وتوقعت الهيئة الوطنية للهجرة أن يصل عدد الركاب الوافدين والمغادرين إلى 2.05 مليون يوميا خلال عطلة العام الجديد في الصين، بزيادة 18.8 في المائة على أساس سنوي، وأن تكون ساعات الذروة بشكل رئيسي مساء اليوم الثلاثاء وغدا الأول من يناير 2025.
وخلال العطلة، من المتوقع أن تتعامل أربعة مطارات رئيسية في بكين وشانغهاي وقوانغتشو وتشنغدو مع قرابة 200 ألف مسافر دولي يوميا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الصين عن تخفيف كبير في سياسة العبور بدون تأشيرة، حيث مددت فترة الإقامة المسموح بها للمسافرين الأجانب المؤهلين من 72 ساعة في البداية إلى 144 ساعة ثم إلى 240 ساعة الآن، أي 10 أيام.
وبموجب السياسة المحدثة، يستطيع المواطنين المؤهلين من 54 دولة، بما في ذلك روسيا والبرازيل وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا، دخول الصين بدون تأشيرة عند العبور إلى دولة أو منطقة ثالثة. وأصبح بإمكان هؤلاء المسافرين الدخول عبر 60 ميناء في 24 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم وبلدية، والبقاء داخل المناطق المحددة لمدة تصل إلى 240 ساعة.
علاوة على ذلك، نفذت الصين سياسة إعفاء متبادل كامل من التأشيرة مع 26 دولة، فيما أصدرت سياسة أحادية الجانب للإعفاء من التأشيرة لـ38 دولة.
وقال تشن شاو تشينغ، نائب سابق لرئيس مديرية الثقافة والسياحة في مقاطعة شانشي بشمالي الصين، إنه تم إدراج مدينتي تاييوان وداتونغ بالمقاطعة، وهما وجهتان مفعمتان بالثقافة الصينية التقليدية ومشهورتان بالعمارة القديمة، إلى قائمة المدن للسياسة المحدثة.
وأشار تشن إلى أنه مع اكتساب لعبة الفيديو “الأسطورة السوداء: ووكونغ”، المستوحاة من الأساطير الصينية، لشعبية عالمية، من المتوقع أن تجتذب معظم المناظر الطبيعية في اللعبة والمستوحاة من الكهوف والمعابد والهندسة المعمارية القديمة في شانشي مزيدا من السياح الأجانب.
وقال بيسشتنوف ستانيسلاف من روسيا: “هذه هي زيارتي الثانية للصين. وفي الماضي، كان علي الحصول على تأشيرة واستيفاء إجراءات أخرى قبل أن أتمكن من المجيء إلى هنا. ومع هذه السياسة الجديدة، أصبح المجيء إلى الصين أكثر سهولة”. وعند هبوطه في مطار بودونغ شانغهاي الدولي، خطط للاستفادة من سياسة العبور بدون تأشيرة واصطحاب عائلته إلى منطقة “البوند” وطريق نانجينغ والمواقع السياحية الأخرى في المدينة.
ووفقا لإحصاءات رسمية، أصدرتها محطة شانغهاي العامة لفحص الهجرة، ففي الفترة من 17 إلى 24 ديسمبر الجاري، أصدرت المحطة تصاريح دخول مؤقتة لمدة 240 ساعة لحوالي 1000 أجنبي من دول تتصدرها روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والسويد وكندا.
وقال ليم سيونغ هوان من كوريا الجنوبية: “نحن في إجازة لمدة خمسة أيام في شانغهاي هذه المرة. وأصبح القدوم إلى الصين أسهل الآن، حيث تستغرق الرحلة ما يزيد قليلا عن ساعة فقط، دون إجراءات معقدة أو تكاليف طلب التأشيرة”.
ومنذ أن قامت الصين بتوسيع سياسة الإعفاء من التأشيرة لتشمل كوريا الجنوبية واليابان الشهر الماضي، تم تسجيل 11 ألف رحلة ركاب بين شانغهاي والبلدين المذكورين و363 ألف سائح من كوريا الجنوبية واليابان في محطة شانغهاي العامة لفحص الهجرة. وزاد عدد الركاب بأكثر من 20 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر الماضيين.
وفي مطار قوييانغ لونغدونغباو الدولي في مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، يوفر مركز خدمات جديد للسياح خدمات صرف العملات وتأجير السيارات وبطاقات الهاتف المحمول التي تعمل في جميع أنحاء الصين. كما أدخلت شركات الاتصالات الكبرى بطاقات هاتف صالحة لمدة سبعة أيام و15 يوما و30 يوما للمسافرين الدوليين. وتم إنشاء 14 مركزا من هذا القبيل في وجهات السفر الرئيسية في المقاطعة.
وفي الوقت نفسه، تتمتع مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين بأفضل سياسة دخول بدون تأشيرة في البلاد. ومنذ بداية عام 2024، دخل أكثر من 350 ألف سائح أجنبي إلى هاينان بدون تأشيرة، بزيادة بواقع أكثر من ثلاث مرات على أساس سنوي، وهو ما يمثل 85 في المائة من السياح الأجانب الذين يزورون الجزيرة الاستوائية.
واستقبل ميناء موهان للسكك الحديدية في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وهو بوابة مهمة على خط السكة الحديد بين الصين ولاوس والذي دخل حيز التشغيل في أبريل 2023، أكثر من 33 ألف سائح أجنبي خلال عام 2024، بزيادة 99.5 في المائة على أساس سنوي، بما في ذلك أكثر من 9500 سائح قادم بدون تأشيرة، بزيادة عشر مرات عن عام 2023.
وسجلت الصين ما يقرب من 29.22 مليون زيارة أجنبية وافدة بين يناير ونوفمبر 2024، بزيادة 86.2 في المائة على أساس سنوي، من بينها 17.45 مليون زيارة إلى البلاد بدون تأشيرة، ما يمثل نموا كبيرا بنسبة 123.3 في المائة على أساس سنوي.
وبدوره، قال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، إن الصين ترحب بإضافة المزيد من الأصدقاء الأجانب للصين على قائمة سفرهم، وتجربة التاريخ الصيني العريق من خلال زيارة المواقع الأثرية مثل سور الصين العظيم والاستمتاع بمشاهدة عجائب الطبيعة وتناول الطعام اللذيذ.