هذه الاتفاقية التي وقّعَ عليها رئيس الجامعة الدكتور صائب خريسات، وعن هواوي مديرها التنفيذي في الأردن ولبنان  جيان وانغ (إيثان)، بحضور عددٍ من الشخصيات الأردنية الحكومية والعلمية وسفير جمهورية الصين الشعبية الجديد في عمّان، السيد تشن تشوان دونغ، تهدف إلى تدريب طلبة تخصصات تكنولوجيا المعلومات على أحدث التكنولوجيا التي تطبقها هواوي بإشراف كلية تكنولوجيا الحاسوب والمعلومات في الجامعة، وتعزيز مهارات الطلبة ومعارفهم بالجيل الخامس للاتصالات، وإثراء سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي بالخبرات المميّزة.

 توقيع الاتفاقية يرتدي بالضرورة أبعادًا يمكن وصفها بالمهمة والعميقة في الداخل الأردني وعلاقات المملكة مع الصين، إذ أنها تبشر بتوسّع التعاون التكنولوجي أفقيًا وعموديًا. فالاتفاقية تتسق مع رؤى سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني في جعل الأردن مركزًا إقليميًا لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و فتح مجالات جديدة أمام النشء لاكتساب مهارات متجدّدة، وتحفيز المزيدِ من شبيبتنا الأردنية للتوجه صوب هذا الحقل التكنولوجي العصري، ما ينعكس بالتالي على سوق العمل المحلي وتطويره ليغدو مركزًا إقليميًا لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات والحوسبة السحابية.

 نقرأ في التصريحات اللافتة للسيد جيان وانغ (إيثان)، اهتمام هواوي وحرصها على “تجسيد مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال تعزيز تعاونها مع مختلف المؤسسات الوطنية ومع جامعة العلوم والتكنولوجيا بشكل خاص”، ولأجل “إسهام الشركة في رفد السوق الأردني بالمؤهلات والخبرات اللازمة في هذا المجال”. بينما أكد نائب رئيس شركة هواوي الشرق الأوسط سبيس لي، التزام الشركة الصينية بتطوير النظام الأيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات في الأردن، وتعزيز مهارات جيل الشباب (لإعداد قادة المستقبل) في هذا المجال الحيوي، وللمساهمة في نقل المعرفة وتبادل الخبرات.

 وبموجب الاتفاقية، سيتم تدريب 200 طالب وطالبة سنويًا على تقنيات الجيل الخامس (G5) بغية تعزيز الإبداع والابتكار لديهم، وإصدار شهادات معترف بها عالمياً لمَن اجتازوا هذه الدورات التدريبية، وتدريبهم على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 في التعريف عن نفسها نقرأ، أن هواوي رائدة في مجال توفير البُنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)  والأجهزة الذكية، باستخدام حلول متكاملة عبر أربعة مجالات رئيسية – شبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأجهزة الذكية والخدمات السحابية – وتعمل على توفير أسباب النجاح في الحياة الرقمية “لكل شخص ومنزل ومنظمة”، بهدف “إنشاء عالمٍ ذكي متصل بالكامل”.

 تأسست شركة هواوي في عام 1987، على يد “رن تشنغ فاي”. في البداية، كان تركيز الشركة مُنصبًّا على تصنيع لوحات ومقاسم الهاتف، ثم وسّعت أعمالها لاحقَا لتشمل بناء شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتوفير الخدمات التشغيلية والاستشارية والمعدات للمؤسسات داخل وخارج الصين، وتصنيع أجهزة الاتصالات للسوق الاستهلاكية، وقد تكلّلت جهود هواوي بالنجاح لتغدو متفوقة حتى على العديد من مثيلاتها الغربية، وهو ما يُعدُ بالتالي، نصرًا واضحًا لتقدمية العلوم الصينية وتفعيلاتها اليومية لكل العالم، ضمنه عالمنا الثالث النامي الذي يمكنه أن ينال حظه من التقدم التكنولوجي من هواوي ومثيلاتها الصينية، ما يؤكد أن الصين تعمل علنًا لجعل العلوم أممية ومعولمة نافعة ومفيدة وفي متناول يد مختلف الشعوب والبلدان دون حصرها في قبضة جهة معينة، اتّساقًا مع رؤية وفلسفة الرئيس شي جين بينغ بالمصير المشترك للبشرية جمعاء، لتتقدم وتنال حظها في حياة كريمة بتساوٍ بين أمة وأخرى وعلى قدم المساواة في المكاسب والمغانم.

 نقرأ عن عملاق هواوي معلومات من عام 2019 تقول، أن لدى هواوي 21 معهدًا للبحث والتطوير في جميع أنحاء العالم، واعتبارًا من 2017 استثمرت الشركة 13.8 مليار دولار أمريكي في البحث والتطوير، ونشرت الشركة منتجاتها وخدماتها في أكثر من 170 دولة، ومنذ 2011 كانت تقدم خدماتها الجليلة إلى 45 مشغل اتصالات من أكبر 50 مشغل من مشغلي الاتصالات. أما شبكاتها، التي يتجاوز عددها 1500 شركة حول الكرة الأرضية، فتخدم ثلث سكان العالم، ولقد تفوّقت هواوي على شركة إريكسون في عام 2012، كأكبر مُصنِّع لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية دوليًا، وتخطت شركة (أبل) في عام 2018 باعتبارها ثاني أكبر منتج للهواتف الذكية، بعد شركة سامسونج للإلكترونيات، وتحتل هواوي المرتبة 72 على قائمة فورتشن غلوبال 500. في ديسمبر 2018، ذكرت شركة هواوي أن إيراداتها السنوية قد ارتفعت إلى 108.5 مليار دولار أمريكي في عام 2018، (بزيادة 21 ٪ عن إيرادات عام 2017).