شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الصين و العالم العربي علاقات ممتدة تعكس تاريخا حافلا من الإنجازات و مستقبلا يملأه الامل المشرق
بقلم: منال علي
*تعريف بالكاتبة: صحفية إذاعية بالبرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، و مختصة بشؤون دول البحر الأبيض المتوسط و بلدان أسيا، وصديقة مُقربة من الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
تعكس علاقة الصين بالدول العربية مدى تطور الصين في كافة المجالات عبر التاريخ حيث لا يسع أي دولة في محيط منطقة الشرق الأوسط الا السعي الحثيث لتوطيد تلك العلاقة و العمل على تنميتها بكل السبل الممكنة لتحقيق المعادلة السليمة التي تنبني على مبدأ رابح رابح.
تعد مصر، تاريخيا،الدولة الأولى عربيا التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الصين الشعبية من بين أكثر دول المنطقة حرصا على تعميق استراتيجية التعاون البناء مع الصين و خاصة عبر مبادرة مشروع الحزام و الطريق حيث قامت وزيرة التعاون الدولي السيدة رانيا المشاط و سفير جمهورية الصين الشعبية السيد لياوليكيانغ في الثامن من نوفمبر ٢٠٢١ بتوقيع وثيقة تعاون تكنولوجي على هامش العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين و وفقا لهذا الاتفاق فان مصر سوف تحصل على مزايا تطوير كيفية تطبيق احدث الأساليب التكنولوجية لتنفيذ الاستراتيجية المصرية الخاصة برؤية ٢٠٣٠ و منذ نوفمبر الماضي و حتى الآن مازال العمل مستمرا خاصة في مجال التطور البحثي و تكنولوجيا الفضاء.
من الجدير بالذكر أن وكالة الفضاء المصرية تعمل حاليا على مشروع ضخم هو ” مصر سات ٢” و هو عبارة عن قمر صناعي وزنه ٣٥٠ كيلوجرام، و يضم كاميرا فضائية بدقة ٢ متر، و هو مشروع مشترك بين وكالة الفضاء المصرية و وكالة الفضاء الصينية التي ستنفذه بتقنيات عالية الجودة تسمح باستخدامه في تطبيق احدث الأساليب الحديثة في مجال مراقبة البيئة و التعديات على الأراضي الزراعية و مشروعات البحث عن المياه الجوفية و غيرها. يأتي ذلك المشروع في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين في ظل العلاقات القوية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و دولة الصين الشعبية و التي أدت إلى تقديم الصين منحة لمصر لبناء أقمار صناعية لتعتبر مصر أول دولة تحصل على هذه المنحة بصفة خاصة.
و استكمالاً للتعاون في نفس المجال تعمل الصين أيضا على إنشاء مركز الاختبارات الفضائي بالإضافة إلى العمل على إنشاء مركز تدريب مهني بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالتوازي مع العمل على تنفيذ مشروعات عديدة في مجال تطوير قطاع النقل في مصر حيث تقدر قيمة التعاون الحالي مع دولة الصين الشعبية ١.٨ بليون دولار أمريكي موجهة بالكامل لدعم و تطوير مشروعات متعددة في مجالات و قطاعات متنوعة كالصحة و الزراعة و التعليم و التكنولوجيا و الكهرباء و غيرها. ففي خلال الأربع سنوات الماضية تم تنفيذ ١.١١٠برنامج تدريبي في مصر قدمته الصين ليستفيد منه أكثر من ٤٠٠٠ موظف حكومي في مجالات متعددة كالصحة و الزراعة و الاسكان و الموارد المائية.
ذلك التعاون المثمر بين البلدين يعد واحدا من أوجه تكامل العلاقات الحيوية التي تبشر بمزيد من التقدم والنجاح في تنفيذ المزيد من الإنجازات فضلا عن ان تعميق العلاقة الاستراتيجية بين مصر و الصين من هذه الناحية لهو أمر مهم للغاية و يعد مؤشر عالي الدقة على رسم الصين لعلاقات استراتيجية مع دول العالم العربي يضفي عليه طابع خاص و مميز و يجعل من دولة الصين الشعبية رقما صعباً يسعى الجميع لتحقيقه.