مروان سوداح*
عن/ الحوار المتمدن:
احتفلنا مؤخراً بالذكرى 42 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية. وكان لإتحادنا الدولي دوره في هذه الاحتفالات التي نعتبرها في غاية الأهمية، تبعاً للصداقة التقليدية التي تربط بين الشعبين الأردني والصيني عبر التاريخ، ومنذ طريق الحرير الصيني القديم، الذي سلك أرض الأردن، وفي العصر الحديث حيث باتت الدولة الصينية برئاسة الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة تلعب دوراً ملموساً ومتطوراً سنة بعد أخرى، لتأكيد الروابط الإنسانية للشعبين والتي لا يمكن لأية قوة على وجه الأرض إلحاق أي أذى بها، لكونها تستند الى قواعد دولتيه وشعبية راسخة، ومعنى سياسي واقتصادي وبشري عميق.
والملاحظ، أن بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، سبقه قطع الأردن علاقاته الدبلوماسية مع تايوان، وأقرت المملكة الأردنية الهاشمية بأن هذه الجزيرة التي يتحدث الصينيون فيها بلغتهم الصينية العريقة، هي صينية وهي جزء من البر الرئيسي الصيني والأرض الصينية الموحّدة التي تمثلها جمهورية الصين الشعبية، وقد وافق الأردن على وجود مكتب تجاري لتايوان في الأردن، لا علاقة لها بالسياسة والدبلوماسية للتبادل التجاري.
جمهورية الصين الشعبية تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم على أساس مبدأ اعتراف هذه الدول كبيرها وصغيرها، بأن تايوان جزء من جمهورية الصين الشعبية، وتماماً ينطبق هذا الأمر على هونغ – كونغ وماكاو، فكلها تم فصلها عن الصين من خلال عدوانات استعمارية قذرة على الصين في أزمان سابقة، ولم تفلح القوى الأجنبية بسلخها عن الصين، وعادت تلك الدول مُكرهة للاعتراف بالحقيقة والواقع بأن الأرض الصينية هي جزء واحد لا يتجّزأ، تماماً كأي قطع أراض لدول أخرى كانت عانت من عسف الاستعمار الدولي وبطشه وأذنابه.
في العلاقات الأردنية الصينية نرى أنها وثيقة بين زعيمي البلدين، جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين، و فخامة الرئيس شي جين بينغ، وهذه العلاقات هي ضمانة تجذّرها وتقدّمها وسَبرِها الصعود وتذليل أية صِعاب وقتية تتعرض إليها عادة العلاقات بين الدول. ولهذا بالذات أيضاً، سبق للأردن أن وقّع إتفاقية التعاون الإستراتيجي مع الصين في العام 2015م، وزار الملك عبد الله الثاني إبن الحسين الصين مرات عديدة، بحيث تعاظمت معها المساعدات والمساهمات الاقتصادية الصينية للأردن، كذلك التعاون العسكري بين الدولتين، والتنسيق السياسي، وباتت القواعد الشعبية، بالتالي، ترى في الصين مفتاح الفرج الحقيقي في مجالات منها الاقتصاد والتكنولوجيا، وتعليم الكوادر الأردنية في الجامعات الصينية لاكتساب الجديد من التقنيات وتطبيقاتها في الوطن الأردني، ووصولاً الى تطلع الصين والأردن الى سلوك “مبادرة الحزام والطريق الصينية” – التي سبق للرئيس “شي” أن أعلن عنها في العام 2013 – الأرض الأردنية في شمالها وجنوبها، لإعادة الألق الى طريق الحرير الصيني القديم في الأردن، ووصولاً الى إحياء علاقات المصاهرة بين الشعبين الصديقين، وضمان تحقيق حالة أميز للعاصمتين في العلاقات الثنائية في المستقبل القريب كما نأمل، والذي سوف تشهد العلاقات ضمنها وصفاً جديداً هو صِلات بين أشقاء، وهو ما يُعتبر عادةً صمّام أمان جديد آخر لهذه العلاقات، يدفع بها الى الأمام بقفزات أوسع وبلا توقف، تِبعاً لحاجة الأردن وكل دول المنطقة العربية لعلاقات أميز مع الصين، وللحديث بقية.
_ الأكاديمي مروان سوداح، حائز على أعلى شهادة علمية في روسيا وجوائز الدولة من روسيا والصين، وزميل أكاديمية العلوم الروحية الروسية، وخبير بالشؤون الصينية والروسية منذ نصف قرن، ومؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.