يتمتع الشعب الصيني الآن بشعور أقوى بالمكاسب والسعادة والأمن بعد سنوات من الجهود المتواصلة، لا سيما تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني المكرس لحل التنمية غير المتوازنة والمشاكل الملحة للشعب.

وفي العام الجاري، بدأت القرى التي تخلصت من الفقر في المسيرة نحو النهضة الريفية. وفي قرية شاتشو بوسط الصين، شهد محصول الزنجبيل الذي ساعد في انتشال القرويين من الفقر، إنتاجا وفيرا. ومن خلال التشغيل الموحد، تم توسيع مساحة زراعة الزنجبيل ثلاث مرات، مما أدى إلى زيادة دخل المزارعين بمقدار ثلاثة ملايين يوان (471 ألف دولار أمريكي).

وفي محافظة تشنغكو بجنوب غربي البلاد، تعمل التجارة الإلكترونية للمنتجات الطازجة على إثراء النظام الغذائي للقرويين، وتوفير الأسماك والروبيان والخضروات والفواكه الطازجة للقرويين الذين نجحوا في التخلص من الفقر العام الماضي. وتعلم تشو وان تشنغ، وهو قروي مسن، طلب الطعام عبر هاتفه المحمول وتمكن من تذوق الشمام لأول مرة في حياته.

وفي ولاية تشيانشينان ذاتية الحكم لقوميتي بويي ومياو جنوب غربي الصين، يوفر نظام الخدمات العامة الذي يشمل 491 بندا، حماية شاملة للسكان الذين تم إعادة توطينهم من مناطق غير صالحة للعيش، مما يساعدهم على العيش في المدن.

وفي العام الجاري والعام الأول لفترة الخطة الخمسية الـ14 للبلاد (2021-2025)، تعطي الصين أولويتها لشعبها وتعتبر تطلعاته لحياة سعيدة هدفا لها.

وقام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة عائلات قومية مياو التي تم انتشالها من الفقر، والقرى الجديدة التي تم إعادة توطين الرعاة فيها، واستفسر عن ظروفهم المعيشية. كما زار حديقة شاي صديقة للبيئة ومنطقة لتجهيز أغذية معكرونة الأرز “لوهسيفن” المحلية، للتحقق من كيفية مساعدة الصناعات المميزة في زيادة دخل المزارعين.

كما قام شي بتفقد مركز خدمات وعيادة للتعرف على بناء البنية التحتية والخدمات العامة في المناطق الريفية.

الرئيس شي عند زيارته التفقدية لمقاطعة شاندونغ شرقي الصين في أكتوبر الماضي “ما الذي يعمل من أجله الحزب الشيوعي الصيني؟ إنه يعمل لصالح الشعب الصيني ويخدمه. وإننا بحاجة إلى معرفة ما يجب أن نفعله بشكل جيد”.

أثناء زيارته التفقدية لمنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوبي الصين في أبريل الماضي، دعا شي إلى بذل الجهود لتعزيز النهضة الريفية وتحقيق تقدم ملموس في تعزيز الرخاء المشترك. واتخذت الصين في العام الجاري إجراءات لبناء منطقة نموذجية لتحقيق الرخاء المشترك من خلال التنمية عالية الجودة في مقاطعة تشجيانغ بشرقي البلاد.

وأثناء استكشاف مسار تحقيق الرخاء المشترك في البلاد، تتخذ تشجيانغ 26 محافظة في المناطق الجبلية كنقطة انطلاق، وتعمل على ترقية التعاون بين المناطق الساحلية والجبلية، وتدفع التعاون بين المناطق الأقل نموا والمتقدمة من أجل التنمية عالية الجودة، لتضييق الفجوة تدريجيا مع المناطق الأخرى.

كما تستكشف المقاطعة طرقا لإصلاح نظام توزيع الدخل، لمضاعفة حجم مجموعة الدخل المتوسط. وبموجب نظام الرواتب الجديد، حصل فني ماكينات الخياطة وانغ جيه على أسهم بقيمة 100 ألف يوان (15.7 ألف دولار أمريكي)، بفضل مهاراته الرائعة. ومن المتوقع أن يرتفع دخله بنسبة 20% العام المقبل.

وقال وانغ من شركة جاك لماكينات الخياطة “سيكون الراتب السنوي بالإضافة إلى مكافأة نهاية العام، عشرات آلاف اليوانات. وإنني سعيد جدا بذلك”.

ليس فقط مقاطعة تشجيانغ، بل وتحفز أماكن عديدة في الصين تنمية المناطق الأقل تطورا للمساعدة في التنمية عالية الجودة. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، بلغ نصيب الفرد للدخل المتاح للسكان الريفيين 13726 يوانا (2156 دولارا أمريكيا)، بزيادة أسرع منه للسكان الحضريين.

وبلغ نصيب الفرد للدخل المتاح للسكان في المحافظات التي كانت تعاني من الفقر 9952 يوانا (1563 دولارا أمريكيا)، ليسجل معدل نمو أعلى من المستوى الوطني للمناطق الريفية. وتم مد الكهرباء والطرق العامة وشبكات الجيل الرابع للاتصالات إلى كل قرية بشكل أساسي.

كما قامت الصين بتعديل القانون بشأن السكان وتنظيم الأسرة في العام الجاري، مما يسمح للأزواج الصينيين بإنجاب ثلاثة أطفال. وتتعامل الدولة بنشاط مع شيخوخة السكان، بهدف ضمان الرعاية والترفيه والأمن للمسنين. وأنشأت الصين أكبر نظام تأمين اجتماعي في العالم، ويغطي التأمين الطبي الأساسي أكثر من 1.3 مليار نسمة ويغطي نظام المعاشات ما يقرب من مليار نسمة.

وفي الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، خلقت الصين 11.33 مليون فرصة عمل جديدة في المناطق الحضرية، بزيادة قدرها 12.2% على أساس سنوي، وجددت 53.4 ألف حي سكني حضري قديم، لتصل إلى الهدف السنوي قبل الموعد المحدد.

وكشفت الصين عن معيار وطني للخدمات العامة الأساسية، مما رفع متطلبات 80 نوعا من الخدمات في تسعة مجالات لتلبية طلب مجموعات مختلفة من الناس.

وقال أو شياو لي، مدير إدارة التنمية الاجتماعية للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إظهار أنواع الخدمات العامة التي يمكن لأي شخص الحصول عليها باعتباره مسنا أو طفلا أو معاقا أو مريضا، وما هو معيار الخدمات. ويهدف وضع المعايير إلى تعزيز المساواة في الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية”.

وفي العام الجاري، يشهد الصينيون تحسنا تدريجيا في حياتهم، ويتمتعون بشعور أقوى بالسعادة.

وقال تشانغ تشون لاي من سكان مدينة تيانجين بشمالي الصين “لا نحتاج إلى السفر بعيدا لتلبية احتياجاتنا من الغذاء والسكن والخدمات الطبية. ويمكننا الحصول على هذه الخدمات عند عتبة الباب، وإنه أمر جيد جدا”.

وقال تشن قن تاي، والد أحد الأطفال المرضى “كان علينا الذهاب إلى شانغهاي لتلقي العلاج في الماضي. والآن أصبح هذا المستشفى المحلي قادرا على إجراء جراحة طفيفة. وإنني مسرور جدا بها، حيث أثبتت الجراحة نجاحها”.

وقالت تان تشينغ يون من سكان مقاطعة جيانغشي شرقي الصين “ساعدت السلطات المحلية العائلات ذات الحاجات على تركيب الكراسي الملائمة للمسنين وكراسي الاستحمام وأضواء الاستشعار. ويمكننا الجلوس على الكرسي المقاوم للانزلاق للاستحمام. وإنه آمن للغاية. وأحدثت التحسينات الصغيرة فرقا كبيرا”.

يضع الحزب الشيوعي الصيني تطلعات الناس لحياة كريمة على رأس أولوياته، ويعمل مع 1.4 مليار شخص لدفع التنمية عالية الجودة وخلق حياة عالية الجودة.

*سي جي تي إن العربية.