*عن/ جريدة الأنباط اليومية الأردنية:
خالد الفضلي*
نمت السياسة الصينية تجاه الأردن على مدى أكثر من أربعين عاماًن تطورت خلالها علاقات الصداقة، وتمتّنت صِلات التعاون الثنائي فيما بينهما بالرغم من الاختلافات في مساحة وقدرات البلدين، وتباين ثقافتيهما ولغتيهما، لكن الاردن بدأ منذ اللحظة الاولى لهذه العلاقات، بدعمه لسياسة صين واحدة، وصولاً إلى تشجيع سيل التجارة والاستثمار والبُنية التحتية بين الجانبين، بالأضافة الى تعزيز تبادل الخبرات في الثقافة والتعليم والرعاية الصحية.
وفي السنة الـ43 للعلاقات الاردنية الصينية، تتمتع الدولتان باستراتيجية عمل ذات توازن دقيق، يتضح ذلك بتوحُّد الآراء في العديد من القضايا، مثل الاستقرار السياسي للمنطقة، ومكافحة الارهاب والتطرف، والقضية الفلسطينية التي تتوافق نظرة الصين إليها وتتطابق مع موقف الأردن الثابت.
فإذا ما أردنا ببساطة شديدة تلخيص نظرة بكين الى المملكة الاردنية الهاشمية, باعتبارها “بوابة الشام بأكملها”، لوجدنا أن الأردن علامة فارقة وقيمة مُضافة أخرى متمثلة في الدور الحيوي والدينامي الفعّال لموقعه الجيوسياسي، لاسيّما في مبادرة “الحزام والطريق”‘ إذ أن بناء علاقات أوثق مع عمّان من شأنه أن يوفّر للصين وسيلة لتوسيع وتأكيد علاقاتها وتعاونها الاستراتيجي في منطقتنا، لتمضي قدماُ في مشروعها الأممي.
في الوقت نفسه، لن نغفل عن الدور الذي لازالت بكين ومنذ فترة طويلة تلتزم به، بتقديم كافة أشكال المساعدات الممكنة للأردن، عبر قنوات مختلفة ومشاريع واعدة، في ظل ضغط استضافة اللاجئين من مختلف الجنسيات والبلدان, مُعتبرةً ذلك من باب رد الجميل للمجتمع الأردني الذي يؤيد مبدأ “صين واحدة”.
يجب ألا نُثني التنين الصيني عن طموحه وحُلمه السلمي والاقتصادي العالمي الذي ينعكس علينا بوفرة واضحة وخاصة على شرائح عديدة محدودة الامكانات.. وبدلاً من ذلك، يجب أن نتعرف عليه أكثر ونسير معه بعيون مفتوحة ومُحِبّة له.
في المستقبل المتوقع، ستستمر الصين في النمو بشكل أسرع وأكثر قوة، في ضوء رؤية رئيسها الصديق شي جين بينغ، لجعلها قوة كبيرة ورائدة بحلول عام 2050. بحذر وتبصّر، يجب على الأردن أن يجد مكانه المناسب كجزء في هذه العملية، مع المزيج الصحيح من الإبداع، والعمل، واليقظة، والتواضع، والواقعية.
*خالد الفضلي: أستاذ باحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون الصينية، ومستشار رئيس الاتحاد الالكتروني الدولي للقلميين أصدقاء الصين للعلاقات الاردنية الصينية.