CGTN العربية/
نجحت الصين في السيطرة على وباء فيروس كورونا الجديد.
هذا ليس خبرا، لكن الحقيقة أن الصين عادت تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وحتى أنها تشهد طفرة في السياحة. هذه الحقيقة تجعل شركات الطيران الأجنبية تحسد الصين، لأن مئات الملايين من الصينيين في إجازة.
يتم حجز الفنادق وبيع تذاكر الطيران بشكل سريع. تتوقع أكاديمية السياحة الصينية أنه سيكون هناك أكثر من 500 مليون سائح محلي خلال هذه العطلة. على الرغم من أن العدد لا يزال قليلا نسبيا مقارنة بـ780 مليون سائح في العام الماضي، إلا أن مؤشرات الانتعاش تظل قويا.
لا يزال العامة يرتدون الكمامات ويحملون المطهرات معهم عند مغادرة منازلهم. لم يتم القضاء على شبح كوفيد-19 تماما، ولا يزال منتشرا على النطاق العالمي. لكن انتقال العدوى محليا في الصين اقترب من الصفر. اتخذت الحكومة الصينية إجراءات سريعة للسيطرة على الوباء في سوق شينفادي في بكين، مما خلق مزيدا من الثقة لدى الشعب الصيني لاستئناف حياته الطبيعية.
ليست هناك حاجة لتوضيح كيفية مكافحة الصين للوباء. ومع ذلك، هناك شيء جدير بالذكر، وهو أن تجربة الصين تثبت أنه لا يمكن لأي سياسة نقدية أو خطة تحفيز أن تنتشل الاقتصاد من “المستنقع” ما لم يتم السيطرة على الوباء.
بسبب “العلاج بالصدمة” الذي استخدمته الصين لوقف انتشار الفيروس، تراجع الاقتصاد الصيني بنسبة 6.8% على أساس سنوي في الربع الأول من هذا العام، ولكنه لم يتوقف. سجل مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعى أدنى مستوى قياسي له في فبراير الماضي عند 35.7. النشاط الاقتصادي كان قد اقترب من التوقف. ولكن ابتداء من مارس، عاد المؤشر إلى ما فوق 50.
بعد أغسطس الماضي، بدأت مبيعات التجزئة في الصين في الزيادة لأول مرة. يمكن القول أنه على الرغم من تسارع نمو قيمة الإنتاج الصناعي في الأشهر الأخيرة، كان نمو الاستهلاك دائما يسبق الانتعاش الاقتصادي للصين. فزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، تجعل المستهلك حذر بشأن الإنفاق. تظهر أحدث البيانات أن المستهلكين الصينيين يثقون بشكل متزايد في الآفاق الاقتصادية للبلاد. وحركة السفر الحالية تعني زيادة تحفيز طلب المستهلكين.
كما تراقب الدول الأخرى عن كثب تقدم انتعاش الاقتصاد الصيني. وفقا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، ومع استمرار انفتاح سوق السندات الصيني، يقبل المستثمرون الأجانب على شراء السندات الصادرة عن بنوك السياسة الصينية بوتيرة قياسية. العوائد المرتفعة هي الحافز الرئيسي، حيث خفضت الاقتصادات الكبرى الأخرى أسعار الفائدة لتقترب من الصفر لمواجهة الركود الاقتصادي.
لدى مؤسسة أكسفورد للاقتصاد رؤية متفائلة بشأن الانتعاش الاقتصادي الصيني، حيث قالت: “الصين حاليا أصبحت تسير على مسار ثابت إلى حد ما، ونتوقع أن يستمر الانتعاش الاقتصادي الصيني إلى الربع الرابع وحتى عام 2021. وسيحافظ الاستثمار على نمو قوي لاستعادة زخم الاستهلاك تدريجيا والحفاظ على مرونة التصدير.”
هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على التنمية الاقتصادية في أي بلد. لكن خلال فترة الوباء العالمي، تقدم الصين درسا قيما مفاده أن السيطرة على الوباء قد تكون أفضل علاج للركود الاقتصادي.
بجهود الخيرين وتكاتف الشعب الصيني مع قيادته الحكيمة ووضع اساسيات الوقاية والعلاج وبعمل جبار, استطاعت الصين احتواء المرض والسيطرة عليه. مرحى لجميع العاملين ومن ساعدهم في هذا النشاط الانساني المتميز