رأى خبراء سياسيون أن العلاقات المصرية الصينية تلقت دفعة قوية جديدة باللقاء الذي عقده الرئيسان شي جين بينغ وعبدالفتاح السيسي، خلال زيارة الرئيس المصري للصين لحضور حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي 2022.
وبدأ السيسي زيارته التي استمرت ثلاثة أيام للصين يوم الخميس الماضي، حيث حضر حفل افتتاح الأولمبياد في اليوم التالي، وعقد مباحثات قمة أمس السبت مع الرئيس شي.
ودعا الرئيس الصيني خلال اللقاء إلى بذل جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك بين البلدين في العصر الجديد، وأكد أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر أصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.
وتناولت المباحثات بين الرئيسين تعزيز التعاون بين البلدين لاسيما من خلال مواصلة التشابك بين مبادرة “الحزام والطريق” ورؤية “مصر 2030″، وتوسيع التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات المضادة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وتعد هذه هي الزيارة السابعة للسيسي إلى الصين منذ توليه الحكم في العام 2014.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس شي والرئيس السيسي يعكس حرص الزعيمين على “تنمية وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات وتسريع التعاون الثنائي”، ويؤكد أن العلاقات بين بكين والقاهرة “تحالف استراتيجي بمعنى الكلمة”.
وأضاف فهمي أن هذا اللقاء “مهم لعدة اعتبارات”، من بينها أنه “أولا: يعد تأكيدا للشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، التي دخلت مراحل متقدمة، وثانيا: يعكس الدور المهم للصين في إفريقيا، وثالثا: يؤكد جدارة مصر وحضورها السياسي والاستراتيجي ضمن الدول الكبرى في حدث عالمي” في إشارة إلى أولمبياد بكين الشتوية.
وتابع الخبير المصري، أن “زيارات الرئيس السيسي للصين عززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وحققت نتائج مثمرة في التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي”.
وأوضح أن “سيناريو العلاقات المصرية الصينية يمضي في إطارين إيجابيين، الأول لبناء منظومة جديدة للعلاقات المصرية الصينية تتجاوز فكرة الاستثمارات العادية والشراكة في المجالات الأخرى المستقرة إلى شراكة كاملة سياسية وإستراتيجية في مواجهة التحديات التي تواجه الطرفين”.
ويتمثل الإطار الثاني في “تعزيز الارتباط المصري الصيني في مجالات أخرى تقوي العلاقات خصوصا في مبادرة الحزام والطريق”.
وأشار فهمي إلى أن “مبادرة الحزام والطريق عززت بقوة تنمية مصر الاقتصادية”، ولفت إلى أن القاهرة تسعى إلى تحفيز رجال الأعمال الصينيين للانفتاح على فرص الاستثمار في مصر، وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية.