حققت الصين تقدما كبيرا في الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال الجهود الدؤوبة على مدار العقد الماضي في سعي البلاد لتحقيق الانسجام بين الإنسان والطبيعة.
ومنذ السنوات الأخيرة، أولت الدولة أهمية كبيرة لحماية مختلف الحيوانات البرية المعرضة للخطر، بما في ذلك النمور الثلجية، وهي نوع من الأنواع المهددة بشدة بالانقراض. وغالبا ما تتجول في تضاريس شديدة الانحدار وعرة في الجبال العالية.
وآتت سنوات من الجهود لحماية الحيوانات وموائلها ثمارها. وفي محمية جبل تشيليان الطبيعية بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين، راقب العمال نمرا ثلجيا بالغا تم إطلاقه في البرية قبل نصف سنة. ومن دواعي سرورهم أن البيانات التي تم جمعها من أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية أظهرت اكتشافا واعدا.
وقالت قاو يا يويه، الموظفة بمكتب إدارة محمية جبل تشيليان الطبيعية “كنا نظن أن ذكور النمور الثلجية لا تتجول إلا في دائرة مساحتها القصوى 100 كيلومتر مربع، لكنها وصلت هذه المرة إلى أكثر من 1700 كيلومتر مربع، مما يثبت أن موائل الحيوانات البرية في الجزء الشرقي لجبل تشيليان تم الحفاظ عليها جيدا”.
تمتلك الصين أكبر منطقة موطن للنمور الثلجية وأكبر عدد منها. وشهدت البلاد نمو عدد الحيوانات إلى حوالي 5000 من 4100 في بداية القرن الـ21، بفضل سنوات من الجهود المستمرة.
وأوضح تشانغ يوي، كبير المهندسين بمكتب إدارة محمية جبل تشيليان الطبيعية “يقع النمر الثلجي في قمة السلسلة الغذائية. وإذا كانت هذه الأنواع الرئيسية محمية جيدا، فسيثبت ذلك أن السلسلة الغذائية في المنطقة كاملة وصحية، وأن التنوع البيولوجي غني”.
شهد العقد الماضي أيضا تحسنا ملحوظا في المحميات الطبيعية، والمتنزهات الوطنية في قلب جهود الدولة. وحتى الآن، تم الحفاظ بشكل فعال على 90% من النظم البيئية البرية و71% من أنواع الحيوانات البرية والنباتات الرئيسية. وازداد تعداد الباندا العملاقة البرية إلى 1864 من 1114 قبل أربعة عقود، في حين ارتفع عدد طيور أبو منجل المتوج من سبعة إلى أكثر من 5000.
وعلاوة على ذلك، نفذت الصين حماية طارئة لـ120 نوعا من النباتات البرية المهددة بالانقراض. وسجلت الصين 200 نوع نباتي جديد في المتوسط كل عام، ما يمثل عُشر الإجمالي العالمي.
ولضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي، تم بذل جهود كبيرة أيضا لاستعادة النظم البيئية المختلفة. وفي السنوات الخمس الماضية، خصصت الحكومة المركزية 50 مليار يوان (7.78 مليار دولار أمريكي) لأعمال الاستعادة البيئية، مما يضمن بشكل فعال حماية الموائل لمخلوقات الطبيعة.
ووصل أكثر من 300 ألف طائر مهاجر هذا الخريف إلى الأراضي الرطبة بالبحر الأصفر في مدينة يانتشنغ شرقي الصين، والتي تم إدراجها إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويظهر العدد المتزايد من أنواع الطيور المهاجرة إنجازات الصين في استعادة الأراضي الرطبة والحفاظ عليها.
وقالت مراقبة الطيور لي منغ لو “شعرت بتغيرات كبيرة في الأراضي الرطبة خلال السنوات الماضية. وأصبحت البيئة الطبيعية أفضل وأجمل. وإنه لمن المدهش رؤية هذه الطيور النادرة، خاصة عدد متزايد من الدراج ملعقي المنقار وطيور نوردمان والنورس أسود الرأس”.
وقالت ليو يان، مديرة مركز الحفاظ على التنوع البيولوجي والأمن البيولوجي في معهد نانجينغ للعلوم البيئية التابع لوزارة البيئة الإيكولوجية الصينية “يمكن القول إن تصميم وكثافة عمليات الحفاظ على التنوع البيولوجي في الصين كانت غير مسبوقة. ومن التصاميم الوطنية عالية المستوى إلى إدخال السياسات واللوائح وسلسلة من مشاريع الحفاظ على التنوع البيولوجي الرئيسية، تحسنت جودة النظم البيئية في البلاد بشكل ملحوظ”.
يتمثل مفتاح آخر لضمان التقدم الكبير في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المشاركة العامة في المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية ومختلف المحميات الأخرى في جميع أنحاء البلاد. وعلى مر السنين، عمل ما مجموعه 17.2 ألف من الرعاة كحراس في متنزه سانجيانغيوان (الذي يمثل منبع ثلاثة أنهار) الوطني في مقاطعة تشينغهاي.
وعمل عشرات المتطوعين في مقاطعة يوننان بجنوب غربي البلاد على تعزيز الوعي بحماية البيئة والانسجام بين الإنسان والطبيعة من خلال توزيع بذور خالية من التلوث على القرويين المحليين وإرشادهم لتوفير الأغذية والمياه للحيوانات البرية.
وقالت تيان تشون شيو، نائبة مدير مركز أبحاث فكر شي جين بينغ حول الحضارة الإيكولوجية “رفعت الصين الحفاظ على التنوع البيولوجي إلى مستوى إستراتيجي وطني، مما أدى إلى تسريع عملية تعميم الحفاظ على التنوع البيولوجي. ومن خلال إنشاء آليات للحفاظ على التنوع البيولوجي تدريجيا بقيادة الحكومة ومشاركة الشركات والمواطنين. ونشهد حقبة جديدة من بناء صين جميلة حيث يتعايش الإنسان والطبيعة في وئام”.
*سي جي تي إن العربية.