Monday 18th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الصين والجزائر.. تعاون وثيق رغم بُعد المسافة

منذ سنتين في 11/ديسمبر/2022

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

الصين والجزائر.. تعاون وثيق رغم بُعد المسافة

بقلم: السيد لي جيان- السفير الصيني لدى الجزائر

 

الصين والجزائر، برغم بُعد المسافة الجغرافية بينهما وتباين خلفياتهما الثقافية، فإن تعاونهما الودي ضارب جذوره في أعماق التاريخ ويزداد قوة مع مرور الزمن. يوما بعد يوم، تتعزز الشراكة الإستراتيجية الصينية- الجزائرية وتحقق نتائج مثمرة ولها آفاق واسعة.
يتنفس شعبا البلدين نفس الهواء ويتقاسمان مصيرا مشتركا ويجمع بينهما شعور طبيعي بالتقارب. عانت كل من الصين والجزائر من العدوان والاضطهاد الاستعماري، وسجل الشعبان ملحمة تاريخية عظيمة للتحرير الوطني بالدماء والحياة، فقد جعلت المعاناة التاريخية والتجارب الكفاحية المتشابهة الشعبين يتبادلان الدعم والتعاطف. في خمسينات القرن الماضي، قدمت الصين الدعم والمساعدة بشكل حازم لثورة التحرير الجزائرية، وهي أول دولة غير عربية اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة. في عام 1971، بادرت الجزائر مع دول أخرى بتقديم مشروع القرار رقم 2758، الذي أعطى مساهمة هامة في استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.
يتمتع البلدان بأساس فريد للتعاون وتكامل المزايا. الصين هي أكبر بنّاء للبنية التحتية في الجزائر وشريكها الرئيسي في تحديثها وتصنيعها، وأكبر دولة مصدرة إلى الجزائر منذ عام 2013.
إن الجامع الكبير في الجزائر العاصمة، وهو أكبر مسجد في أفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم، والطريق السيار شرق- غرب الجزائر، الذي يحمل أكثر من 80% من حجم النقل البري في الجزائر، وملعب وهران الأولمبي، الملعب الرئيسي لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وغيرها، تعد رموزا لأعمال الصين في الجزائر. ومنذ فترة طويلة، دخلت المنتجات الصينية الجيدة ذات السعر الرخيص نسبيا آلاف البيوت في الجزائر.

الجزائر هي أكبر دولة من حيث المساحة في أفريقيا والعالم العربي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وثالث أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، وتتمتع بموقع جغرافي مهم وموارد بشرية وطبيعية غنية وسوق ذات آفاق واعدة، وهي شريك مهم للصين في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” وتعزيز التعاون في مجال القدرة الإنتاجية وتعزيز أمن الطاقة.

الصين والجزائر لديهما مهام تنموية متشابهة، تعكفان على إنجازها. في الوقت الحاضر، تتفاعل التداعيات الناجمة عن التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة وجائحة كوفيد- 19 التي اجتاحت العالم، الأمر الذي أدخل العالم إلى مرحلة جديدة تسودها الاضطرابات والتغيرات، وتواجه الصين والجزائر فيها التحديات الجديدة في تحقيق التقدم والنهضة الوطنية.

لقد رسم المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني مخططا جديدا لتحقيق الهدف المئوي الثاني عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وإنجاز النهضة العظيمة للأمة الصينية. أما الجزائر، فتبذل أقصى جهدها لتعزيز بناء “الجزائر الجديدة”. يتمسك البلدان بطريق التنمية الذي يضع الشعب في المقام الأول ويتناسب مع ظروفهما الوطنية. ويتمسكان بالتأكيد على الاستقلالية وتوسيع الانفتاح في نفس الوقت، والتقدم بشجاعة نحو الأهداف العظيمة للنهضة الوطنية وتنمية الوطن وسعادة الشعب.

لدى الصين والجزائر رؤية عالمية ومهمة مشتركة. تلتزم الصين، كأكبر دولة نامية، بحماية المصالح المشتركة لجميع الدول النامية، و ستقف بثبات معها وستدعمها دائما بغض النظر عن أي مرحلة من مراحل التحديث الصيني، وكيفية تغير الوضع العالمي.
إن الجزائر، كدولة كبرى في المنطقة العربية والأفريقية، تأخذ على عاتقها المسؤولية لتعزيز إقامة النظام الاقتصادي العالمي الجديد منذ فترة طويلة، وتنخرط في قضايا العدالة الدولية والإقليمية. استضافت الجزائر القمة العربية مؤخرا، الأمر الذي يشهد على تأثيرها الإقليمي وتماسكها كدولة كبيرة. تعمل الصين والجزائر على تعزيز دمقرطة العلاقات الدولية، وتحقيق العدالة والإنصاف الدوليين، وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، ودفع الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية، وتعزيز تمثيل البلدان النامية وإسماع صوتها بشكل مشترك.

منذ عام 2022، قطعت الصين والجزائر أشواطا كبيرة في العلاقة بينهما، على أساس الثقة السياسية المتبادلة الراسخة. بعث الرئيس شي جين بينغ، وأربع قادة صينيين آخرون، برسائل تهنئة إلى قادة الجانب الجزائري في نفس الوقت، للتهنئة بالذكرى السنوية الستين لاستقلال الجزائر وانتصار ثورة التحرير الجزائرية، مما سجل صفحة نادرة في التاريخ الدبلوماسي الصيني.
كما أرسل الجانب الصيني مبعوثا خاصا لحضور الدورة الـحادية والثلاثين لقمة الدول العربية، ونقل رسالة تهنئة من الرئيس شي جين بينغ إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون. وقد عبر الرئيس تَبُّون في كلمته الختامية في القمة العربية عن شكره لشقيقه الرئيس شي جين بينغ على دعمه المتواصل للجزائر. يتبادل الجانبان التنسيق والدعم بشكل وثيق في الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية المتعددة الأطراف. ارتقى التعاون العملي بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة إلى مستوى جديد.

وقد توسع التعاون بين الجانبين من المجالات التقليدية مثل المقاولات الإنشائية والتجارة، إلى المجالات الناشئة مثل إنتاج اللقاحات وتصنيع السيارات والطيران والفضاء، وتكنولوجيا المعلومات والطاقة الجديدة والعسكرية. ويشهد التعاون في مجال الزراعة وتغير المناخ تطورا مستمرا. اتفق الجانبان على توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، مثل الخطة الخمسية للتعاون الإستراتيجي الشامل وخطة التعاون للبناء المشترك لـ”الحزام والطريق” وخطة التعاون لمدة ثلاث سنوات في المجالات الرئيسية، واتفاقية التعاون في مجال السكك الحديدية. كما تتقدم التبادلات الشعبية والثقافية بشكل مستقر. فقد استأنف الطلاب الوافدون من كلا البلدين الدراسة في المؤسسات التعليمية التي يدرسون بها.

شاركت الصين بنشاط في النسخة الحادية والعشرين لمعرض الجزائر السياحي. ومن جانبها ستشارك الجزائر في الدورة الخامسة لمهرجان الفنون العربية في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي، وفي الدورة التاسعة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب كضيف شرف. بدأت بوادر تعاون الجانبين في مجال السينما والتلفزة، ويتوسع تعلم اللغة الصينية واللغة العربية باستمرار بين البلدين، أصبح التعلم المتبادل بين الحضارتين أكثر ثراء وحيوية.
أعلنت الصين أمام العالم، خلال الانعقاد الناجح للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أنها ستلتزم بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، وستواصل توفير فرصا جديدة للعالم لدفع بناء الاقتصاد العالمي المنفتح من خلال التنمية الجديدة الصينية، وستشترك بنشاط في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمي، وستتمسك بمفهوم “الصدق والحق والود والإخلاص” والرؤية الصائبة فيما يتعلق بالعدالة والمصلحة المشتركة لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية، وتقديم المساندة والمساعدة بثبات لجهود الدول النامية في تسريع التنمية وصون المصالح المشتركة لجميع الدول النامية. كل هذا يوفر مساحة واسعة للصين والجزائر لتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون في المستقبل، كما يزيد عوامل اليقين والاستقرار في العالم المضطرب.

يصادف عام 2023 الذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر، والذكرى السنوية الستين لإرسال الصين أول فريق طبي لمساعدة الجزائر، والذكرى السنوية الأربعين للتعاون الصيني- الجزائري في صناعة الدفاع. تقف الصين والجزائر عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة وتواجهان فرصة تنموية جديدة في مجال التعاون الودي. أعتقد اعتقادا راسخا بأن التعاون الإستراتيجي الشامل بين البلدين سيقود إلى مستقبل أفضل بفضل الجهود المشتركة للجانبين والدعم القوي والمشاركة الفعالة للشعبين.

لي جيان، سفير الصين لدى الجزائر.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • العلاقات التاريخية بين الجزائر والصين هي علاقات تاريخية ما انفكت تتطور وتزدهر لاسيما في الآونة الأخيرة ونتجت عنها قرارات ومشاريع في شتى الأصعدة،زادت العلاقة تطورا وتثمين … دامت العلاقات الجيدة بين البلدين والتي بدون شك في المستقبل تفتح آفاقاً جديدة واعدة تسودها روح التعاون والصداقة الاخوية … عاشت الجزائر وعاشت الصين وتحية للحزب الشيوعي الصيني المجيد

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *