Thursday 14th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

العلاقة الاقتصادية بين طريق الحرير الصيني وميناء الفاو العراقي..  توئم روحي 

منذ 4 سنوات في 24/أكتوبر/2020

العلاقة الاقتصادية بين طريق الحرير الصيني وميناء الفاو العراقي..

 توئم روحي 

البصرة – علي سلمان العقابي*

 

*تعريف بالكاتب: #علي_سلمان_العقابي: عضو في الفرع #العراقي للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحُلفاء #الصين؛ وكاتب وصحفي معروف؛ وعضو في #نقابة الصحفيين #العراقيين، ورئيس تحرير #وكالة_المدائن_الإخبارية العراقية الشهيرة في مدينة #البصرة.

 

 طريق الحرير تاريخياً:

 يُعدُ طريق الحرير تاريخياً من أشهر الطرق البرية التي كانت تربط الصين بالتجارة العالمية، حيث يمتد هذا الطريق من مدينة (تشان غان) عاصمة الصين في عهد سلالتي (هاف و التانغ) إلى اوروبا عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، حيث كان هذا الطريق يستخدم في القرن الثاني قبل الميلاد لنقل البضائع من الصين الى باقي الدول، وأشهر هذه البضائع كانت اقمشة الحرير حتى أطلق هذا الطريق عليه تسمية (طريق الحرير) نسبةً لهذه التجارة.

 واستمر استخدام هذا الطريق حتى القرن السادس عشر، حيث عملت الصين على إيجاد طريق أسرع وأكثر فائدة، فشقت (طريق الحرير البحري)، لتنشيط التجارة بين الصين وأوربا مروراً بدول آسيا.

 وفي عام 2014، وضعت لائحة التراث العالمي مصفوفة مهمة من هذا الطريق ضمن لائحتها، ليكون تحت الحماية الدولية، لِما له من تاريخ طويل شمل أكثر من 5000 كم في مناطق متعددة من الصين، وكازخستان، واوزبكستان، حيث ضمت اللائحة 33 موقعاً اثرياً مر بها طريق الحرير، منها قصور ومستوطنات ومراكز دينية، إضافة الى مواقع أخرى لها أثرها التاريخي.

وتعمل الصين على ادراج بقية نواحي طريق الحرير إلى اللائحة، ليكون شاهداً للأجيال القادمة، وتحت الحماية عالمياً. فالطريق الذي تسعى الصين وعدد من الدول لاستكمال أعمال إنشائه، سينقل التجارة العالمية نوعياً، وينشّطها في الدول الآسيوية التي عانت التخلف والاستعمار والهيمنة الاقتصادية للدول الرأسمالية العظمى، التي سارعت إلى محاربة إنشاء واستكمال هذا الطريق.

 

ميناء الفاو  الكبير ..المتمّم لطريق الحرير:

 وُلِدت فكرة تأسيس ميناء الفاو الكبير عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد أن بحثت الدول المتضررة في هذه الحرب سُبل انعاش اقتصادها، ودرء سيطرة الدول المستعمِرة لها، فانطلقت ناحية استكمال طريق الحرير الصيني مروراً بالعراق، وبدأ العمل فعلياً بتنفيذ هذه الاتفاقيات والمشاورات في سبعينيات القرن الماضي، بغية تحقيق (قفزة) نوعية في تحويل التجارة الدولية لِ(الشرق الأوسط)، بتنفيذ طريق الحرير، مروراً بالعراق البلد الذي يُعدُ مركزاً مهماً ونقطة إستراتيجية لا يمكن تجاوزها في استكمال المشروع.. حيث بدأت الحكومة العراقية حينها، بتنفيذ خطوة عملاقة ونوعية من خلال انشاء الخط البري السريع الرابط بين البصرة وبغداد، ليستمر الى تركياً على مسافة 1000 كم لربط آسيا بأوروبا عَبر العراق، ويكون الطريق محاذياً لربط سكك العراق بتركيا، عًبر مايُسمّى بالقناة الجافة، ويكون اللبنة الأساس في بناء ميناء الفاو مستقبلاً.

 واجه هذا المشروع الإجهاض إبّان الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في ثمانينيات القرن الماضي، والتي استمرت لثمان سنوات، فشكلت عائقاً أمام تنفيذ هذا المشروع الذي خطط له أن يهزم أمريكا اقتصادياً، ويكسر هيمنتها على العالم.

 

 تطوَّرت العلاقات العراقية الصينية بعد انتهاء الحرب، وعملت الدولتان على تجديد الاتفاقيات لبناء ميناء الفاو الذي خطط له أن يكون معبراً مهماً، يُغيّر خارطة العالم البحرية، بالعودة للمباشرة بتنفيذ مشروع طريق الحرير الصيني من خلال بناء أكبر ميناء في حوض الخليج العربي والعالم، واختيرت الفاو لتحتضن هذا الميناء بسبب موقعها الجغرافي المهم الذي يربط آسيا بأوروبا عَبر القناة الجافة، مروراً بسوريا أو الأردن أو تركيا، وهو أحد اهم الأسباب الرئيسة التي دفعت أمريكا لغزو العراق وتدمير دولة تحت ذرائع كثيرة، ساهم فيها عدد من دول الجوار، وذلك بعد عودة العراق في التسعينيات إلى توقيع اتفاقيات إنشاء مخططات ميناء الفاو مع شركة إيطالية رصينة متخصصة ببناء الموانئ العملاقة، مما اظهر نية العراق لإكمال طريق الحرير الذي يُضعف مصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة، فسارعت لاحتلال العراق واجهاض المشروع.

 اعيدت فكرة بناء الميناء بعد عام 2003، ووضع حجر الأساس لأنشاء الميناء التي جاهدت الصين في اسكتماله من خلال حث الحكومة العراقية على المباشرة بالبناء، فوضع حجر الأساس في 5\نيسان\2010، ليبدأ المشوار الجديد لبناء الميناء برغم كل الصعوبات والتحديات الدولية السياسية منها والاقتصادية، ليكون للعراق موقعاً مهماً وإستراتيجياً بين الدول، إلا أن أعداء العراق عملوا ولازالوا يعملون على اجهاض المشروع وعرقلة إكتماله، ليبقى العراق ضعيفاً، على عكس الصين التي تسعى جاهدة لإنقاذ العراق سياسياً واقتصادياً من خلال تنفيذ طريق الحرير المار بميناء الفاو الذي خطط له، منها أن يكون معبراً إلى أوروبا بعد انشاء القناة الجافة، من خلال الربط السككي المحاذي للطريق البري العراقي التركي. 

 وبعد انجاز المرحلة الأولى في الميناء واكتمال  كاسر الأمواج في شبة جزيرة الفاو، لأنشاء ميناء مكون من 90 رصيفاً، باشرت الصين بشق قناة الحرير الرابطة بين ميناء الفاو وموانئ أم قصر، عبر نفق بحري على عرض 30م، ليكون الميناء من أكبر الموانئ في المنطقة .

 

ميناء الفاو التصاميم الرئيسة:

 يمتد ميناء الفاو من رأس البيشة (شبه جزيرة الفاو)، ويحتوي على 90 رصيفاً تجارياً ونفطياً ويرتبط بموانئ البصرة عبر نفق مائي لينطلق براً إلى تركيا من خلال طريق بري وسككي، يمتد على مسافة 1000كم من البصرة إلى تركيا، مروراً بمحافظة دهوك، وقدرت كلفة المشروع ب(4.6) مليار يورو، على أن يتم افتتاح 5 أرصفة منه في عام 2024، ليكتمل افتتاحة في عام 2030، بطاقة إنتاجية تصل إلى 99 مليون طن سنوياً، مما يُسهم مساهمة فاعلة بدعم الاقتصاد العراقي الذي سيصل إلى 46 مليون يورو سنويا، من خلال مناولة التجارة البحرية للبضائع، بواسطة شبكة حديدية وصولاً إلى القارة الأمريكية  

 بعد هذا الاستعراض التاريخي والواقعي للعلاقة بين طريق الحرير الصيني وميناء الفاو الكبير، يَظهر لنا حجم التآمر الكبير الذي تشنه أمريكا وحلفاؤها على العراق، والذي تسبب بتدمير دولة ومقوماتها الاقتصادية والسيطرة عليها وبث ممارسات التفرقة بين أبناء شعبها، واشعال الفتن الداخلية والحروب الطائفية الأهلية لإنهاء حُلم العالم العربي والآسيوي بطريق الحرير، الذي سيسهم كثيراً بإنعاش اقتصادات الدول الآسيوية، ويُعظِّم رفاهية شعوبها، بعيداً عن الهيمنة الاقتصادية الرأسمالية التي تهدف لاستغلال الشعوب الضعيفة وتدميرها.

 طريق الحرير الصيني وميناء الفاو الكبير – هما الحُلم الذي يتطلع كل الشرفاء إلى تحقيقه، لينقذ العالم وليتحقق السلام الشامل المنشود والتوازن الدولي، الذي سيُسهم مساهمة فاعلة في إنعاش المواطن العربي أمنياً واقتصادياً وسياسياً.

التصنيفات: اقتصاد وتجارةمقالات
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • مقالة جميلة .
    ميناء الفاو الكبير بوابة طريق الحرير الصيني لذلك تسعى اطراف عديدة الى عدم إنجازه وتأخير العمل فيه .

  • لقد أبدع الاستاذ الكبير الاخ علي سلمان العقابي في كتابة هذه المقالة السلسة، لِما لها من اهمية مكانية وعالمية وعربية، فأبدع في صياغتها إذ انه ربط مبادرة طريق الحرير الجديدة مع ميناء الفاو العراقي، وهو الاستاذ الكبير في الصحافة، ومدير عام وكالة المدائن الاخبارية العراقية..

    نتطلع الى مقالة ثانية في هذا الصدد، لا سيما وان هذه المقالة هي الاولى من نوعها في هذا المجال وبما يتصل بالعلاقات العراقية الصينية المزدهرة حاليا..

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *