يعمل العلماء الصينيون على تكثيف الابتكار لبناء بلادهم لتصبح دولة قوية في العلوم والتكنولوجيا، مع وجود نتائج متطورة عديدة ومخططات طموحة للعام الجديد.
في بداية العام الجديد، جاءت بعض الأخبار السارة من مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، حيث يقع التلسكوب الراديوي الكروي الذي يبلغ قطره 500 متر (فاست)، أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم يطلق عليه اسم “عين السماء الصينية”.
واستخدم العلماء التلسكوب لتحديد أكثر من 500 نجم نابض جديد بين أكتوبر 2017 وديسمبر الماضي، مع إحراز تقدم بارز في قياس شدة المجال المغناطيسي بين النجوم.
وقال تشانغ جين، مدير المراصد الفلكية الوطنية في الصين “إنها المرة الأولى التي نستخدم فيها الإشعاع الذري لقياس شدة المجال المغناطيسي في سحابة جزيئية. ويعد اختراقا من صفر إلى واحد من حيث قياس المجال المغناطيسي”.
مع طبق ضخم يبلغ قطره 500 متر، بدأ التلسكوب العملاق الذي يقع داخل فوهة بركان طبيعية عملياته الرسمية في يناير 2020. وأولى الرئيس الصيني شي جين بينغ اهتماما كبيرا لهذه الأداة الحاسمة وسلط الضوء على أهمية الابتكار العلمي والتكنولوجي في بناء قوة تكنولوجية حديثة.
وفي مارس 2021، فتحت الصين تلسكوب “فاست” لمشاركة المجتمع العلمي الدولي فيه، وحصل 27 مشروعا من 14 دولة على الموافقة حتى الآن.
وقال جيانغ بنغ، كبير مهندسي تلسكوب “فاست” “في العام الجاري، سنقوم بتوسيع تغطية ترددات التلسكوب بشكل كبير لتغطية أكبر عدد ممكن من المواضيع العلمية، لتوفير منصة ممتازة لرصد علم الفلك للعلماء في الصين وحول العالم”.
في الوقت نفسه، وفي مدينة خفي بشرقي البلاد، يهدف العلماء الذين يعملون في مشروع “الشمس الاصطناعية”، أو مفاعل توكاماك الاختباري المتطور فائق التوصيل، إلى تحقيق أداء أفضل من خلال جولة جديدة من التجارب. وفي أواخر ديسمبر الماضي، حقق المشروع تشغيلا مستقرا للبلازما لمدة 1056 ثانية عند حرارة تقترب من 70 مليون درجة مئوية.
وفي “المدينة العلمية” في حي هوايرو بالعاصمة الصينية بكين، يواصل العلماء تركيب أول مصدر إشعاع السنكروترون عالي الطاقة في البلاد. وبدأ بناء المنشأة في عام 2019 وستصبح واحدة من أقوى الآلات متعددة الأغراض في العالم لفحص الهياكل الداخلية للمواد عند افتتاحها في عام 2025.
وفي مدينة جيانغمن بجنوبي البلاد، دخل مختبر نيوترينو الضخم الموجود تحت الأرض السنة السابعة منذ بنائه، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله خلال العام الجاري.
وقال وانغ يي فانغ، مدير معهد فيزياء الطاقة العالية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم “خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 للصين (2021-2025)، سنكمل بناء مرصد جيانغمن للنيوترينو تحت الأرض، وتركيب مصدر إنتاج إشعاع السنكروترون عالي الطاقة. وإذا أردنا تحقيق نتائج رائدة في المستقبل، يجب أن نقود العالم من حيث المرافق العلمية الكبيرة”.
في العام الجاري، ستبدأ الصين خطة لمدة 10 سنوات لتعزيز البحوث الأساسية من خلال إنشاء مراكز بحثية عديدة. وبدأ الباحثون للكم فائق التوصيل بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين مؤخرا في ترقية نظام الحوسبة “تسو تشونغ تشي 2″، لتحسين سرعته الحاسوبية.
ويعمل الباحثون في المعهد الوطني للابتكار في تقنية النانو بمنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى على مرشح تردد لاسلكي للهواتف المحمولة بتقنية الجيل الخامس للاتصالات، ويسعون لتحقيق التصنيع الذكي الكامل في فترة الخطة الخمسية الـ14 للبلاد.
وقام الباحثون في معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بتحليل العينات التي تم جمعها وإعادتها بواسطة مسبار “تشانغ أه-5” الصيني من القمر، وأثبتوا أن أحدث بازلت على سطح القمر يبلغ نحو ملياري سنة، بالإضافة إلى الكشف عن المحتوى المائي في منطقة الهبوط للمسبار.
وقال يانغ وي، باحث في المعهد “ندرس كيفية تشكل القمر وتطوره. وأعتقد أننا نعيش في عهد عظيم لأننا لحسن الحظ قادرون على دراسة العينات التي جلبها المسبار الصيني من القمر”.
في العام الجاري أيضا، ستعزز الصين التشغيل الفعال للمختبرات الوطنية من خلال إعادة تشكيل بعض المختبرات الكبرى، وبدء خطة مدتها ثلاث سنوات لإصلاح النظام العلمي والتكنولوجي لإلهام المواهب لتحقيق ابتكار أكبر.