CGTN العربية/

تقع قرية وانغتشوانغ في محافظة تانغخه بمقاطعة خنان بوسط الصين. في عام 2015 كانت القرية لا تزال تعاني من الفقر المدقع. وكان العديد من سكان القرية يعانون من مختلف الأمراض، وكان وانغ وان تساي واحدا منهم.

كان وانغ مزارعا ولكنه كان يحب القراءة والإبداع عندما كان شابا، وقد أطلق عليه القرويون لقب ” شيوتساي وانغ”. في ذلك الوقت، كان لا يزال يطمح ويسعى لمستقبل أفضل. قال وانغ: “كانت حياتي آنذاك ممتعة للغاية.”

ولكن المرض حطم حياة وانغ الهادئة السعيدة فجأة. في الثمانينيات، وجد وانغ بعض الأعراض الغريبة على طفله بعد بضعة أشهر من ولادته. شخص أطباء قسم الأمراض العصبية المرض و استنتج بأن نمو دماغ الطفل غير طبيعي ويصعب علاجه، بالإضافة إلى ذلك، فستزداد حالته سوءا مع تقدم العمر.

دمرت الضربة المفاجئة هذه الأسرة الفقيرة. كان ابن وانغ مريضا ويحتاج إلى العناية، لذا لم يستطع أن يخرج الى المدن لكى يعمل على كسب المال حيث اعتمدت الأسرة بأكملها على ستة مو (نحو 0.4 هكتار) من الأراضي القابلة للزراعة لكسب قوت يومها. بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر زيارة الأطباء و تناول الأدوية أي تقدم في حالة الطفل، فقد وانغ الأمل تماما لم يكن لديه القدرة على زراعة أرضه، حيث كان يكسب أكثر من 2000 يوان (نحو 306 دولارات) سنويا فقط.

في عام 2016، وصل الى القرية فريق عمل لمساعدة القرويين في تحسين ظروف معيشتهم، فبدأ مسار التخفيف من الفقر.

بعد التحقيق والدراسة، وجد فريق التخفيف من حدة الفقر أن بعض الأسر الفقيرة تفتقر إلى دوافعها الذاتية. حيث كانت تطلب و تنتظر المساعدة و تعتمد عليها و على سبيل المثال اسرة وانغ، لقد استهلكت النفقات الطبية لابنه كل مدخرات اسرته ، لكن الحالة المعنوية للأسرة كانت سببا لمعانتهم من الفقر أيضا.

إذا كنت تريد التخلص من الفقر فلابد أن تعمل وتسعى لذلك بنفسك. في عام 2016، تقدم وانغ بطلب للحصول على مشروع زيادة الدخل بمساعدة فريق العمل. حيث باع محاصيل البطيخ وحقق أرباحا قدرها 18 ألف يوان، كما ساعدت الحكومة المحلية وانغ في الحصول على وظيفة التنظيف و حصل على راتب شهري قدره 750 يوان. مع زيادة الدخل، انخفض الضغط النفسي الذي كان يعاني منه وانغ.

أصبح وانغ مفعما بالأمل كما كان من قبل، وأصبح يسعى جاهدا لتحسين ظروف أسرته المعيشية. تمكن وانغ من التخلص من الفقر بعد عام واحد فقط بفضل أرباح بيع محصول الحقول والمعونات ودخل العمل الذي يقوم به في أوقات فراغه. في عام 2018، اشترى وانغ مجموعة من المعدات لإعداد التوفو الصيني واستغل بيته لبيع منتجاته، مما رفع دخله بنحو 100 يوان في اليوم، و تحسن مستوى معيشة أسرة وانغ تدريجيا.

في السنوات الماضية بعد أن تخلص وانغ من الفقر، وكأحد النماذج الناجحة، استغل وانغ تجربته الشخصية لتشجيع الأسر الفقيرة الأخرى على السعي لتحسين ظروف معيشتهم.

خلال مساعدة القرويين على زيادة دخلهم، أولت الحكومة اهتماما خاصا لرعاية وحماية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.  وبالتعاون بين الحكومة المحلية والقرويين، تم إنشاء دار لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بالقرية، ليجد ابن وانغ مكان يوفر له الرعاية المتكاملة ويطمئن والده على مستقبله.