ينتشر شعور قوي بالفخر والفرح في جميع أنحاء الصين حيث تحتفل البلاد بالعيد الوطني الأول منذ بلوغ هدف بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.

في مدينة تشامدو بمنطقة التبت جنوب غربي الصين، احتفل القرويون بالأول من أكتوبر – العيد الوطني – بمراسم رفع العلم الوطني على ضفاف نهر جينشا. وقبل 70 سنة، رفع في القرية للمرة الأولى العلم الأحمر مع الخمس نجمات – العلم الوطني الصيني – حيث يرفع في التبت بعد التحرير السلمي للمنطقة.

ويصادف عام 2021 الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وفي احتفال بهذه المناسبة عقد في يوليو الماضي في بكين، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين دخلت المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل.

وقال “بعد النضال المتواصل لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد، حققنا أهداف الكفاح مع حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، إذ أنجزنا بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل على أرض الصين، وحللنا بصورة تاريخية مشكلة الفقر المطلق، وأخذنا نتقدم بما يفيض حماسة ونشاطا نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية على نحو شامل”.

إلى جانب العلامة الفارقة في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، أثارت الصين في العام الجاري إعجاب العالم بنقاط بارزة مذهلة أخرى. وشهد الهبوط الناجح لمسبار “تيانون-1” على المريخ أول علم وطني صيني يرفرف على الكوكب الأحمر. كما تم إطلاق الوحدة الأساسية “تيانخه” للمحطة الفضائية الصينية “تيانقونغ” بنجاح.

وقال وانغ شيانغ، القائد العام لنظام المحطة الفضائية الصينية “عندما ننتهي من بناء محطتنا الفضائية المكونة من ثلاث وحدات في العام المقبل، سنرى وجودا مستمرا لرواد الفضاء الصينيين في الفضاء. ويشرفنا أن نكون جزءا من تنمية بلادنا، ودفع برنامج استكشاف الفضاء إلى الأمام، ورفع علمنا الوطني في الفضاء”.

في مجال الرياضة، خلق الرياضيون الصينيون في أولمبياد طوكيو لحظات عديدة لا تنسى للبلاد ولأهلهم.

وقالت بطلة أولمبياد طوكيو سون يي ون “عندما تم رفع علمنا الوطني، شعرت بالفخر غير المسبوق. وإنه لشرف لنا ومهمتنا أن ندع علمنا الوطني يرفرف في القمة، وسنظل نجلب الشرف لبلادنا”.

يتميز العيد الوطني للعام الجاري بمزيد من الدفء مع قصة المواطنة الصينية منغ وان تشو، التي تم احتجازها خطأ في كندا لأكثر من 1000 يوم بسبب قضية ملفقة، وعادت مؤخرا إلى وطنها الأم بعد جهود متواصلة من الحكومة الصينية والدعم من المجتمع القانوني والشعب الصيني.

وقالت منغ عند وصولها إلى أرض الصين “حيثما يوجد العلم الأحمر مع الخمسة نجمات، هناك منارة للإيمان. وإذا كان للإيمان لون، فيجب أن يكون أحمرا يمثل الصين”.

وقالت وانغ هوا دي، أمينة لجنة عصبة الشبيبة الشيوعية بجامعة الصين للشؤون الخارجية “أثناء التعامل مع قضية منغ وان تشو، لم تستسلم الحكومة الصينية أبدا في التعامل مع القوى الكبرى. كما أظهرت عمليات عديدة لإجلاء الصينيين المغتربين تصميم بلادنا على عدم التخلي عن أي من مواطنينا”.

يعد العيد الوطني أيضا وقتا لتذكر إسهامات الصين في عالم لا يزال يواجه تحديات مختلفة. ومن بعثات حفظ السلام إلى دعم الوقاية من جائحة “كوفيد-19” والسيطرة عليها، لم تتباطأ الصين أبدا في وتيرة الدعم الذي تقدمه.

خلال عطلة العيد الوطني، ظلت الدفعة التاسعة من قوات حفظ السلام الصينية المتمركزة في مالي في مواقعها. وإنها ليست سوى جزء ضئيل ضمن أكثر من 50 ألف من قوات حفظ السلام التي أرسلتها الصين كقوة لا غنى عنها للحفاظ على السلام العالمي.

ووصلت دفعة جديدة من اللقاحات الصينية عشية العيد الوطني إلى زيمبابوي وبلدان عديدة أخرى. وتبرعت الصين وصدّرت أكثر من 1.2 مليار جرعة من اللقاحات حتى الآن، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.

وقال قوه شاو تشون، السفير الصيني لدى زيمبابوي “يعكس الوعد بجعل اللقاحات منفعة عامة عالمية دور الصين كدولة رئيسية في العالم. ويأتي الانسجام عندما يظهر العالم رعاية متبادلة. ويمثل العلم الأحمر مع الخمس نجمات مسؤولية الصين ودفءها”.

تسلط الاحتفالات بالعيد الوطني الضوء أيضا على الشباب الذين يدفعون البلاد نحو الهدف المئوي لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، بشغفهم وابتكارهم وثباتهم.

وفي البحار، نجحت “هاييان”، طائرة شراعية صينية تحت الماء طورتها جامعة تيانجين، في عبور بحر الصين الجنوبي. وفي الأرياف، أنشأت جامعة تسينغهوا أكثر من 20 محطة عمل للنهضة الريفية لضخ زخم جديد في التنمية الريفية. وفي العاصمة بكين، يساهم المتطوعون الشباب بوقتهم وقوتهم في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة “بكين 2022”.

وقالت ليو جين جيا، طالبة جامعية “يمثل العلم الوطني الصيني روح الصين وقوتها. وكشباب في العصر الجديد، نسعى لتحقيق الأحلام، ويذكرنا العلم الأحمر دائما بأنه يجب أن نحرس العلم الوطني بالأفعال الملموسة”.

*سي جي تي إن العربية.