CGTN العربية/
استمرت الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في غلاسكو، وأدهش العالم مرة أخرى أداء الولايات المتحدة التي تعهدت دائمًا “بممارسة القيادة” في قضية تغير المناخ.
من قيادة قافلة ضخمة من 85 سيارة فاخرة إلى أوروبا إلى حالة النوم خلال الاجتماع، ما أثار صدق مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاجتماع الكثير من النقاش. خلال مشاركته في المؤتمر، جعلت “البصمة الكربونية” المتزايدة في الولايات المتحدة العالم يزداد شكا بشأن التزاماته بتعهد حول خفض الانبعاثات.
صورة من صحيفة ((نيويورك تايمز))
انتقد برنامج “The Five” التابع لقناة فوكس نيوز الأمريكية غفوة بايدن في المؤتمر.
قبل ذلك، تعهد بايدن عدة مرات بالحد من استخدام الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة ووعد المجتمع الدولي بخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير في مؤتمر المناخ هذا. ومع ذلك، لاحظت العديد من وسائل الإعلام أن سوق الفحم في الولايات المتحدة متأثرا بعوامل مثل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، قد “تعافى” تحت قيادة بايدن هذا العام.
وفقًا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ستزداد كمية الفحم المحروق في محطات الطاقة الأمريكية بنحو 20% هذا العام لتصل إلى 472 مليون طن، مما يجعل الفحم يتفوق على الطاقة النووية ويصبح ثاني أكبر مصدر للكهرباء في الولايات المتحدة بعد مصدر الغاز الطبيعي. ستؤدي الزيادة الحادة في استخدام الفحم في الولايات المتحدة هذا العام إلى زيادة مقابلة في انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة بنسبة 8%.
بالنسبة لبايدن الذي وعد بتحقيق صفر انبعاثات في قطاع الطاقة بحلول عام 2035، فإن الزيادة في استهلاك الفحم هي إعادة عجلة التاريخ بلا شك.
من أجل استعادة خسارة الولايات المتحدة للمصداقية الدولية خلال إدارة ترامب، أعلن بايدن بعد توليه منصبه العودة إلى اتفاق باريس، ووعد بخفض انبعاثات الكربون الأمريكية إلى النصف بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإن الواقع السياسي المحلي في الولايات المتحدة يجعل من الصعب تنفيذ “طموحات المناخ” لبايدن.
ليست المعارضة الجمهورية وحدها هي التي تجعل بايدن عاجزًا، ولكن أيضًا “النزاع الداخلي” داخل الحزب. في ظل عرقلة السناتورين الديمقراطيين جو مانشين وكيرستن سينيما، أوشك “برنامج أداء الكهرباء النظيفة” (CEPP) الذي كان بايدن يعلق آمالا كبيرة عليه وتبلغ تكلفته 150 مليار دولار أمريكي على حافة الموت تقريبا.
صورة من شبكة VOX الأمريكية
بالإضافة إلى ذلك، أراد بايدن من الديمقراطيين في الكونغرس أصلا تمرير مشروع قانون نفقات الموازنة الذي طال تأجيله والبالغ 1.75 تريليون دولار أمريكي قبل مؤتمر COP26، وتضمن مشروع القانون خطة استثمارية بقيمة 555 مليار دولار أمريكي للتصدي لتغير المناخ وتطوير الطاقة النظيفة، مما سيزيد من “ثقة” بايدن في حضور المؤتمر. ومع ذلك، بسبب معارضة جو مانشين وكيرستن سينيما، اضطر الكونغرس إلى تأجيل التصويت بشكل متكرر.
تقدر بعض وسائل الإعلام الأمريكية أنه إذا استمرت السياسة الحالية، فستكون هناك فجوة ضخمة تتراوح بين 1.7 و 2.3 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بين انبعاثات الكربون المتوقعة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 والتزام بايدن بخفض الانبعاثات. بالنظر إلى الواقع السياسي الحالي في الولايات المتحدة، لا أحد يعرف الإجابة على سؤال وهو متى ستأتي إدارة بايدن بخطة تنفيذ محددة وخارطة طريق لخفض الانبعاثات، وما إذا كان بإمكانها ضمان أن سياسة المناخ المستقبلية للولايات المتحدة لن يصيبها التراجع والتكرار.
صورة من موقع أكسيوس (Axios) الأمريكي
أفادت شركة الإذاعة الأمريكية ((إيه بي سي)) أنه في نهاية المؤتمر، إن صوت جون كيري، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون المناخ “أصبح أجشًا”، لأنه يتحمل مهمة إحداث تغيير موقف أمريكا تجاه قضايا المناخ، ولكن تواجه هذه الجهود عقبات مختلفة من داخل الولايات المتحدة.
