CGTN العربية*
في يوم 5 يونيو 2020 بالتوقيت المحلي الأمريكي، تم تغيير اسم أحد الطرق أمام البيت الأبيض في واشنطن العاصمة إلى “حياة السود مهمة”. وفي الوقت نفسه، أمرت عمدة واشنطن موريل بوزر بكتابة “حياة السود مهمة” على الطريق بطلاء أصفر لامع للتعبير عن دعمها لحركة حقوق الإنسان الأسود.
منذ 25 مايو الذي أدى فيه عنف الشرطة في إنفاذ القانون بمدينة مينيابوليس في الولايات المتحدة إلى مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي، ظل الناس يعبرون عن شعورهم تجاه الواقعة بطريقتهم الخاصة. يتظاهر الجمهور الأمريكي في أنحاء البلاد احتجاجا على عنف الشرطة وعدم المساواة العرقية المستمرة مع وجود تمييز عنصري وعنف وغيرها من المشاكل المزمنة الموجودة في المجتمع الأمريكي.
الأمريكيون من أصول أفريقية هم أكبر الضحايا لعنف الشرطة
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، في مدينة مينيابوليس الذي تصل نسبة عدد سكانها من أصل الأمركيين السود أقل من 20%، فإن 60% ممن عانوا من عنف الشرطة المحلية هم من السود. خلال السنوات الخمس الماضية، كان المعدل الذي استخدمت فيه شرطة المدينة القوة ضد الأمريكين السود هو سبعة أضعاف العرق الأبيض. فالأشخاص من أصل أفريقي دائما ما يكونون الهدف الذي ينفذ الشرطة القانون العنيف عليه. من بين 171 حادثة استخدمت شرطة المدينة فيها البنادق، فإن نسبة الأمريكيين من أصل أفريقي فيها بلغت 68%. وفي 1748 حادثة تتعلق باستخدام المهيجات الكيميائية، فإن معدل معاناة الأمريكيين من أصل أفريقي فيها بلغت 66%. وفقا للبيانات، فمن ضمن للمجموعات العرقية التي نفذت الشرطة القوة عليها، كانت نسبة السود تصل لأكثر من 50%.
أفاد موقع Vox الإخبارية الأمريكية أن العلاقة المتوترة بين الشرطة والمجامع للأمريكيين من أصل أفريقي لم تخف خلال العقود الماضية، إنهم أكثر عرضة لتلقي الاتهامات من الشرطة مقارنة مع العرق الأبيض. وأشار التقرير الصادر عن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إلى أنه في مينيابوليس، بما يخص التصرفات الخفيفة غير الأخلاقية مثل شربة الخمر في الأماكن العامة وارتفاع صوت الموسيقى داخل السيارة، معدل احتمال اعتقال السود هو 8.7 أضعاف من العرق الأبيض. أما السلوكيات الشديدة مثل عدم امتلاك شهادة تأمين على السيارات، فمعدل احتمال اعتقال السود هو خمسة أضعاف من العرق الأبيض.
العقوبات الخفيفة للجناة كانت السبب الرئيسي لهذه المأساة
قال عضو مجلس الإدارة لمنظمة “المجمع المشترك لمقاومة عنف الشرطة في مينيسوتا”، إنه منذ عام 2012، من بين أكثر من 2600 من الشكاوى المدنية ضد شرطة مينيابوليس، لا يوجد غير 15 شرطيا تلقوا عقوبات، لكن أشدها لم يكن أكثر من تعليق العمل لـ40 ساعة من دون راتب. ومضيفا أنه بالنسبة لهم (رجال الشرطة)، فإن هذه العقوبة ليست سوى عطلة أسبوعية غير مدفوعة الأجر. مينيابوليس ليست لديها إجراءات صارمة للعقوبات للتعامل مع عنف الشرطة في إنفاذ القانون، فآلية العقوبات غير الصارمة هذه تسببت في مأساة فلويد.
أعرب الأستاذ كيث ميتز الباحث في مجال القضايا الإفريقية والأمريكيين من أصل إفريقي في جامعة مينيسوتا، عن أن العدالة في المجتمع الأمريكي لم توزع على كل فرد بالتساوي، ففي نفس الحالات، يعامل الأمركيون من أصل إفريقي بشكل ظالم دائما. وإذا ما استمرت هذه “العدالة البيضاء” في الولايات المتحدة، فلن تكون مقنعة للآخرين أبدا.X.