*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دانة نبيل أبو حلتم*
تتعرض جمهورية الصين الشعبية الصديقة هذه الأيام إلى حملة إعلامية وسياسية وشائعات مُغرضة، الهدف منها النيل من هذه القوة الصديقة الصاعدة بثقة والحليفة الأمينة للشعوب المختلفة وضمنها العربية، فهي تعرض للعالم مِثالاً إنسانياً يُحتذى به، ومغاير للمِثال الأمريكي الذي ينتشي بالسيادة على شعوب الكرة الأرضية والتحكّم بها.
ومن أبرز هذه الشائعات، ما يتصل بمسلمي الإيغور الصينيين؛ وكذلك بوضع الصين بمواجهة فيروس كوفيد-١٩ المنتشر في العالم. بالنسبة لمسلمي الإيغور، فقد كانت وما زالت منطقة الايغور (شينجيانغ) جزءاً أساسياً وسيادياً من جمهورية الصين الشعبية. يعتنق أكثر من ٦٠٪ من سكان تلك المنطقة الدين الإسلامي، وتشهد مساواة تامة بين جميع القوميات صغيرها وكبيرها، وكما وصف الرئيس الصيني (شي جين بينغ) هذه القوميات وصفاً جميلاً ومُعبِّراً هو: “إننا أفراد من عائلة واحدة كحبّات الرمان”.
المسلمون في تلك المنطقة يَحظون بحق الحصول على مناصب حكومية وسياسية، ويوجد في شينجيانغ أكثر من ٢٤.٤ ألف مسجد، أي يُخصّص لكل ٥٣٠ شخص مسجد واحد. منذ تسعينيات القرن المنصرم، كانت منطقة الايغور تعاني من الإرهاب والتطرف الديني والانفصال بجريرة القوى الأجنبية المتدخلة بشؤون الصين الداخلية، إذ شهدت الكثير من الهجمات والعمليات المتطرفة التي أسفرت عن قتلى وجرحى أبرياء، وأسوأ حادثة حدثت كانت يوم الخامس من تموز/ يوليو ٢٠٠٩، وتسبّبت بمقتل ١٩٧ شخصا مسالماً وجرح أكثر من١٧٠٠ مواطن صيني.
تولي الحكومة الصينية اهتماماً كبيراً للسيطرة على منابع الإرهاب بهدف القضاء على التطرف، من خلال إنشاء مراكز لتعليم وتدريب المهارات المهنية، ونتيجة لهذه التدابير السريعة لم تشهد المنطقة أي هجمات إرهابية في السنوات الثلاث الاخيرة. وقد قيّم المجتمع الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي بشكل موضوعي وإيجابي سياسة الحكومة الصينية وآليات الحُكم في شينجيانغ.
والقضية الثانية هي جائحة فيروس كوفيد-١٩، فقد شهدت الصين وشعبها هجمات عنصرية في الآونة الأخيرة، يتمثل بعضها بالاعتداء على رعاياها المتواجدين في بلدان عدة، وبعضها الأخر شنّ حرباً إلكترونية على الصين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، متناسين أن الصين كانت هي بالذات الضحية الأولى لهذا العدو الخفي. وقد تم لوم الصين بهدف تحويل الأنظار عن قصور بعض الدول عن القيام بدورها المنوط بها كحامية لمجتمعاتها في مواجهة الأزمات العالمية. وليس سراً أن تلك القوى ترى في الصين – وللأسف الشديد ضحية وهدفاً أنسب، لِما تتمتع به بكين من أدوار اقتصادية وسياسية متنامية، ولأنها تنال تأييد قوى العالم الموضوعية وذات التفكير الواقعي.
إتُّهمت الصين بالتستر على المرض، بالرغم من أنها منذ شهر ديسمبر٢٠١٩ باشرت بحملة واسعة لجمع المعلومات، في مساعيها الحميدة للتقصي عن الفيروس ودراسة أحواله وسُبل مكافحته. وفي 3 يناير العام الحالي، شرعت الصين في الوقت المناسب، وبطريقة استباقية، بإبلاغ منظمة الصحة العالمية لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في بقية أنحاء العالم. وبالطبع لم يكن ممكناً أن تقوم الصين بخطوة مُبكرة قبل أن تتحقق من خطورة هذا الفيروس استناداً لأبحاث علمية، فليس من المنطقي إثارة الذعر والهلع إتّجاه كل ظاهرة مَرضية قبل اكتشافها ودراستها من قِبل المراكز المختصة.
مما لا شك فيه، أن الصين هي أول دولة التزمت حكومةً وشعباً بتعليمات صارمه لمنع انتشار المرض، بل حاصرته في مقاطعة واحدة، واستطاعت بالتالي أن تحمي العالم أجمع من آثار كادت أن تكون أسوأ . إلا أن بعض الدول لم تأخذ نصائح وتوصيات الصين أو منظمة الصحة العالمية بعين الاعتبار في الوقت المناسب، كما لم تأخذ هذه المسألة على محمل الجد، فتفاقم الوباء عندها.. على أراضيها.
وفي هذه المسألة، نشرت مجلة “ساينس” تقريرًا مشتركاً للباحثين العلميين في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، قالت فيه، إن إجراءات الوقاية والسيطرة في الصين قد نجحت في كسر سلسلة انتقال الفيروس، وأكسبت الدول الأخرى وقتاً ثميناً لاتخاذ الإجراءات اللازمة. فقد تكون الصين تأخرّت باستيعاب المرض على أراضيها، وراح ضحيته بضعة الاف من مواطنيها، إلا أن الصين قد ضحّت بالكثير لمكافحة الوباء عالمياً، وكان أكبر مُتضرّر هو اقتصادها الذي تجمّد منذ عدة أشهر.
أما بالنسبة للاتهامات حول “صنع” هذا الفيروس داخل مختبرات في الصين، فما هي إلا ادعاءات خاطئة وباطلة، فقد أكد العلماء أن هذا الفيروس معقد جداً، ويصعب على الذكاء البشري والاصطناعي تصنيع مثيل له. ففي عام ٢٠١٧ نُشرت مقالة أميركية في مجلة طبية (nature medicine) جاء فيها، أنه يوجد سلاله من فيروس كورونا تتطور لدى الخفافيش، ويمكن ان تصيب البشر في غضون سنوات. إضافة إلى ذلك، من المعروف أن سياسة الصين الدولية مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ولا تركز على صناعة الاسلحة الفتاكة المدمرة والهجومية، وتكتفي بإعداد قوة للدفاع عن الصين ومصالحها الحيوية، ولم يسبق كما لم يسجل لتاريخ الصين أن لعبت دوراً استعمارياً، أو احتاجت الصين لأسلحة بيولوجية، بل أنها كانت ضحية حروب بيولوجية – سابقاً.
الأحداث والمعلومات الموضوعية المتلاحقة تؤكد أن الصين لم تكن سبب الوباء، وهو ما يدفع شعوب المعمورة نحو الصين لتشكرها على وقف انتشار الوباء على أراضيها، ولأن هذا العمل الانساني يُظلل البشرية بالمحبة ويمنحها القوة والايمان بالنصر على الوباء على أراضيها في شتى القارات، وبالتالي ستعي الامم والشعوب أنه ليس للصين يد بنشر المرض. ويُلاحظ أن قوة الصين لا تكمن بالقوة الاقتصادية أو العسكرية، بل هي قوة التنظيم الداخلي الخلاّق لأكبر كتلة بشرية في العالم، ولالتزام شعب يفوق عدده عن ١.٤ مليار نسمة بأليات النجاح والتألق في مختلف الفضاءات.
*(التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح).
*(المراجعة والنشر: عبد القادر خليل).
مقالة جميلة تتحدث عن وحقائق لا يمكن تغييرها أو التلاعب في مضامينها حول مسلمي الايغور الجائحة كورونا وسيبقى المغرضون ينفخون في قرية ممزقة لا تستوعب نفخهم.
شكرا للكاتبة دانه نبيل والشكر لشبكة طريق الحرير الصيني المتألقة
نعم الحقيقة واضحة و الصين جسدت قيم التعايش و التعاون بين شعوب العالم