شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN العربية/

“أعتزم إلقاء مزيد من الدروس حول العلوم الفضائية لزملائي في الفصل الدراسي الجديد، كما أود تعلم المزيد من العلوم الجديدة أيضا”. إن صاحب هذا القول هو طفل بالغ من العمر 9 سنوات يُدعى يان هونغ سن، وقال ذلك في حفل افتتاح الفصل الدراسي الجديد.

على الرغم من أن يان طالب ابتدائي يدرس في الصف الثالث فقط، بيد أنه عاشق مخضرم لعلوم الفضاء ووقع في غرامها منذ 5 سنوات. سبق له أن قام بتعليم نظرائه حول أنماط المركبات الفضائية وتصنيع نماذج الصواريخ وتصحيح المعلومات الخاطئة التي قدمها البلانتاريوم، ويُنظر إليه كطفل خبير في العلوم الفضائية، ويناديه العديد من مستخدمي الإنترنت” الطفل الصاروخي” و”المعلم يان الصغير”.
إن التجربة لمشاهدة إطلاق الصاروخ ميدانيا في سن الرابعة حولته إلى عاشق لعلوم الفضاء.

فى عام 2017، اصطحب والد يان هونغ سن ابنه البالغ من العمر 4 سنوات فقط إلى مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية لمشاهدة إطلاق الصاروخ ميدانيا، الأمر الذي غرس بذر الحب في قلبه لعلوم الفضاء. منذ ذلك الحين، أصبحت دراسة المعارف الفضائية جزء من حياته اليومية، حيث تمتلئ رفوف الكتب في منزله بالكتب عن الفضاء. وفي العطلات، عادة ما يصطحبه والداه إلى متاحف علوم وتكنولوجيا الفضاء في مختلف أنحاء البلاد، وحتى سبق له أن زار مراكز إطلاق الأقمار الصناعية في وينتشانغ وجيوتشوان، ونقطة عودة المركبات الفضائية، وقاعدة علوم المريخ الصينية وغيرها.

“بفضل التجربة لمشاهدة عملية إطلاق الصاروخ ميدانيا، وقع بني في حب علوم الفضاء؛ وبفضل شغفه بعلوم الفضاء، بدأ يعجب أيضا بعلوم الفلك والعلوم العسكرية…”
“المعلم الصغير”.

في الأيام العادية، يحب هونغ سن سرد ما يعرفه عن علوم الفضاء لمن حوله. وفي المنزل، يلقي دائما محاضرات حول الفضاء لوالديه. وفي عيون زملائه ومعلميه، إنه خبير صغير في علوم الفضاء. هذا وقد قام والده بنشر بعض مقاطع الفيديو حول إلقائه المحاضرات على منصات التواصل الاجتماعي، مما اجتذب العديد من المتابعين له.

مع تراكم المعارف الفضائية، تزايد مدى مهنية هونغ سن أيضا. ففي العطلة الصيفية لهذا العام، وأثناء زيارته للبلانيتاريوم، أشار هونغ سن إلى المعلومات الخاطئة في الفيديو المعروض، الأمر الذي أحدث صدى كبيرا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي بعد مشاهدة الفيديو المنشور عليها، وبدأوا يطلقون عليه بـ”الطفل الصاروخي”.

منذ تلك اللحظة التي شاهد هونغ سن فيها الصاروخ الطائر إلى الفضاء، فصار لديه حلما، ألا وهو تصميم صاروخ خاص بنفسه. يحب يان سن صنع نماذج مختلفة يدويا، فكلما يرى عبوة قلم حبر جاف متروكة أو زنبركأ صغيرا أو قطعة من الورق المقوى، يأخذها إلى المنزل ويستخدمها لتركيب نماذج صواريخ وطائرات صغيرة.
من أجل دعم هونغ سن في تحقيق حلمه المتعلق بالفضاء، قام والده بتحويل غرفة في المنزل إلى ورشة عمل صغيرة ليجري فيها التجارب. ومنذ وقت ليس ببعيد، نجح هونغ سن في إطلاق نموذج الصاروخ الذي صنعه، وذلك منحه تشجيعا هائلا، حيث يخطط تصميم صاروخه الخاص على أساس هذا النموذج.

قال هونغ سن لمراسلنا إن الخبيرين تشيان شيويه سن (مؤسس صناعة الفضاء الصينية) ونان رن دونغ (عالم الفلك الراديوي الصيني) هما القدوة التي يريد الاحتذاء بها، ويأمل في بذل كل ما بوسعه سعيا وراء تحقيق حلمه ليكون مثلهما. فعندما تحدث عن هدفه في الفصل الدراسي الجديد، قال هونغ سن: “إنني أريد أن أتعلم بعض المعارف الأحدث والأكثر احترافا، وأن أقترب أكثر من هدفي لتحقيق حلمي”.
إلى الأمام! ايها الطفل الواعد ذو حلم كبير!