شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
يبدو أن جزءاً كبيراً من هذا العالم بدوله وأقلامه يُديره مايستروا واحد أحد بعصاً طويلة من الدولارات!
فبعد اتّهام الغرب للصين بما يُسمّى التستر على انتشار وباء كوفيد-19 في (ووهان)، اندفعت ثُلة كبيرة ومُجيّشة بالأحبار لتتبارى وتتسابق أيها الأعلى صوتاً في تسويد صفحة الصين، مديرةً مدافعها الكلامية صوب بكين!؛ ومردّدة ذات النغمة المشروخة مذ وزّعها المجرم المقبور (غوبلز) على تلامذته غير النجباء: (أكذب وأكذب ليصبح الكذب حقيقة).
تلامذة (غوبلز) لم يخرجوا عن النص ولو بحرف واحد، بل أن شخصيات كان يُعتقد (قبل كورونا) أنها وازنة على هذه الأرض، من سياسيين وأكاديميين وصحفيين وكتّاب وغيرهم، توحّدت مع أبواق العَم ذاته، لتنفخ حقدها على الصين، دون سبب موضوعي أو حقائق بائنة، بل لمجرد التناغم مع “القائد الملياري”، الذي عادة “يرش” الدولارات يُمنة ويُسرى، لمَن يُسبّح بحمده حصراً وتحديدا!.
ومن المعروف في العلوم الصحفية والدقة المعلوماتية أنه لا يؤخذ أبداً بالإعتقادات والتمنيات أو غيرها من الآراء والأمزجة غير المَبنية على حقائق ووقائع، لكونها مضادة لمنهج البحث العلمي، ولا تُمثّل انعكاساً لوقائع، بل لتخمينات وأمزجة ومشاعر تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ بدرجة متساوية. وفي حالة الوباء الكوروني والصين، فقد أخطأ السيد ترامب خطأ كبيراً وفاحشاً حين بثّ على الملأ “إعتقاده!” بما سمّاه التشكيك في دقة إعلانات الصين بشأن نطاق الوباء.. لكن وبرغم تلكم التخمينات التي لا تقف على أرضية صلبة، تناول عدد كبير من المُحبين له تشكيكاته هذه على أنها حقائق دامغة، فتم نشرها، ومن ثم تطويرها، ليتناولها، وللأسف الشديد، بعض الأكاديميين ممن خرجوا عن سِكّة العلوم وابتعدوا عن منهج البحث العلمي والحقائق الواضحة والموضوعية، وهو ما أفقد الرئيس إيّاه ثقة العالم.
وهكذا، نحو منتصف نيسان/ أبريل (2020م)، كررت الصين مجدداً رفضها لاتهامات المحور الغربي غير المستندة إلى أي حقائق أو وقائع، حين كرّر السيد تشاو لي جيان، المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية التالي: “لم يحدث مطلقاً أي تعتيم بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين”، مضيفاً أن “الحكومة لا تسمح بذلك”.
من ناحيته، بيّن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية، السيد بان وي فانغ، في بيان نشرته صحيفة (الدستور) اليومية الأردنية وصحف أُخرى، ان الصين بادرت فور اكتشاف الفيروس للإعلان عنه وإبلاغ منظمة الصحة العالمية به، ومُشيراً كذلك إلى: “في الحقيقة، أشادت منظمة الصحة العالمية بالصين في إعلانها بأن الصين بذلت جهوداً ضخمة وقامت بتدابير فعّالة في الوقت المناسب للتعامل مع الوباء. كما ثمّن أمين عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس، عدة مرات إنه من المُثير للإعجاب أن الحكومة الصينية أبدت عزمها السياسي القوي ونصبت نموذجاً جديداً للدول من حيث الوقاية والسيطرة على الوباء”. واستطرد السفير وي فانغ: “.. وأُكد، أن إجراءات الصين لا تحمي شعبها فحسب، بل تحمي كذلك الشعوب في العالم أجمع، مما يعكس كفاءة الصين ومِثالها الجدير بأن يحتذى ويتم احترامه.. فنشكر لمنظمة الصحة العالمية على تقديرها العالي”.
كما أكد بان وي فانغ، أنه ومنذ اندلاع الفيروس، “اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من تدابير الوقاية والسيطرة الحاسمة والصارمة بمختلف الزوايا، ما دفع السيد تيدروس أمين عام منظمة الصحة العالمية للإشادة بالتدابير الصينية وتميّزها بـِ “سرعة وكثافة الاستجابة غير المسبوقة في العالم”، وكشف ان الصين “بذلت كل جهد ممكن للفوز في معركة الدفاع عن هوبى و (ووهان). يإخراج وارشاد رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، ومؤكدًا على الأهمية القصوى التي توليها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لحياة الناس وصحتهم، إذ عقدت المجموعة القيادية المركزية المعنية عدة اجتماعات لتطوير خطط مكافحة الوباء، وقدّمت المجموعة التوجيهية المركزية إلى (ووهان) وغيرها من الأماكن توجيهات العمل على أرض الواقع.. وكثفت الجهات المعنية التنسيق لضمان الاستجابة المشتركة السريعة لجميع القضايا الملحة واتخاذ خطوات حاسمة لوقف انتشار الوباء”، وبالتالي حازت الصين “على تقدير عالي من قبل منظمة الصحة العالمية والعديد من البلدان.. وأكد السفير أن بلاده “أولت أهمية كبيرة لسلامة الرعايا الأجانب في الصين، وبذلت قصارى جهدها للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها من خلال إطلاعهم على الوضع الوبائي”.
ـ وفي التواريخ التي تؤكد الأنباء والتصريحات عن تعامل الصين بشفافية، وإبلاغها منظمة الصحة العالمية بيوميات اكتشاف الفيروس وأعمال التصدي له، الحقائق التالية التي تعرّي وتفضح اتهامات البعض للصين باخفاء الإعلان عن الوباء على أراضيها:
ـ 24 / يناير 2020م: بعد لقاء تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في بكين، أعرب عن تقديره للتدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية، مؤكداً أن منظمة الصحة العالمية على استعداد لتزويد الصين بما تحتاجه، وأن (المنظمة) واثقة بقدرة الحكومة الصينية على مكافحة الوباء.
ـ29 / يناير 2020م: بعد زيارته مباشرةً إلى الصين، أكد غيبريسوس ارتفاع عدد الإصابات إلى 6 آلاف و65، ووفاة 132 جرّاء الفيروس، محذراً من القدرة العالية لانتشار الفيروس.
ـ30 / يناير 2020م: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا يُشكل “حالة طوارئ صحية عامة”.
كما أشاد غيبريسوس، مرة أخرى، بتدابير الصين، وبيّن أن إعلان حالة الطوارئ لا يعني عدم الثقة بالصين (كما يُشاع)، وأن مكافحة بكين للفيروس في مستويات هي فوق المتوقع.
ـ 22 / فبراير 2020م: ناشد غيبريسوس المجتمع الدولي جمع 675 مليون دولار لمواجهة كورونا بشكل أكثر فعالية.
ـ26 / فبراير 2020م: أعرب غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء الزيادة المفاجئة في أعداد المصابين بكورونا في إيطاليا، وإيران، وكوريا الجنوبية. (عن موقع “رأي اليوم”).
واليوم، وبعد إعلان الصين بلسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، عن أن بلادها قررت التبرع بثلاثين مليون دولار – إضافية – لمنظمة الصحة العالمية، لمساندتها في المعركة العالمية ضد (كوفيد 19)، وبعدما كتبت “ينغ” أيضاً على صفحتها في تويتر “أن بلادها تتبرع بهذا المبلغ لتستهدف بشكل خاص تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في الدول النامية، التي تعاني من خطر الإصابة بفايروس كورونا، والتي تحتاج حاجة ماسة للدعم الصحي”؛ عادت الأقلام ذاتها إلى مهاجمة الصين في محاور أخرى هذه المرة، ما كشف بالتالي عن أن هذا الهجوم إنما يستمر لمجرد الهجوم على الصين، وهو “يُخفي وراء الأكمة الكثير من الأسباب”، منها أن النظام الغربي يرمي للهروب من الانتقادات الموجه إليه بعدم الشفافية وعدم الجدية في مكافحته الجادة للوباء وتحميل المسؤولية لغيره، وهي حِيلة قديمة مكشوفة، وفي حين أن الغرب وأمريكا فشلا للأن بالتصدي الجاد للفيروس على أراضيهم؛ إضافة إلى عدم رغبتهم بمكافحة الفيروس وانقاذ الانسانية وشعوبهم ذاتها أيضاً، وهو موقف غير وطني ولا إنساني يكشف أهداف الاحتكارات المالية والبضائعية والمجاميع الصناعية – العسكرية الغربية والأمريكية التي تريد الاغتناء أكثر على حساب الفقراء والمُعدمين والمرضى وكِبار السّن، الذين يخشون الفيروس أكثر من غيرهم، والذين يَستهدف بعض ساسة الغرب التخلص منهم، مُعتبراً إيّاهم عالة على إقتصاداته، ومبذرين لأمواله وثرواته(!!!)، فهو يرى في هؤلاء مجرّد أرقام في حساباته الكونية والقارية والمحلية..
ـ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ على هذا الغرب الغاشم.
*التدقيق اللغوي والتحربير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.