شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
العلاقات اليمنية الاردنية نموذجًا للعلاقات الأخوية العربية
بقلم: عبد الحميد الكبي
كاتب من اليمن
تتميز العلاقات اليمنية الاردنية بصِلاتٍ تاريخية وتبادلات حضارية عميقة، وتستند إلى الأخوّة بين الشعبين التي تُعتَبر الدليل على عمق صلات القربى وديمومتها واستمرارها. ولهذا، تُعد العلاقات الثنائية بين البلدين نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية في كافة المجالات.
وقد سطّرت المملكة الاردنية الهاشمية وقيادتها وشعبها في مختلف المراحل أجمل معاني الأخوّة في مسيرة العلاقات بين البلدين بأبعادها ومراحلها المختلفة.
كان للعاهل الأردني الراحل، جلالة الملك الحسين، رحمه الله، دورًا فعّالًا ومواقف شريفة تجاه اليمن وشعبه. الملك الحسين زار اليمن لأول مرة في ٢١ نوفمبر ١٩٨٥م، وقد سطّر أنذاك مواقف عربية صادقة تجاه اليمن، لذلك يكن شعبنا اليمني للأردن وقيادته الهاشمية الحب الصادق والتقدير والاحترام الكبير، ويُثّمن عالياً مواقف الأردن وقيادته وشعبه بشكل دائم لِما قدمه الأردن من مواقف ستبقى خالدة في أذهان اليمنيين وترسّخ وقوف الدولة اليمنية وشعبها إلى جانب الأردن.
كان الاردن السبّاق والمساند القوي للوحدة اليمنية، ولعب الأردن دورًا مهماً في حل الازمات اليمنية، فسياسة المملكة الاردنية الهاشمية تتميز بالواقعية والاخوّة والدور المتوازن والسياسة الثابتة من منطلق الأخوّة والحرص على المصالح الثنائية والعربية الجماعية، إذ يتمتع الاردن بعلاقات متوازنة مع الأطراف اليمنية منذ القِدم، ويُشكّل هذا أرضية وسيطة نزيهة للعب دور فعّال، كما ويمثّل ذلك قناة تواصل موثوقة للجميع، فالأردن لم يسبق له الدخول في عداء لأي طرف يمني في مختلف المراحل، ما مكنه من لعب دور رئيسي في حل النزاعات، وتقريب المسافات بين الفرقاء، وتؤهلة اليوم أيضًا للعب دور رئيس في حلحلة الأزمة اليمنية، حيث تشهد العلاقات بين الشعبين تعاونًا كبيرًا في مختلف المجالات وفي ظل القيادة الهاشمية الفذة ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، والذي يحرص على الارتقاء بالعلاقات الأخوية بين البلدين لتبقى متميزة اليوم وكما كانت منذ أمد بعيد على كافة الصُعد، إذ لم يبخل الاردن عن تقديم المساعدات لليمن وتأهيل الكوادر اليمنية مختلف المجالات.
ولهذا، يسجل الأردن اليوم مواقف أخوية متجددة تجاه اليمن كما كان الأمر في مختلف المراحل. ففي ظل ما يشهده اليمن وشعبه من حرب، سارع الاردن إلى فتح مطاراته لاستقبال اليمنيين، وإلى فتح أبواب المستشفيات الاردنية أمام اليمن، واستضافت العاصمة عمّان الأطراف اليمنية المختلفة في إطار المباحاث بخصوص الأزمة اليمنية، والاردن يساهم في تيسير المفاوضات بخصوص الأسرى بين الأطراف اليمنية.
وليس أخيرّا، تُقيِم في الاردن جالية كبيرة من اليمنيين، ويُقدِّم الاردن لأفرادها التسهيلات والدعم.