CGTN العربية/
“تخليص جميع السكان الريفيين الفقراء من براثن الفقر بحلول عام 2020، هو التزام رسمي من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تجاه الشعب، ولا بد من تحقيقه في الموعد المحدد”. في يوم 6 مارس، عقدت الصين ندوة خاصة بشأن المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، ووضع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلالها متطلبات واضحة لإنجاز الأهداف والمهام بهذا الشأن بجودة عالية. كما ذكر تقرير أعمال الحكومة لهذا العام أنه يتعين الفوز بحزم في مكافحة الفقر وبذل قصارى الجهود لجعل الذين تخلصوا من الفقر يتجهون نحو حياة أفضل.
في السنوات الأخيرة، حققت الصين إنجازات حاسمة في التخفيف من حدة الفقر. حيث انخفض عدد السكان الريفيين الفقراء من 98.99 مليون في نهاية عام 2012 إلى 5.51 مليون في نهاية العام الماضي، وانخفض عدد المحافظات المنكوبة بالفقر من 832 إلى 52 هذا العام. وقد زاد دخل الفقراء بشكل كبير، وتحسنت ظروف معيشتهم، وتسارع التطور الاقتصادي والاجتماعي للمناطق المنكوبة بالفقر بشكل ملحوظ.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، أدخلت الصين سلسلة من التدابير في مجالات التعليم والرعاية الطبية والعلوم والتكنولوجيا والبنية التحتية وغيرها، والتي أرست أساسا متينا للفوز في معركة الحد من الفقر وهي: تطوير الصناعات وفقا للظروف المحلية لتمكين الفقراء الذين يملكون القدرة على العمل من المشاركة في مشاريع مختلفة، وزيادة دخلهم بالاعتماد على العمل؛ التنسيق بين المناطق الغنية والفقيرة لتحقيق التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة من خلال التعاون الصناعي وتكامل المزايا؛ وإعادة التوطين للمساعدة بشكل فعال على تخفيف حدة الفقر في المناطق غير الملائمة للسكن.
في مقاطعة هاينان بأقصى جنوبي الصين، اتخذت الإدارات المحلية عددا من الإجراءات لمساعدة مزارعي الفواكه على توسيع المبيعات وزيادة الإيرادات. وفي ظل تفشي فيروس كورونا، واجهت المنتجات الزراعية في هاينان صعوبات في المبيعات. وفي مهرجان ثقافي مؤخرا، ساعد المسؤولون المحليون لترويج المنتجات الزراعية من خلال البث المباشر. حيث جلبت منصات التجارة الإلكترونية الطلبات من جميع أنحاء البلاد، وبعد تقديم الطلب، ستصل الفواكه إلى عتبة الزبائن في غضون يومين إلى ثلاثة أيام.
وفي مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي البلاد، كانت هناك “قرية على الجرف”. وتقع القرية على جبل مرتفع، وكان الطريق الوحيد إلى الخارج سلّما متواضعا مصنوعا من الخشب ونباتات الكرمة، واضطر أهل القرية إلى تسلق السلّم للنزول إلى أسفل الجرف الذي يبلغ ارتفاعه نحو ألف متر، لقضاء حاجاتهم اليومية. ومن خلال إعادة التوطين، انتقل أكثر من 18 ألف شخص إلى منازل جديدة. مع الوداع لـ”القرية على الجرف”، سيستقبل أهل القرية حياة جديدة.
بعد إنجاز مهام الحد من الفقر المدقع، ستحقق الصين الهدف بشأن تخفيف حدة الفقر من أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 عشر سنوات مقدما. كتبت الصين “أنجح قصة لتخفيف حدة الفقر” في تاريخ البشرية.
يشكل التفشي العالمي لفيروس كورونا الجديد أكبر عامل عدم يقين يؤثر على الحد من الفقر. لكن الصين تواصل دفع عجلة التخفيف من حدة الفقر إلى الأمام بطريقة منظمة، وسعت جاهدة لتقليل الخسائر الناجمة عن الوباء. اعتبارا من 30 أبريل الماضي، بلغ معدل انطلاق مشاريع التخفيف من الفقر 82%، وبلغ معدل إعادة التشغيل للمؤسسات الرائدة للتخفيف من الفقر 97.5%. تأثيرات الوباء على أعمال التخفيف من حدة الفقر تم التغلب عليها تدريجيا.
وفي العام الجاري، سيتخلص 5.51 مليون من السكان الريفيين من الفقر، ما يعني أن 10 أشخاص سيخرجون من الفقر كل دقيقة. وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض حوالي مليوني شخص تخلص من الفقر لخطر العودة إلى الفقر، وحوالي ثلاثة ملايين شخص معرضين لخطر الفقر. مهمة توطيد منجزات التخفيف من حدة الفقر وتحسين نوعية الأعمال ما زالت شاقة ومعقدة. ومع ذلك، قال ليو يونغ فو، مدير مكتب مجلس الدولة الصيني للحد من الفقر والتنمية، في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا أن أهداف ومهام التخفيف من حدة الفقر لن تتغير، والمعايير الحالية لن تنخفض، والموعد المحدد لن يتأجل. إن الصين واثقة وقادرة على كسب المعركة الصعبة للتخلص من الفقر كما هو مقرر.