Monday 18th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الصين و الجزائر: علاقات إعلامية و ثقافية وثيقة ومستقبل مشرق وواعد  (الجزء الأول)  

منذ 4 سنوات في 08/سبتمبر/2020

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

*بقلم: البروفيسور وو فو قوي / عبد الكريم

 

*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي.
*عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية.
*كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني.
*كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية.
*كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية.

 

  في ظل التغيّرات العميقة التي تجتاج العالم حالياً، يسرني أن تتاح لي الفرصة  من خلال “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية” في الجزائر، لأناقش السيدات و السادة والقراءة في الجزائر و بلدان العرب و زملائي الأعزاء، في موضوع “مكانة التبادلات الإخبارية و الثقافية و أثارها في تعزيز العلاقات التعاونية الصينية الجزائرية “، و أنا على يقين بأن هذه المقالة ستدفع التبادلات الإخبارية و الثقافية المتنوعة و التعاون الأنساني بين الجانبين الى مزيد من التطور، الأمر الذي سيدفع إلى تأسيس متين لتعميق الشراكة الاستراتيجية المتمثلة في التعاون الشامل و التطور المشترك. 

 

العلاقات التارخية القديمة

(مدخل)

  تُعتبر الحضارة الصينية و الحضارة العربية الإسلامية  من الحضارات الإنسانية الفريدة، وقد اسهمتا في تقدم المجتمع الإنساني وتطوره بإسهامات لا يُستهان بها، كما تربط بينهما التعاملات الودية و الصداقة التقليدية الموغلة في القدم. ووفقاً لما ورد في السجلات الصينية القديمة، سُمّيت البلاد العربية “البلاد البعيدة” و “السحرية بتاينفانغ”، حيث نشأت حضارات ساطعة عريقة في منطقة النهرين، وتلتها الحضارة العربية الاسلامية التي تركت أثراً لا يُمحى في مسيرة التاريخ الإنساني. بينما كان اجداد العرب يجّدون بالعمل في بناء الحضارة بين النهرين، فكانت الحضارة الصينية التي استمرت لآلاف السنين، قد نشأت على أيدي أجدادنا الصينيين. قبل أكثر من ألفي سنة أرسل الامبراطور الصيني وو دي في أسرة هان الملكية تشانغ تشان سفيراً له الى البلاد الواقعة غرب الصين ومن بينها البلاد العربية.   

 

   و بالمقابل، ورد في الحديث قول الرسول محمد (ص): “أُطلبوا العلم ولو في الصين”‘ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الحضارة الصينية المزدهرة أثارت اهتمام الأمة العربية، برغم المسافات الجغرافية التي تنأى بينهما. وهكذا بدأت الحضارتان الصينية و العربية التجاوب و التبادل فيما بينهما، واستمرتا في ذلك بنشاط لأكثر من ألفي سنة. أما طريق الحرير الصيني القديم،  فهو عبارة عن رباط يصل بين الحضارتين و شهادة حية لعلاقاتهما التقليدية.

 

 منذ القرن ال19، سقطت الدولتان الصين و الجزائر تحت وطأة الاستعمار و الإمبريالية، فتعاطفتا مع بعضهما البعض و أمدتا بعضهما بعضاً بالدعم و المساعدة. ما إن تأسست جمهورية الصين الشعبية الجديدة، حتى بادرت مجموعة من الدول العربية (مصر اليمن العراق السوري الجزائر)، الى إقامة العلاقات الدبلوماسية معها رغم الضغوط من قِبل بعض الدول الغربية. وفي عملية إقامة العلاقات الدبلوماسية دائماً ما يشكل التبادل الثقافي الخطوة الأولى. ولهذا، فقد تم تفعيل التبادل الثقافي والدبلوماسية الشعبية بين الصين والعرب، قبل إصدار بيان إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما بسنوات عديدة. 

 

  وفي الخمسنيات و الستينات للقرن الماضي، كان فنانو الجانبين يرافقون الرؤساء في الزيارات المتبادلة، 

حيث يتعلمون من بعضهم البعض، و يتعاونون في العروض الفنية، مما عزّز التفاهم والصداقة وقيمهما بين الشعبين. فقد لعبت الثقافة دوراً لا تقدر السياسة لعبه، مما يشعرنا نحن المنشغلين في الأوساط الفنية بفخر شديد. 

 

 إن الشعب الجزائري لن ينسي أبداً أن جمهورية الصين الشعبية كانت من بين الدول السبّاقة الى الاعتراف بالحكومة الجزائرية المؤقتة غداة تأسيسها في 19 سبتمبر 1958، ولاتزال الجزائر تدين بالامتنان و العرفان على المساندة الثابتة التي أبدتها الصين لهذا البلد الصديق، و للثورة الجزائرية تحديداً، وفي شتى الميادين أيضاً، وعلى مساهمة الصين الثمينة في المسيرة التنموية للدولة الجزائرية الفتية بعد الاستقلال.                                                                     

 وتجدر الإشارة الى أن الأمر بإيفاد أول بعثة طبية صينية للخارج كان الى الجزائر بالذات، في عام 1963، حين أثناء ذلك  كانت بلادي الصين في أمس الحاجة إلى مثل هذه المساعدة، في إطار إعادة بناء ما خربه الاستعمار الغاشم.              

 

 إن الشعب الصيني لن ينسي أبداً أن الجزائر كانت سبّاقة في العمل لتوثيق عرى الصداقة و التعاون بين البلدين، برغم المعركة التي خاضتها الجزائر إلى جانب العديد من دول العالم الثالث في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1971، لتمكين جمهورية الصين الشعبية من استرجاع مكانتها المشروعة في المؤسسات الدولية، ولاستعادة مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي،  حيث لم تنصف تلك المعركة أنذاك شعب الصين العظيم وحده، بل شكّلت انصافاً وانتصاراً لسائر بلدان العالم الثالث، بدخولها المعترك الدولي و إسماع صوتها للعالم، وفي الدفاع عن مطالبها العادلة.

  

  الجزائر دولة كبيرة في قارة أفريقيا، وعضو مهم في جامعة الدول العربية، ولها تأثير فريد على القضايا الإقليمية والدولية. لذلك، تأمل الصين في تقوية التعاون الوازن والأوسع مع الجزائر في الشؤون الدولية والاقليمية الكبرى، لحماية السلام والاستقرار على المستويين الاقليمي والعالمي، وكذا تعزيز التنمية والرخاء بشكل مشترك. 

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *