خطت الصين خطوات كبيرة لحماية النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي منذ أن حددت الأمم المتحدة اليوم العالمي للبيئة في عام 1972. وتحتفل الصين باليوم العالمي للبيئة هذا العام تحت عنوان “التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة”.

وقد تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ في العديد من المناسبات عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ودعا إلى بذل جهود لحماية البيئة، قائلا إنه “يجب علينا حماية البيئة الطبيعية مثل أعيننا، ويتعين علينا الحرص على البيئة كحرصنا على حياتنا”.

وفي الوقت الحاضر، يوجد في الصين 11.8 ألف محمية طبيعية، بما في ذلك المتنزهات الوطنية والمحميات والمتنزهات الطبيعية، وتشكل 18% من إجمالي أراضي البلاد و4.6% من مياهها الإقليمية. وتساعد في حماية حوالي 90% من أنواع الغطاء النباتي و85% من مجموعات الحيوانات البرية المحمية الرئيسية.

وفي الوقت نفسه، تعتبر الصين من أغنى دول العالم بالتنوع البيولوجي، حيث سجلت أكثر من 2900 نوع من الفقاريات البرية، وهو ما يمثل أكثر من 10% من الإجمالي العالمي. وعلاوة على ذلك، تعد الصين أيضا موطنا لأكثر من 36 ألف نوع من النباتات العليا لتحتل بذلك المرتبة الثالثة في العالم بعد البرازيل وكولومبيا.

وقد أنجزت الصين من حيث الأساس إنشاء نظام “الخط الأحمر البيئي” الذي يضع المناطق والمواقع الرئيسية تحت حماية إلزامية وصارمة، وفقا لوزارة الموارد الطبيعية الصينية. كما تم إدراج حواجز السلامة البيئية الرئيسية لهضبة تشينغهاي-التبت وجبال تشينلينغ وأحواض النهر الأصفر ونهر اليانغتسي في هذا النظام.

ويغطي نظام “الخط الأحمر” مناطق ذات وظائف بيئية مهمة بما في ذلك الغابات والمروج والبحيرات والأراضي الرطبة والمحيطات، بالإضافة إلى موائل الحيوانات البرية الخاضعة للحماية الوطنية. ويطير عشرات الآلاف من طيور سنونو الرمال سنويا إلى خزان سد شياولانغدي والجروف في مدينة لوهيانغ بوسط الصين لقضاء فصل الصيف بفضل البيئة المحسنة.

وقالت ما تشاو هونغ، موظفة في إدارة المحمية الطبيعية الوطنية بالمدينة: “لدى طائر سنوفو الرمال متطلبات عالية للموائل. ومع تحسن البيئة الطبيعية في السنوات الأخيرة، تأتي أعداد متزايدة من هذه الطيور إلى ضفاف النهر الأصفر، من المئات في البداية إلى عشرات الآلاف في الوقت الحاضر”.

تعود المزيد من الطيور إلى المنطقة مع بناء الممر الإيكولوجي على ضفاف النهر الأصفر، فيما تمكن إستراتيجية استعادة بيئة الأراضي الرطبة وحماية التنوع البيولوجي المزيد من الطيور النادرة مثل اللقلق الأسود والحبارى الكبرى من العيش في المنطقة.

وبحلول نهاية العام الجاري، سيتم الانتهاء من بناء ممر بيئي بطول 710 كيلومترات على هذا الجزء من النهر الأصفر، مما سيزيد من اندماج النهر في تنمية المدن الواقعة على طوله.

وذكر تشانغ شياو، باحث في إدارة المحميات الطبيعية وحماية الحيوانات البرية لمكتب الغابات المحلي: “من خلال حماية النظم الإيكولوجية للأراضي الرطبة واستعادتها، اجتذبت الأراضي الرطبة للنهر الأصفر البجع لقضاء فصل الشتاء هنا بدلا من مجرد التوقف لأخذ قسط من الراحة. وقد ازداد عدد تلك الطيور من المئات قبل إنشاء المحمية إلى أكثر من عشرة آلاف الآن”.

يعتبر نهر اليانغتسي أيضا منطقة نموذجية من حيث التنوع البيولوجي في البلاد. وفي مطلع العام الجاري، بدأ تنفيذ حظر الصيد لمدة عشر سنوات في المياه الرئيسية للنهر. وفي الوقت نفسه، يتم بناء نظام المحميات الطبيعية بخطوات مطردة. وتم إنشاء ما مجموعه عشر حدائق وطنية تجريبية تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 220 ألف كيلومتر مربع أو 2.3% من أراضي البلاد.

وأوضح لي تسوه جيون، نائب مدير معهد الإدارة العامة والموارد البشرية التابع لمركز بحوث التنمية بمجلس الدولة الصيني قائلا: “في إطار توجيهات الرئيس شي وأفكاره بشأن الحضارة الإيكولوجية، تجري صياغة النظام المؤسسي للحضارة الإيكولوجية، ولا سيما نظام حقوق الملكية للموارد الطبيعية. وقد تم تشكيل العديد من النظم الأساسية. وتعزز هذه النظم بناء الحضارة الإيكولوجية للصين، لتتشكل صين جميلة يتعايش فيها الإنسان والطبيعة في وئام”.