المصدر: (رابطة أنصار وأصدقاء ومُحبي أذربيجان لشبكة طريق الحرير الأخبارية)
ترتبط أذربيجان والصين بعلاقات وطيدة ومتعددة الاهتمامات منذ قرون طويلة، وبخاصة من خلال أنشطتهما الوطيدة على جانبي طريق الحرير الصيني القديم، أضافة إلى ذلك، مشاركة باكو في مبادرة الحزام والطريق الحريري الصينية – الأممية الجديدة.
ولهذا بالذات ولأسباب كثيرة أخرى، تجاوز حجم التبادل التجاري بين أذربيجان والصين، حتى سبتمبر العام الماضي 2019، مليار دولار، وهو ما أكده رئيس غرفة التجارة والصناعة في أذربيجان، نياز علي زاده، خلال كلمته في حفل افتتاح معرض منتجات طريق الحرير الخامس في باكو، أذ كشف عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 1.3 مليار دولار. وأضاف، أن واردات المنتجات من الصين أرتفعت بنسبة 40 ٪.. وبيّن أن أذربيجان هي ((الشريك التجاري والاقتصادي الرئيسي للصين في منطقة جنوب القوقاز، وأصبحت أذربيجان واحدة من مراكز النقل الدولية الرئيسية الواقعة على طريق الحرير.. وبأن خط سكة حديد باكو – تبيليسي – قارص سيكون أقصر طريق لنقل البضائع من الصين إلى أوروبا)).1
وفي تأكيد آخر على عمق العلاقات الأذربيجانية الصينية وأصالتها، جاء في رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس إلهام علييف لنظيره الصيني شي جين بينغ، في 26 سبتمبر 2020، بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية، أن الصين تحولت “إلى واحدة من الدول الرائدة في العالم والمكانة المتزايدة على الساحة الدولية”، وبأن أذربيجان “تعلّق أهمية كبيرة على التنمية الشاملة للعلاقات الأذربيجانية الصينية ذات التاريخ العريق..”، لكونها “تُثري علاقات الصداقة والتعاون التقليدية التي توحّد بلادنا وشعوبنا بمحتوى جديد لعلاقاتنا في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية..”، وأكد الرئيس علييف في رسالته، “ولا شك أن هذا التعاون الوثيق سيستمر بنجاح في إطار مشروع “الحزام والطريق” الذي أنتَ مؤلفه.”
ووردت في رسالة الرئيس علييف للرئيس شي مفردات لافتة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، إذ كتب أن “التضامن والدعم المتبادل الذي أبدته بلداننا منذ الأيام الأولى لوباء كوفيد -19 والذي تواجهه البشرية، أكد مرة أخرى أن علاقاتنا الثنائية مبنية على أساس متين.. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكركم على الدعم الذي قدمته جمهورية الصين الشعبية لبلدنا في مكافحة فيروس كورونا. وإنني على ثقة من أن التعاون الودي المتبادل المنفعة بين أذربيجان والصين، على أساس التقاليد الجيدة، سيستمر في التطور والتقوية لصالح شعوبنا من خلال جهودنا المشتركة.”2
من ناحيتها قالت وكالة أنباء أذرتاج الرسمية الأذربيجانية الشهيرة، إلى أن السنوات الأخيرة شهدت بذل جهود كبيرة لترويج وبيع المنتجات من القطاع الأذربيجان غير النفطي في الأسواق الخارجية، بما في ذلك الصينية. ويشمل هذا العمل تنظيم بعثات التصدير إلى الصين، وعرض المنتجات الأذربيجانية في المعارض في الصين، وأنشطة التجارة، ومعامل النبيذ وبيع منتجات أذربيجان في الأسواق الصينية، زد على ذلك تزايد الفعاليات الترويجية الأذرية المختلفة في الصين.
ارتبطت أذربيجان بطريق الحرير الصيني القديم بقوة، وهو ما تؤكد مَعَالم تذكارية أذربيجانية كثيرة تقع على طريق الحرير العظيم منذ نهاية القرن الثاني وحتى القرن السادس عشر الميلادي، حيث كان طريق الحرير عبارة عن قوافل تنطلق من الصين إلى شمال أفريقيا، ومنها نحو إسبانيا فدول أوروبا الأخرى.
في العصور السابقة، كانت أذربيجان دولة كبيرة المساحة، وأكثر إتّساعاً مما هي عليه اليوم بكثير، ومترامية الأطراف وغنية تماماً كما هي عليه اليوم، بالثروات الباطنية والمعادن الثمينة؛ كان ذلك كله قبل أن تشرع دول عديدة باحتلال أجزاء واسعة من أذربيجان. لذلك، تُعتبر البلاد الأذربيجانية منذ تلك الأزمان وكما هي عليه اليوم أيضاً، موقعاً إستراتيجياً على طريق الحرير الصيني العالمي، بموقعها الإستراتيجي المهم ولتشكيها همزة وصل أمينة بين آسيا وأوروبا. ولهذا يُلقِب العالم وشعوبه أذربيجان بلقب (الباب الذهبي)، وذلك لدورها الأممي الناجح والمستمر بربط آسيا بأوروبا بعرىً يومية وثيقة، ولربطها الصين وأوروبا بشعوب الكرة الأرضية، إذ أن إذربيجان شكّلت نافذة يتابع العالم كله من خلالها يوميات الصين وصناعاتها، اختراعاتها وسِلعها التي اشتهرت في هاتين القارتين القديمتين.
الأمة الأذربيجانية أمة عريقة عراقة التاريخ الإنساني ذاته، فهي مولّدة الاختراعات والاكتشافات، ومقيمة الصناعات وأنماط الزراعة المُبدعة، وغيرها الكثير، وقد إشتهرت أذربيجان كأكبر بلد حريري في الشرق منذ العصور القديمة، إذ أن (دودة القز) شغلت مكانة مهمة في اقتصاد أذربيجان، في القرنين الخامس والسادس. لهذا السبب، لعبت أذربيجان دوراً مهماً في نقل مادة الحرير، ثم التوابل والذهب والفضة واللؤلؤ اللامع، إلى مختلف الدول الأوروبية، فأفاضت هذه التجارة عليها ذهباً وفيراً، واشتهرت الأمة الأذربيجانية بالتالي، كواحدة من الأمم الغنية على مدار الزمن، وواحدة من الأكثر إبداعاً عِلمياً وتحضّراً وأنسنةً.
مراجع:
1.أزفيجن دوت أو.