خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: الدكتورة كريمة الحفناوي*
تعريف بالكاتبة: #*كريمة_الحفناوى: إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
فى الوقت الذى وصلت فيه عدد الإصابات فى العالم من فيروس كورونا المستجد إلى حوالى 30 مليون حالة، ومليون حالة وفاة عند هذا كتابة هذا المقال، حذرت كارمن راينهارت كبيرة خبراء الاقتصاد فى البنك الدولى من أن “تعافى الاقتصاد العالمى من الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا قد يستغرق 5 أعوام”.
وصرح لورانس بون كبير الاقتصاديين فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أن “إجمالى الناتج المحلى العالمى سيخسر بنهاية عام 2021 نحو 7 تريليونات دولار أمريكى”. وحسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، فإن جمهورية الصين الشعبية ستكون الوحيدة بين الاقتصادات الكبرى التى ستحقق نمواً يصل هذا العام إلى 1,8% فى الوقت الذى سينكمش فيه الاقتصاد العالمى خلال هذا العام الحالى بنسبة 4،5% ويتراجع الاقتصاد الأوروبى بنسبة 7,9% والاقتصاد الأمريكى بنسبة 3,8%. هذه المعلومات كُتِبت فى جريدة الأهرام فى عددها الصادر الجمعة 18 سبتمبر 2020.
وفى مجلة “الصين اليوم”، فى عددها الصادر فى شهر سبتمبر 2020، وتحت عنوان “لماذا البُنية التحتية الجديدة؟”، كان الحديث حول (أن تداعيات أزمة كورونا فى عام 2020 فرضت تسريع خطة إنشاء البنية التحتية الجديدة فى الصين وانه إذا كانت البنية التحتية التقليدية هى (المرافق المادية كالسكك الحديدية والطرق والمطارات، فإن البنية التحتية الجديدة وإن كانت تشتمل على بعض المرافق المادية مثل شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات، إلا أنها تكون فى أشكال افتراضية مثل التطبيقات وتكون رقمية وقائمة على الإنترت وتكون أيضا ذكية).
ويتفق الخبراء فى الصين على أن الهدف الأول لبناء البُنية التحتية الجديدة ينبغى أن يكون تحسين سُبل معيشة الناس وتعزيز الابتكار، ومن ثم يجب التركيز على شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعى ورفع مستوى الاستهلاك.
ولقد أشرت فى مقالاتى السابقة إلى التوسع فى الاعتماد على استخدام الإنترنت بعد جائحة كورونا واتخاذ الحكومات اجراءات احترازية أدت إلى جلوس معظم سكان الكرة الأرضية فى منازلهم كباراً وصغاراً، واعتماد معظمهم على استخدام الإنترنت فى التعليم والعمل وأداء الوظائف من المنزل بجانب التسوق والذى توسع كثيرا فى الاعتماد على استخدام شبكة الإنترنت. وامتد ذلك إلى الدول وأصبح التبادل التجارى العالمى بين الدول وبعضها يعتمد أيضاً على شبكة الإنترنت، وأيضا أصبحت المؤتمرات واللقاءات بل والمهرجانات الفنية تقام عبر الفضاء الإلكترونى. كما طالبت سوياً مع الكثير من الكتّاب الحكومة المصرية بضخ استثمارات كبيرة فى هذه البُنية التحتية الجديدة المناسبة للرقمنة.
وننتقل معاً لمقال هام فى جريدة الأهرام الصادرة بمصر فى 23 أغسطس 2020 وتحت عنوان “النظام البيئى للشركاء والتركيز على الأمن السيبرانى أمران بالغا الأهمية لتعزيز التحول الرقمى فى أفريقيا”. كتب تساو جى بين رئيس شركة هواوى لشمال ـفريقيا مقالاً تناول فيه جائحة كورونا، وسلّط الضوء على أهمية الوصول إلى التقنيات الرقمية الآمنة لأنها أثبتت أهميتها فى تلكم الفترة. وأشار رئيس شركة هواوى الصينية لشمال أفريقيا إلى إحصائية هامة صادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا تقول (إن مساهمة أفريقيا فى الاقتصاد الرقمى العالمى بلغت أقل من 1% من الإجمالى العالمى، حيث يمثل هذا القطاع الاقتصادى الجديد 15% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، مما يعنى أن أفريقيا تخسر بالكامل تقريباً فرصة كبيرة ومتنامية).
وأشار رئيس الشركه تساو جى بين إلى انه مع التحول الرقمى للاقتصاد الإفريقى سيزداد التهديد الذى يشكله المخترقون عبر الإنترنت، لذا تولى مجلس إدارة الشركة برنامج تحول عالمى لتطوير قدرات هندسة البرمجيات، وذلك لتعزيز الأمن السيبرانى بشكل أساسى ولمواجهة التحديات الأمنية بطريقة منفتحة وشفافة. وأضاف “نحن ملتزمون تماماً بدعم التحول الرقمى فى أفريقيا، ونتمنى أن تحتل هذه القارة السمراء مكانها الصحيح فى الاقتصاد العالمى”.
وإذا انتقلنا إلى مصر نجد أن مصر على مدى العامين الماضيين قامت بضخ استثمارات فى مجال البُنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين سرعات الإنترنت وبدأت فى عمل شبكة ألياف بصرية تربط جميع المبانى الحكومية بالإضافة لإنشاء مركز مراقبة وجودة خدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى وزارة الاتصالات لمراقبة جودة وتجربة شبكة الاتصالات المتنقلة فى مصر. كما أن بمصر عدداً من الجامعات المتميزة التى تهتم بتعليم وتنمية المواهب والقدرات فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
لقد فرضت جائحة كورونا وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية البدء فى إنشاء بنية تحتية جديدة خاصة بشبكة المعلومات والاتصالات والتوسّع بها، وتساعد جمهورية الصين الشعبية دول العالم، ومنها دول شمال أفريقيا، فى بناء وتطوير هذه البنية على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
صحيح ما أشرت إليه دكتورة في مقالك المميز، فالعالم اليوم دخل مرحلة جديدة منة خلال استغلال الرقمنة في جميع المجالات وقد كانت الصين سباقة لدلك وسترافق أفريقيا في هدا الاتجاه، لما يجمعهما من علاقات وروابط تاريخية عريقة.. سمير – الجزائر